الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:38 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأربعاء, 03-أغسطس-2005
المؤتمر نت - إن الديمقراطية أولآ وأخيرآ ممارسة سلوكية لا تكتسب قيمتها الفكرية بغير صيرورتها واقعا متداولآ، وجزءا  من تكوينات الحياة اليومية للفرد والمؤسسة والمجتمع كما ان ممارسة الديمقراطية تحتاج الى موضوعية وصدق وامانة في عرض الحقائق والاستماع الى الرأي الاخر بالاضافة الى التعبير عن الرأي بكل أحترام وموضوعية... د.إبتهاج الكمال -
هل نحن ديمقراطيون؟
غالبا ما يتجاهل المجادلون في الديمقراطية وفكرها السياسي أن الديمقراطية أولآ وأخيرآ ممارسة سلوكية لا تكتسب قيمتها الفكرية بغير صيرورتها واقعا متداولآ، وجزءا من تكوينات الحياة اليومية للفرد والمؤسسة والمجتمع كما ان ممارسة الديمقراطية تحتاج الى موضوعية وصدق وامانة في عرض الحقائق والاستماع الى الرأي الاخر بالاضافة الى التعبير عن الرأي بكل أحترام وموضوعية.


لقد تعودنا في صحفنا وأجتماعاتنا وحلقات نقاشنا التى لاتحصى أن نثير جدلآ ساخنا في مسائل الديمقراطية ، ونتبادل إنتقادات لاذعة لبعضنا البعض ، وعندما يحدث ذلك في أطار حزبي تعددي يتحول النقد أحيانا الى حلبة سباب وشتائم تلغي كل الاعتبارات الطبيعية للحوار مما يضعف موقف صاحبه ويشل قدرته علي اقناع الاخرين برأيه بالطرق الشرعية ، وعندما نفترق يتصور البعض منا اننا كنا نمثل قادة التجربة الديمقراطية ،واننا نعبد سبل الديمقراطية لعامة الناس والاجيال التي تتعقب زماننا...فهل نحن حقاً ديمقراطيون؟


يراودني شك كبير في قدرة الكتيرين على ترجمة فهم حقيقي للديمقراطية .. فالكاتب الصحافي الذي يجري تشريحا تقنيا دقيقا لقضية ما ، ويمارس حرياتة في التعبير الى أقصى حدودها لايمكن ان يصبح ديمقراطيا مالم يؤمن بحق زوجتة وأخته وأخيه في التعبير عن ارائهم بكل حرية ، وبنفس قوة اللفظ الذي يستخدمة في الكتابة

فإذا ما أباح لنفسة حق وصف أحد المسئولين الحكوميين –مثلآ- بشئ من التجريح للكرامة ينبغي عليه أن يتقبل بصدر رحب تجريح الكرامة لشخصه من قبل زوجته او صديقه في قضية ممائلة ليكون ديمقراطيا فعلاً.

كما أن الحزب الذي يعتبر تعميم السوء والممارسات الذميمة على أعضاء حزب آخر بمختلف تكويناته التنظيمية أنطلاقا من إعتقاده أن ذلك الاسلوب ممارسه ديمقراطيه ،فأنة بلا شك يجب ان يتقبل ممارسة الاسلوب ذاته وقبيلته ، وحتى مدينتة التي يعيش فيها ما دامت العمومية ثمثل له حقآ ديمقراطيا ..وكذلك يجري التعميم لبقية مؤسسات المجتمع وصولا الى اعلى هرم السلطة.

من المؤسف أن كثيرا من الناس يتداول الديمقراطية كما لو أنها مجرد شعارات ثورية تحاكي مرحلة الخمسينات والستينات التى نشطت فيها حركات التحرر العربي والانقلابات على الانظمة التقليدية .وهذا الامر خطير جدآ لانه يمثل في النهاية حالة انفصام بالشخصية الثقافية والوطنية للفرد أو الجماعة.
ولعل شيوع الحالة المرضية الانفصامية بين الفئات المجادلة في الديمقراطية لابد أن يقود الى خلق فوضى سياسية وأجتماعية في نظم الحياة السائدة –بما يعنى الموت البطئ للوطن والقيم الانسانية.

ربما يكون صعبأً جدآ علينا إلغاء ظاهرة توغلت في سلوكياتنا لكن بكل تأكيد سيكون الايسر لنا أضافة مهارة جديدة لسلوكياتنا وهي ان ننقل تلك الجدليات والفلسفات الديمقراطية الى بيوتنا ومقار عملنا ومدارس أبنائنا والى كل ركن من الشارع الذي نعيش فيه.

أعتقد أننا في ذلك الوقت فقط سيكون بوسعنا أن نجيب ب( نعم ) عندما يسألنا أحدهم : هل أنتم ديمقراطيون!؟




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر