الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:49 م
ابحث ابحث عن:
إستطلاعات وتقارير
الثلاثاء, 09-أغسطس-2005
المؤتمر نت - صنعاء صنعاء/ استطلاع / جميل الجعدبي -
صنعاء .. متحف مفتوح وتاريخ متجدد

تقول الروايات أن أول من أختطها سام بن نوح عليه السلام التي سميت باسمه، ثم سميت آزال نسبة إلى الملك آزال بن قطن أحد أحفاد سام بن نوح.

نعم.. إنها صنعاء حاضرة اليمن الخضراء- كما أسماها أجدادنا القدامي- وعاصمة العربية السعيدة عند مؤرخي اليونان.

إنها عروس الجزيرة العربية والجوهرة اليمنية في بلاد العرب وإحدى جنان الأرض بإجماع كافة العوالم.

أنها صنعاء واحدة من أقدم المدن وأكثرها شهرة، عاصمة الجمهورية اليمنية اليوم.


· ما مثل صنعاء اليمن.

تذكر الروايات التاريخية أن الإسم الحالي لصنعاء يعود لجودة الصنعة فيها وأشتهارها بعدد من الصناعات التقليدية الجميلة، ولقد تغنى بصنعاء ووصفها الكثير من الأدباء والشعراء، لكن أجمل وصف لصنعاء ذكره الأديب أمين الريحاني عند زيارته لها سنة 1922م حيث قال ( أي صنعاء مثلك لنا التاريخ فكنت مليكة الزمان، ومثلك لنا العلم فكنت يوما ربة العرفان، ومثلتك لنا الأساطير فكنت سيدة الإنس والجان)

" وهي في مقامها الطبيعي فريدة عجيبة، فيها الهواء أعذب من الماء والماء أصفى من المساء، والسماء أجمل من حلم الشعراء.. كما وصف المفتي صنعاء بأجمل الأوصاف وأعذبها بقوله:

ما مثل صنعا اليمن كلا ولا أهلها

صنعا حوت كل فن يا سعد من حلها

تطفي جميع الشجن ثلاث في سفحها

الماء وخضرة رباها الفائقة بالوسامة

وكل وجه حسن

كم يضحك الدهر فيها من دموع الغمامة فيا سقاها وطن


· الموقع والأهمية التاريخية

تقع صنعاء في قلب جبال اليمن في سهل منبسط فسيح، يحيط بها من الغرب جبل " عيبان" ومن الشرق جبل" نقم" ومن الجنوب" حزيز" ومن الجنوب الغربي" متنفسات حدة وسنع" ومن الشمال والشمال الغربي" الروضة، وقرية القابل، ووادي ظهر"

وتقع صنعاء بين خطي دائرتي عرض ( 15.21) شمالا، وخطي طول ( 44.12) شرقا، وترتفع عن سطح البحر نحو ( 2400) م، تمتاز بجو عليل وهواء نقي وشمس مشرقة طوال العام.

وتنبع أهمية صنعاء السياحية من كونها أقدم المدن التاريخية في الشرق التي ظلت عامرة منذ نشأتها وحتى اليوم محتفظة بجمالها وبفنها المعماري الفريد الذي يسحر الألباب.

ومما يزيدها جمالا وروعة احتواؤها لعدد من المعالم الأثرية والتاريخية كقصر غمدان التاريخ و" كاترائية" صنعاء " القليس" والجامع الكبير وغيرها.



· صنعاء.. التاريخ المتجدد.

منذ آلاف السنين ومن بين جميع المدن القديمة ظلت وحدها محتفظة إلى يومنا هذا بنظام معماري متميز متمثل بالبناء حول البساتين، وعلى الرغم من تعرضها للتدمير والتخريب لأكثر من مرة عبر تاريخها الطويل إلا أنها حافظت على قوتها وتماسكها الحضاري والمدني ( وظلت تحرس وتحمي معمارها وأسوارها وأبوابها وعقودها ومقاشمها وآبارها، أو تستعيدها بعد كل خراب يصيبها).

