المؤتمر نت / تحقيق / ريام محمد مخشف- - الفيفا تدخل الكرة اليمنية مأزقاً مجهول مازالت أصداء عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " على الكرة اليمنية ، تلقي بظلالها الثقيلة على الأوساط والجماهير الرياضية والإعلامية الرسمية والشعبية في البلاد ، في حين لازال الحل الناجع والعاجل للخروج من هذه الأزمة ، التي تعد الأولى من نوعها التي تواجهها اليمن مع الفيفا ، تائهاً ومجهولاً ، خاصة ان وزارة الشباب والرياضة لم تحرك ساكناً إزاء هذا الوضع الخطير الذي يعتري رياضة كرة القدم اليمنية ، بعد حرمانها من المشاركات الخارجية لجميع منتخباتها الوطنية بموجب قرار أعلى سلطة رياضية للعبة في العالم .
وتباينت ردود الفعل إزاء هذه العقوبات الدولية لدى الأوساط الرياضية الجماهيرية والإعلامية بين مؤيد ومعارض ومحايد هدفه الوصول إلى حل بأسرع وقت ممكن لتجاوز هذه الأزمة بعيداً عن العند والمكابرة والمصالح الشخصية والذاتية .
الرأي المؤيد :
يرى ان هذه العقوبات جاءت في وقتها ، وذلك لتصحيح الأوضاع الخاطئة الموجودة منذ فترة ليست بقصيرة في واقع الكرة اليمنية ، حيث ان معظم الخطوات والإجراءات التي تتخذها الوزارة المسئولة عن الرياضة في البلاد تتسم معظمها بالعشوائية والتخبط ، ولا ترتكز على أسس ومعايير علمية ودقيقة لأبعادها ونتائجها السلبية ، وإلا ما كانت دخلت الكرة اليمنية في مأزق كبير مع الفيفا ، إذا كانت هناك رؤى وخطط علمية ومدروسة ، خاصة ان الفيفا قد حذر اكثر من مرة قبل إجراء انتخابات اتحاد الكرة ، بأنه لن يعترف بنتائجها ، كونها مخالفة للوائحه ونظمه .
واعتبر هذا الرأي عدم الاستجابة لما طلبه الاتحاد الدولي في تعديل لائحة الانتخابات واعتماد
خارطة طريق الفيفا والدخول في تحدي قوي مع أكبر اتحاد في العالم يقود اللعبة الأكثر الشعبية في اليمن والعالم ، وعدم تطبيق لائحة الانتخابات بكامل ما تضمنته من الشروط والمعايير واستهدافها لبعض الأشخاص ، كان الدافع وراء التصعيد من قبل الشيخ حسين الأحمر رئيس اتحاد الكرة المعترف به دولياً ، مما أدى إلى فرض هذه العقوبات القاسية غير المسبوقة في تاريخ الرياضة اليمنية ، وجه الرأي المؤيد الاتهام في هذا الصدد إلى لجنة الانتخابات بالوزارة التي أصرت على موقفها ورأياها غير صائب على حد تعبيرهم ، لتأتي هذه العقوبات كنتاج طبيعي لعدم احترام وتجاهل اللوائح والنظم والتشريعات الدولية .
ويقول الخبير الكروي المعروف الدبلوماسي المخضرم الدكتور حميد شيباني : لا يمكن نعلق أمر العقوبات بمسألة سيادة او قضية وطنية او شيء من هذا القبيل المسألة فيها نظام دولي واليمن كانت منذ الثورة 1962 ، تحترم الفيفا وأنظمتها واليوم في عام 2005 م نسمع كلام فيه مزايدات بعيد كل البعد عن الرياضة .. وأضاف يجب على اليمن ان تلتزم بقرارات الفيفا وبقواعد نظام العمل الكروي وفقاً لنظام الاتحاد الدولي ، وبالتالي يجب ان تحل المسألة رياضياً ، مشيراً إلى ان الوقت ما زال ممكن في ان تحل المسألة في خلال أسبوع واحد عبر الرجوع إلى اللوائح المنظمة لاتحادات كرة القدم المحلية وهي ما كانت تعمل بها اليمن طوال 45 عاماً الماضية .
