صنعاء / المؤتمر نت/ ريام محمد مخشف -
الدوري اليمني.. الصراع على سلَم الهبوط
انتزع فريق وحدة صنعاء فوزاً غالياً وثميناً، على ضيفه البطل التلال بهدف وحيد أحرازه المهاجم وليد سويد في الوقت القاتل من مباراة القمة التي جرت بينهما أول من أمس على ملعب المريسي الدولي بصنعاء في ختام الجولة الأخيرة من بطولة الدوري اليمني لكرة القدم.
وقد دخل الوحدة هذه المواجهة الصعبة ولا بديل له سوى الفوز والظفر بنقاط اللقاء، وشن هجوما من البداية على المرمى التلالي بغية تسجيل هدف مبكر، إلا أن الهجمات الوحداوية قوبلت بدفاع تلالي مستميت بقيادة النجم الدولي خالد عفارة، في المقابل لم يستسلم التلال، وسريعاً مع بادل الوحدة بالهجمات، لينتهي هذا الشوط بالتعادل السلبي.
وجاءت مجريات أحداث الشوط الثاني مغايرة تماماً عن شوطها الأول، حيث ارتفعت وتيرة الأداء، وظهر اللعب الجميل والقوي بين الفريقين، خاصة الوحدة الذي أدرك مقدار الخطر الذي ينتظره في حالة خروجه بالتعادل، فعمل على تنظيم صفوفه بشكل الأفضل، عن طريق لاعبه المحرك الأساسي في الفريق المتألق دوماً الدولي ناصر غازي الذي بذل مجهودا كبيرا، في مد زملائه بالكرات البينية المدروسة، والخطيرة، إلا أنه مع اشتداد الضغط النفسي والعصبي الموجود أصلا منذ بداية المباراة لدى لاعبي الوحدة، لم يتمكن لاعبوه من التركيز، واستثمار الفرص الثمينة التي أتيحت لهم للتهديف، كانت أبرزها الفرصة الثمينة التي أضاعها نجم الوسط هيثم الأصبحي في الدقيقة 30، عندما واجه الحارس التلالي عبدالرؤوف عبدالله وجهاً لوجه، ووضع الكرة على بعد سنتيمترات قليلة من القائم الأيمن، وواصل بعدها الوحدة هجومه القوى، ومع دخول المباراة إلى أجوائها ووقتها الأخير، ومن هجمة وحداوية منسقة قادها الدولي ناصر غازي داخل العمق التلالي يمررها جميلة إلى زميله وليد سويد الذي لم يتردد في إيداعها في المرمى التلالي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
رغم هذا الفوز الوحدوي المهم الذي رفع رصيده إلى 31 نقطة في المرتبة العاشرة، بفارق هدفين على جاره اليرموك الذي حقق هو الآخر فوزا صعبا على شعب صنعاء بهدف وحيد، إلا انه لم يضمن البقاء بين أندية النخبة، وسيلعب الوحدة واليرموك مباراة فاصلة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لتحديد أي منهما يهبط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية، وذلك بعد أن عدلت لائحة البطولة، على الأساس أن يكون الفريقيان المتعادلان بالنقاط ومختلفان بالأهداف، تحدد بينهما مباراة فاصلة.
وعلى ملعب نادي الصقر بمدينة تعز انتزع ممثلها الوحيد في دوري الأضواء الصقر وصافه الدوري وميدالياته الفضية لأمول مرة في تاريخ منذ انطلاق المسابقة الرسمية الأولى باليمن عام 1990م، إثر فوزه الكبير على ضيفه اتحاد إب، بخمسة أهداف نظيفة، رافعا الصقر رصيده بهذا إلى 47 نقطة وصيف الدوري، معمدا هبوط الاتحاد الذي ظل عند 28 نقطة، عاد بها إلى دوري المظاليم بعد أن كان صعد منه هذا الموسم.. كما أن هذا الفوز الكبير مكن لاعب الصقر المحترف الإثيوبي يورادانوس من انتزاع صدارة هدافي الدوري للموسم الثاني على التوالي، بعد تسجيله ثلاثة أهداف في مرمى الاتحاد رفع رصيده بهم إلى 16 هدفاً.
وفي المدينة الساحلية الحديدة انتزع ممثل أندية عدن الثاني الشعلة نقطة ثمينة من أنياب مضيفه شباب الجيل بتعادلهما الإيجابي 1/1.. رافعاً الشعلة رصديه الى 32 نقطة، في ترتيبه الثامن محققاً ما أراد ببقائه في مصاف أندية النخبة للموسم الثاني على التوالي، في حين رفع الشباب رصيده إلى 33 نقطة في مركزه السابع.
وعلى ملعب باردام بمدينة المكلا أنهى ممثلهما الوحيد الشعب الحضرمي مشواره الناجح بفوز جديد على ضيفه الهلال الساحلي بهدفين نظيفين، معززاً الشعب رصيده الى 36 نقطة في مركزه السادس، فيما تجمد الهلال عند 39 نقطة في المركز الخامس.
وعلى ملعب الظرافي بصنعاء حقق فريق 22 مايو فوزا غاليا وثمينا على ضيفه شعب إب بهدف وحيد، رافعاً رصيده إلى 32 نقطة، في مركزه التاسع، ضامنا البقاء في أندية الدرجة الأولى، في حين تراجع الشعب إلى المركز الرابع، متأثراً بالفوز الصعب الذي حققه أهلي صنعاء على ضيفه شباب البيضاء بهدفين مقابل هدف، رافعاً الأهلي رصيده إلى 45 نقطة، محتلاً المركز الثالث والميدالية البرونزية، في حين عائد الشباب إلى دوري الدرجة الثانية مرة أخرى بعد أن مضى موسمين متتالين في دوري الأضواء.
وقد شهدت جولات البطولة الستة والعشرون التي استمرت قرابة سبعة أشهر بمشاركة 14 فريقا تنافسا شديدا على إحراز اللقب ولأول مرة في تاريخ المسابقة التي بدأت مع قيام الوحدة اليمنية عام 1990م من خلال عودة فرق عريقة للمنافسة على القمة من خارج أندية العاصمة صنعاء المحافظات الشمالية التي كان اللقب محصورا فيها للناديين الوحدة والأهلي، ونادى شعب إب.. وأبرزت المسابقة هذا الموسم عزيمة وإصرار من انتهاء الدوري، وكان مشواره في البطولة ثابتاً حيث تصدرها من الجولة الأولى وتمسك بها حتى النهاية، في ابتعاد قطبي العاصمة الأهلي والوحدة عن المنافسة واكتفى الأول بالمنافسة على الحصول على أحد المركزين الثاني والثالث، فنال الثالث، فيما ظهر جاره التقليدي الوحدة هذا الموسم بعيدا عن مستواه المعهود، ودخل في صراعا وتنافسا ساخنا في القاع من أجل النجاة من الهبوط الذي، ما زال يهدده لأول مرة تاريخه، وستحدد هذا الأسبوع بعد المباراة الفاصلة مع جاره اليرموك، وحسمت الجولة الأخيرة مركز الوصيف الذي خطفه هذه المرة فريق صقر تعز لأول مرة في تاريخه، فيما ودع شباب البيضاء ومعه شعب صنعاء واتحاد إب الذي لم يحالفه الحظ للبقاء وبقي بدلا عنه فريق 22 مايو الذي ظل في الدرجة الأولى ومعه الشعلة عدن.