كتب محمد علي سعد -
المشترك انقلابات صحفية وحكمة جبران
الاستقالة التي تقدم بها الزميل حمدي البكاري من عمله كنائب رئيس تحرير صحيفة الوحدوي الصادرة عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والتي وردت في رسالة مطولة إلى أمانة الحزب شرح فيها الوضع المالي والإداري السيء التي تعيشه الصحيفة وعزوف الأمانة العامة للتنظيم الناصري عن تصحيح أوضاعها وكذا التدخلات التي تمارسها الأمانة العاصة على أداء الصحيفة وتحجيم مساحة الحرية فيها وذلك بحسب ما جاء في رسالة الزميل حمدي البكاري.
وعلى نفس الصعيد فإن المجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية الذي أطاح قبل يومين برأس الزميل عبدالكريم الخيواني رئيس تحرير الشورى نت وصحيفة الشورى من عمله قد جاء على خلفية خلافات حادة نشبت بين الخيواني وأعضاء المجلس الأعلى وتحديدا مع الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ومحمد عبدالرحمن الرباعي الأمين العام للحزب وذلك بسبب عدم انصياع الخيواني لتوجيهات قيادة الحزب فيما يخص الخطاب الإعلامي للموقع والذي اعتبره المتوكل خطاباً لا يعبر إلا عن الخيواني نفسه وحده بحسب وصف الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ((الرجل القوي في تجمع القوى الشعبية)).
وفي ذات الإطار فإن قرار الأمانة لحزب الاشتراكي اليمني بتشكيل مجلس إدارة لصحيفة الثوري الناطقة باسم الاشتراكي وتعيين الأمين العام المساعد للاشتراكي رئيساً لمجلس الإدارة وتعيين أعضاء جدد في إدارة تحرير الثوري هدفت إلى ترشيد الخطاب السياسي والإعلامي للاشتراكي بما يخدم مصالحه وحواراته في هذه المرحلة بعيدا عن أي إسفاف قد يجر الثوري لساحات القضاء لمخالفاتها قانون النشر من جديد.
أما في التجمع اليمني للإصلاح فإن التراشق الذي جرى بين اثنين من أبرز كتاب الإصلاح الزميلين ناصر يحيى ونبيل الصوفي ووصل إلى حد التخوين المتبادل والاتهام بالسرقة والتحريض والاتهام بالعمالة والتخابر مع أمريكا وتقارير مخابراتها.. هذا التراشق الصحفي قد أخفى ما أخفى من صراعات تدار داخل الإصلاح الذي أكدها من حيث يدري أو لا يدري الأخ محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح حين وصفها في أنباء صحفية بأنها شكلا من أشكال الخلاف بين اثنين من القيادات الوسطية للإصلاح بأنه أمر عادي والأخ قحطان حين ذكر الشيخ الفاضل عبدالمجديد الزنداني في ذلك التصريح وكيف أن الخلاف بين ناصر يحيى ونبيل الصوفي حول الاتهامات التي يتعرض لها الشيخ الفاضل عبدالمجيد الزنداني من الجانب الأمريكي استكثر الأخ محمد قحطان حتى أن يذكر في تصريحه بأن (الشيخ) هو رئيس مجلس شورى الإصلاح واكتفى فقط بذكره كعالم وشخصية يمنية كبيرة.
والسؤال الذي يضع نفسه هنا هل معقول أن أربعة أحزاب من أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) هم الحزب الاشتراكي اليمني، التجمع اليمني للإصلاح، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد القوى الشعبية يجري داخلها خلافات حادة حول القضية الديمقراطية والصحفية الإعلامية والسياسية على وجه الخصوص وأن تتخذ تلك القيادات في الأحزاب الأربعة قرارات تطيح برأس أحدهم هنا وتحاصر الآخر ويتقدم الثالث باستقالته احتجاجا على تضييق الخناق على مساحة الديمقراطية.. فيما يتراشق بالاتهامات والتخوين اثنين من أبرز كتاب الإصلاح.. هل معقول أن يجري كل ذلك دون وجود خلافات واختلافات داخل أحزاب المعارضة "اللقاء المشترك".
وهل معقول أن يجري كل ذلك الحديث عن الديمقراطية والدعوات المتكررة ضرورة احترامها والالتزام بها من قبل أحزاب المشترك والموجهة للمؤتمر الشعبي العام ثم نكتشف من ذات الأحزاب أنها تعاني حالة من اللا ديمقراطية واللا حرية واللا تقارب واللا تجاذب فيما بين قياداتها والصحف والصحفيون التابعين لها والمنضوين في أحزابها؟.
أخيراً إن ما يهمنا من الأخوة في أحزاب اللقاء المشترك ومن مبادرتهم للإصلاح السياسي (مبادراتهم (لأنه طلع أن كل حزب معه مبادراته الخاصة) نتمنى منهم وعليهم أن يتسع صدرهم للديمقراطية وممارسة الحريات داخل أحزابهم أولاً.. ثم يصدروا تلك القيام النبيلة .. قيم الحرية والديمقراطية وقبول الآخر أن يصدروها للغير .. لأنه ومنذ زمن طويل علمنا جبران خليل جبران أن فاقد الشيء لا يعطيه.