الرأي المعارض :
اعتبر هذا الرأي ان عقوبات الفيفا ضد الكرة اليمنية أثارت الأسى في الشارع الرياضي اليمن وباتت مصدر وجع وألم الأوساط الشبابية والرياضية اليمنية فهي تحدث لاول مرة في تاريخ الرياضة وقد ألحقت بكرة القدم والجماهير الرياضية والرياضيين ضررا ماديا ومعنويا كبيرا جدا
ووضعت الجميع رهنا للاعتقال القصري تحت عقوبات من الخارج لم يكن يتمناها أحد لكرة القدم والرياضة في اليمن .
وقالوا ان اتجاه الفيفا إلى اعتبار وجهة نظر وزارة الشباب والرياضة رأيا حكوميا سياسيا لا يتفق
مع دعم وظائف الاتحاد الدولي ولا مع مبادئه وتشريعاته وان الإصرار على ذلك كما وصفته الرسالة الخارجية يمثل تدخلا حكوميا سافر لا يمكن السكوت عليه .
ورأى هذا الرأي ان رسالة الفيفا تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وان الحماس القادم الذي يعبر عنه مراسلات الفيفا لا يتفق مع طبيعة المشكلة الحاصلة في انتخابات اتحاد كرة القدم الذي يرأسه احمد العيسي.
وأشاروا إلى انه كان ينبغي ان يستمر الحوار مع الفيفا حتى يتم اتخاذ التدابير التي تساعد على تنفيذ خارطة الطريق التي يريد تنفيذها لإجراء انتخابات جديدة لاتحاد كرة القدم .
ويرى الصحفي الرياضي العزي العصامي انه من الطبيعي أن تأتي قرارات الاتحاد الدولي الأخيرة الخاصة بتجميد عضوية الكرة اليمنية استجابة لبعض مطالب الداخل التي لا تعبر من قريب أو بعيد عن رغبة الشارع الرياضي اليمني أو غالبية هذا الشارع الذي تاه وسط
الصراع الدائر بين كبار القوم من أجل المصالح كما يسميها البعض أو من أجل فرض إرادة الأشخاص على العوام , على الرغم من إمكانية إيجاد حلول وسط أخرى منطقية ولا تخالف لوائح الفيفا أو تمس بالسيادة اليمنية التي يستميت البعض دفاعاً عنها فيما جعلها البعض عرضة للنهش " الفيفاوي " كما وصفها ، بقرارات سريعة ومتلاحقة توحي بكل وضوح بوجود علاقات خاصة وقوية وراء الأمر بغض النظر عن لوائح الفيفا وخارطة الطريق التي لم نشهد لها مثيل في أي بلد يخضع لقواعد الفيفا من قبل باستثناء العراق الذي طلب رسمياً تعاون الفيفا بصورة موسعة .
واستغرب العصامي بأن يرى تدخل الفيفا في الشان اليمني استجابة لمطالب شخص واحد جاء إلى رئاسة الكرة اليمنية بقرار كرئيس لجنة مؤقتة غير شرعية بهدف التحضير لانتخابات شرعية تمت فيما بعد بناءً على لوائح تضع للخصوصية اليمنية أهمية كبيرة , ورفض الفيفا الاعتراف بها نزولا عند رغبة شخص واحد على الرغم من أن أعضاء هذه اللجنة المؤقتة خاضوا الانتخابات الشرعية بصورة أو بأخرى ولم يعد هناك من يرتبط بهذه اللجنة إلا البعض من أصحاب المصالح والذين كان لهم دور كبير في تحديد العقوبات الدولية وفرضها على اليمن .
من جهته أبدى الشيخ احمد العيسي رئيس اتحاد الكرة اليمني المعترف به محلياً استعداده لفتح حوار موسع وقنوات تواصل مع كل الجهات المعنية بما فيها الفيفا ، بهدف خدمة الكرة اليمنية وتأكيداً لاستقلالية الاتحاد بهدف المضي قدماً نحو التطوير وليس القضاء عليها .
