المؤتمرنت- عـارف أبو حاتـم -
هارولد يفوز بالحُسنيَيْن
بعد طوال انتظار أمام مقر الأكاديمية السويدية لعشرات الصحافيين، وترقب ملايين المهتمين في مختلف أرجاء العالم خرج بالأمس "هوراس انغدال" –رئيس الأكاديمية السويدية ينقل للعالم خبر مفاجأة جديدة، وذلك بمنح جائزة نوبل للآداب للعام 2005 للكاتب المسرحي الإنجليزي "هارولدنيتر".
جائزة نوبل لهذا العام فاجأت الفائز بها قبل جمهوره، المنتشر في كل بلدان العالم، فالمسرحي الساخر "هارولد نيتر" عًُرف بعدائيته الشديدة للأمبريالية الجديدة، ورموزها الجدد من بوش الإبن في واشنطن، وإلى "توني بلير" في لندن، إلى "ازنار" في مدريد، إلى برلسكوني في روما.
"هارولد" الذي تعود القارئ البريطاني أن يفتح عينه كل صباح على مقالته الساخرة في صفحات الديلي تلغراف، والتايمز والصانداي، يكتب بلغة بالغة السخرية والشماتة، مندداً بالحرب ضد العراق ، وبهيمة الدول الكبيرة واستنزافها لخيرات وثروات الشعوب الأكثر فقراً في العالم.
"هارولد" الذي وصف "بلير" بالأحمق والغبي، وسياسة بوش بالنازية، وشارك في مظاهرات عدة مع صديقه البرلماني العنيد "جورج جالاوي"، مخترقاً شوارع لندن، ومندداً بالحرب على العراق، رغم حالته الصحية المتعبة، وعمر الـ(75) عاماً.
لم يكن يتوقع أبداً أن تذهب إليه نوبل للآداب لهذا العام، خصوصاً بعد قصيدة شهيرة له شتم فيها الحرب، ومن قادها، ودعا إلى الوقوف إلى جوار العراقيين في محنتهم.
فوز "هارولد" لهذا العام سيعيد مجدداً للأذهان السؤال القديم بأن الأكاديمية السويدية ليست متجردة، وأنها منحازة لأدباء اليسار المناهضين لسياسة أمريكا الخارجية، أمثال "جوزية" ساراماغو" و"غارثيا ماركيز" و"جون ماكسويل كويتزي".
لكن ما صحة هذا المذهب من أن نوبل منحازة لأدباء اليسار، وهي التي منحت في العام 2001 للأديب البريطاني (في . إس. نايبول) المتشدد بالكراهية للعرب والمسلمين والساخر من ديانتهم.
وهي التي منحت لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مكافأة على مواقفه في حرب العراق، وابتزازه الدائم لإيران وبرنامجها النووي.
مرة جديدة وليست الأخيرة التي تتناقل فيها وسائل الإعلام الدولية خبر شبه مؤكد بفوز الشاعر السوري علي أحمد سعيد "أدونيس" بالجائزة، ومرة جديدة وليست بالأخيرة التي يصدم فيها "أدونيس" بذهاب الجائزة لسواه.
لماذا الخيبة؟!
قال لي الناقد العربي الكبير عبدالملك مرتاض في خضم حوار طويل معه أن "أدونيس" لن ينال نوبل، لأنه عربي، فقلت له مستغرباً: ماذا أبقى "أدونيس" من عروبته؟ حتى اسمه العربي تبرأ منه؟! فرد مرتاض: هذا صحيح، لكن "أدونيس" (والله لن ينال نوبل حتى يقدم تنازلات كثيرة وينبطح أكثر.. كأن يزور إسرائيل مثلاً).
وتابع الدكتور مرتاض حديثه بأن أعضاء لجنة جائزة نوبل يبلغ عددهم (18) منهم (12) عضواً من أصول يهودية.. فكيف لأدونيس أن يحلم بالجائزة؟!
لا عزاء لأدونيس في مصيبته، ومبارك لـ"هارولد" فوزه بالحسنيين: نوبل للآداب، وتمسكه بمواقفه الشجاعة والصادقة، فالجوائز لا تفل حد المواقف الصارمة!!