· صنعاء حوت كل فن

وأنت تجول في صنعاء العتيقة يمكنك أن ترى الفن ( كائنا حيا يسير من خلال الأزقة، وينفذ من تدرج ألوان العقود ويتسلل إلى أعماق النفس معطرا بنكهة التاريخ ووجدان الأحلام اليمنية الشاغرة)

تتميز صنعاء القديمة بتقارب دورها المحاذية لبعضها البعض وتقسيمها الهندسي البديع باستخدام الأحجار المنحوته والطين والياجور، وجدرانها المزينة بالنقوش والزخارف والرسومات الجميلة ونوافذها التي تضفي عليها عقودها البيضاء وقمرياتها المزخرفة بالزجاج الملون جمالا أخاذا، وكذلك مساجدها البديعة التي تطال مآذنها عنان السماء، و أسوارها المنيعة التي تحضنها الأبراج وتحميها الأبواب، وبساتينها التي تفوح منها روائح العطور والريحان، وكذلك أسواقها بمصنوعاتها التقليدية الغاية في الروعة والجمال.

وعندما تسطع الشمس تبدو صنعاء تحت أشعتها وكأنها لوحة فينية رائعة ليتأكد الزائر لها أن كل ما في هذه المدينة الأسطورة يوحي بقصص ألف ليلة وليلة.


· عادات وتقاليد أصلية

اكتسبت الحياة الاجتماعية بصنعاء القديمة طابع الثراء والتنوع الذي يعكس تنوع المجتمع الصنعاني الذي ينحدر معظم أفراده من مناطق متعددة من اليمن، الأمر الذي جعل موروث هذه المدينة العريقة من ثقافة وسلوك وعادات وتقاليد متسما بطابع الإبداع والتفرد والتنوع ويبد وذلك جليا من خلال بروز عدد من إعلام الثقافة والفقه والأدب والفن والشعر الغنائي خلال الفترات الماضية وكذلك فرادة وجمال الأزياء والملبوسات التقليدية الصنعانية سواء كانت الرجالية أو النسائية بالإضافة إلى تعدد وتنوع الفلكلور والرقصات والأهازيج الشعبية المميزة.

وحتى المطبخ الصنعاني يتميز هو الأخر بعدد من الأطعمة الشهية والحلويات والمشروبات اللذيذة.

ويبقى روح المرح والدعابة والبساطة وكرم الضيافة وحسن استقبال الضيف سمات أصلية وسلوك اجتماعي يتميز به أهالي صنعاء ويتوارثونه جيل بعد جيل.


· ألف تذكار وتذكار

سوق صنعاء نقطة مشعة من التاريخ المتألق للمدينة القديمة تتوهج في أحاسيس الزائر كما تتوهج شحنة النور في الليل المعتم، يضم حوالي 35 سوقا متخصصا، ولكل سوق أسمه ودلالته وخصوصياته التي تميزه عن غيره مثل سوق الملح وسوق الذهب وسوق المخلص( الفضة) وسوق النحاس وسوق المحداده، وسوق الطعام، وسوق الزبيب وغيرها من الأسواق، وأنت تجول في الأسواق تتهادى إلى مسامعك أصوات البائعين المتموجة عبر ضجيج السوق تمتزج مع الألوان والأشكال المختلفة للمنتجات التقليدية الفريدة المعروضة من أواني نحاسية جميلة وحلى ذهبية وفضية مطرزة بالعقيق اليماني متعدد الأشكال والألوان ومنحوتات خشبية وملابس تقليدية، التواء الأزقة العتيقة وطريقة توزيع الحوانيت وعرض السلع فيها بأساليب بسيطة ومميزة تجعل من التسوق في هذه المدينة العتيقة متعة كبيرة لا تضاهيها متعة.


· صناعة العقيق اليماني

تعتبر صناعة العقيق من أجمل الصناعات الحرفية التي تشتهر بها صنعاء القديمة على وجه التحديد.. وتلقى رواجا كبيرا داخليا وخارجيا.

ومصدرها الأحجار الكريمة المتواجدة في مناطق متفرقة من اليمن حيث يعمل الصاغة على نحتها وتشذيبها وتحويلها إلى قطع صغيرة متعددة الأشكال والألوان التي تطعم بها عدد من المصوغات الذهبية والفضية كالأحزمة ( البرم) والخواتم وجميع أنواع الحلي.