وقال " ان الاتحاد شكل لجنة فنية لمخاطبة الفيفا والالتقاء مع أعضائه لتوضيح كل الملابسات والمعلومات الخاطئة التي وصلت إليهم .. مشيراً إلى انه الاتحاد سيؤدي ما عليه من توضيح وتواصل ، وإذا أصر الفيفا على موقفه وقراره سنتفرغ لإعادة ترتيب الكرة اليمنية من الداخل من خلال إعادة تقديم برامج وخطط جديدة لبطولات وأنشطة مختلفة داخلياً وبناء قاعدة أساسية في الأندية والفرق الكروية وإيجاد قاعدة قوية لينطلق بعد ذلك من خلالها ، خاصة ان معظم مشاركتنا الخارجية غير مجدية وفيها استنزاف وإهدار للمال العام ، وكثيرة من المشاركات الخارجية التي يذهب إليها المنتخبات اليمنية " كضيف شرف " ، ولذلك سيكون التجميد فرصة لمراجعة الأوراق وإعادة ترتيب الأوضاع بالشكل الصحيح والسليم وفق خطط وبرامج فنية مدروسة ودقيقة .
الحل المطلوب
استطلع " المؤتمر نت " ردود فعل الشارع الرياضي اليمني ، ووجد اختلافاً ملحوظا بين عدد كبير منهم ، وقد توزعت الآراء والمواقف بين معبر عن احتجاج صريح ضد العقوبات والمتسببين بها وطالب بوقف غزو غير الرياضيين لمجال الحركة الشبابية والرياضية وأخر يطالب بوضع حد لما وصفه بالعشوائية والمزاجية الحاصلة في انتخابات اتحاد الكرة ووضع الجميع على قدم المساواة والتقليل من الانتهاكات الموجهة ضد الكفاءات والخبراء والمتخصصين . لكن برز هناك رأي ثالث رافض التصعيد والعناد والتسليم بالعقوبة كقدر دائم وطالب بإيجاد حل للمشكلة والعمل من اجل إلغائها لانه من دون إيجاد هذا الحل ستبقى كرة القدم بكل رجالها ومقوماتها رهن الاعتقال والقيد القسري.
واجمع الكل بأنه للخروج من هذه الأزمة الخطيرة ، على ضرورة ان يتخذ وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن الاكوع قرارا بقبول مبدأ العمل بخارطة الطريق المقترحة من الفيفا وان يفاوض على ذلك ، وان يقبل الذين كانوا طرفا في مشكلات هذا الاتحاد منذ بداية أزمنة وصولا إلى العقوبات الابتعاد عن التواجد في الانتخابات الجديدة المحتملة ولو استدعى الأمر تدخل رئيس الجمهورية فبقاء الوضع لا يخدم اليمن ، ان يعود التنافس على قيادة كرة القدم في اليمن الى خبراء الرياضة والكفاءات الاختصاصيين من ممثلي الأندية ، وان يستمر الدعم الحكومي للاتحاد مثلما كان سابقا وان يتطور أو ان يكون البديل إعلان شركات او جهات تمويل قادرة على الوفاء بالتزامات تطور اللعبة وان تعمل هي ذاتها على تنفيذ خارطة الطريق التي يريدها الفيفا تحت ضمانة الحكومة اليمنية .
توجيهات رئاسية
إلى ذلك علم " المؤتمر نت " من مصادر موثوقة ان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أصدر توجيهاً إلى وزير الشباب والرياضة بضرورة تشكيل لجنة بأسرع وقت ممكن للتفاوض مع الفيفا ، بما في ذلك الموافقة على إعادة انتخابات اتحاد الكرة ، وإلغاء نتائج الانتخابات الأولى .
يأتي هذه التوجيهات الرئاسية بعد ان أثارت عقوبات الاتحاد الدولي الفيفا استياءً واسعاً في الشارع الرياضي اليمني الرسمي والشعبي ، في صورة غير مسبوقة ، باعتبارها حالة من حالات العقاب الجماعي الموجة ضدهم من الخارج .
|