وتمر صناعة العقيق بعدد من المراحل حتى تأخذ شكلها النهائي بما يعرف ( بالفص) ومن أشهر أنواع العقيق ( الأحمر، الكبدي، والعقيق اليماني) .


· رحلة عبر التاريخ

وأنت تسير في أزقة وحواري صنعاء القديمة يخيل اليك أنك تعيش في زمن غير هذا الزمن، في زمن يذكرك بماض جميل وشعب أصيل مبدع صاغ شكل معالم هذه المدينة العريقة. وتركها كمتحف مفتوح يضم بين جوانبه كل ماله علاقة بتراثه وحضارته الأصلية ومن معالم هذه المدينة.

* سور المدينة

وهو أقدم وأشهر معالم المدينة ويرجع تاريخه إلى القرن الأول الميلادي تقريبا، ولم يتبق منه حاليا سوى الجزء الجنوبي المجاور لباب اليمن والجزء الشرقي وبعض أجزاء من السور الشمالي.

* أبواب المدينة

كان للمدينة القديمة سبعة أبواب هي: باب اليمن، باب شعوب، وباب السبحة، وباب ستران ( القصر) وباب الشقاديف وباب الروم وباب( خزيمة) ولم يبق منها حاليا سوى باب اليمن الذي يتميز بفن معماري جميل وظل رمزا ومعلماها ما للمدينة القديمة.

· النوبة ( البرج)

عبارة عن مبنى دائري جميل من الطين ( اللبن) تقع ضمن السور وتستخدم كموقع للحراسة وتوجد أكثر من نوبة على سور المدينة القديمة.

· الصرحات ( المساحات)

مساحات صغيرة ذات أشكال متعددة قد تكون دائرية أو مربعة أو مستطيلة، ونادرا ما تجد حارة من الحارات لا توجد فيها الصرحه التي تستخدم لاقامة المناسبات ولعب الأطفال وتتواجد منها ما يقرب من 20 مساحة

· البساتين

تعتبر متنفسات لسكان المدينة لإطلال المساكن عليها، بالإضافة إلى وظيفتها الهامة في تزويد السكان بالخضروات والفواكة ويوجد منها قرابة 40 بستانا.


· الجوامع

كانت صنعاء القديمة تحتوى على أكثر من ( 100 جامع) يعود تاريخ بعضها إلى العقد الأول للهجرة، ولم يتبق منها سوى ( 40 جامع) أشهرها وأقدمها على الإطلاق جامعها الكبير الذي يعتبر من روائع العمارة الإسلامية بما تحتويه مكوناته من أعمال فنية رائعة، كما يعد منارة ثقافية ودينية هامة في اليمن، وقد بناه في السنة السادسة للهجرة، ( وبربن يحنس الأنصاري) بأمر من النبي صلى الله وعليه وسلم، ومن ملحقاته مكتبته العامرة بأهم الكتب والمخطوطات النادرة في مجال الفقه واللغة والتاريخ والتراث، ومن الجوامع المشهورة أيضا التي يعود تاريخها إلى العقدين الأولين للهجرة جامع الشهيدين. وكذلك جامع علي بن أبي طالب، جامع الطاووس وجامع عقيل، بالإضافة إلى جامع البكيرية الذي يعتبر من أجمل الجوامع التي بنيت أثناء الحقبة العثمانية.

· المباني

من أقدم مكونات المدينة وأهمها وهي مباني متعددة الأدوار قد تصل إلى سبعة أدوار، تعتمد على التوسع الرأسي، تتميز بفن معماري فريد ورائع تستخدم الأدوار الأرضية كمخازن وغرف أدوارها الأولى الواسعة للمناسبات ثم غرف خاصة بالنساء والأطفال، وينفرد الرجال بالأدوار العليا حيث يقع " المفرج" في أعلى المنزل وهي غرفة مستطيلة تمسح تسمح للجالسين بالرؤية لما حولها، وهو أكثر غرف المنازل جمالا وزخرفة.

· الحمامات التقليدية ( البخارية)

اشتهرت صنعاء بتوفر الحمامات البخارية منذ زمن بعيد، ويتواجد فيها حاليا نحو ( 11 حماما) تقليديا يعود معظمها إلى العصور الإسلامية الأولى على أن بعض المشاهد تدل على أن بعضها يعود إلى فترة ما قبل الإسلام.

ومن أهم النماذج لهذه الحمامات المميزة تاريخيا وعمرانا حمام الميدان وهو من الحمامات المشهورة، ويتميز بفن معماري جميل، وقد بناه الوالي العثماني بصنعاء حسن باشا عام 1597م بالإضافة إلى حمامات سبأ وياسر اللذان يمثلان حقبة تاريخية واحدة ربما تعود إلى ما قبل الإسلام.

· السماسر القديمة / خان المسافرين

كانت تستخدم كنزل وبعضها مستودعات للبضائع، ارتبط إنشائها بالتطور التجاري في المدينة ويوجد منها حاليا قرابة ( 21 سمسرة) في المدينة القديمة الكثير منها مغلق لكن أهم نماذجها: سمسرة محمد بن الحسن التي تعتبر من أرقي السماسر معمارياً وفنيا، وأنشئت كدار للمال وكخزانة للأموال والمدخرات النفسية، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1651م ومن النماذج الجميلة سمسرة الناس، التي تم تأهيلها.

لتكون مركز للتدريب الحرفي وعرض لمنتوجات الحرفية، وكذلك سمسرة المنصور المستغلة حاليا كمركز للفنون التشكيلية، وسمسرة الذماري المستغلة حاليا كمركز للتدريب الحرفي النسوي.

· المرانع ( رافعات مياه قديمة)

كانت تستخدم في الماضي لرفع المياه من الآبار بواسطة الشد بالحبال من الأعلى إلى الأسفل سواء بواسطة الجمل أو الإنسان ثم يتم توزيعها وفق نظام محدد عبر وسائط مختلفة سواقي، أحواض، عربات، ويستفاد منها في المساجد والمنازل للغسيل والطهي والشرب ويتواجد في المدينة عدد منها أهم نماذجها مرنع الحميري، الواقع في الجزء الجنوبي من سوق الملح، وهو من أهم المرانع المتبقية و أجملها تصميما وإنشاء وحجما، ولا يزال يحتفظ بمكوناته إلى حد بعيد وكذلك مرنع صلاح الدين الواقع ببستان صلاح الدين والذي يتميز بنمط معماري مشابه لمرنع الحميري، وكذلك المرنع التابع لجامع قبة المهدي الواقع إلى الغرب من السائلة.

· السبل.

هي محاسن أو قفها أهل الخير منذ زمن بعيد لري عطش زوار المدينة وأهلها ويوجد منها حوالي ( 34 بيسلا) لكن أجملها عمارة ولفتا لنظر الزائرين سبيل الأبهر، سبيل وسط السوق، سبيل باب اليمن تتميز بفن معماري جميل بالإضافة إلى مواقعها المتميزة.

· قصر غمدان التاريخي:

كان أية في الجمال والفن المعماري وأشهر قصور اليمن على الإطلاق، وقد تم بنائه على يد الملك " إلى شرح يحصب) ذكر الهمداني في الجزء الثاني من الأكليل (ولم يعرف تاريخ محدد لانشائه لكن بعض المصادر تشير إلى القرن الأول الميلادي) كما ذكر أنه كان مكون من عشرين طابقا ومبنيا من الرخام الملون، كما تشير بعض الشواهد خصوصا بعض الأعمدة والأحجار المتوفرة في الجامع الكبير إلى أن موقعه ربما يكون في منطقة السوق أو بالقرب منها.

· كاتدرائية صنعاء

يطلق عليها غرقة القليس، ومعناها الكنيسة وهي المقابل العربي لكلمة ( إكليسيا) باللاتينية وقدبناها أبرهة الحبشي عند سيطرته على صنعاء 523-525م ووصفت بأنها محاطة بفضاء فسيح للتنزه وأن مبناها شيد على بناء مرتفع يزيد طوله على خمسة أمتار، وطليت أبوابها بالفضة والذهب وأن تصميمها شابه لتصميم كنيسة القيامة في بيت لحم وهي واقعة في الحارة المشهورة بغرقة القليس








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر