كتب/ عبدالرحمن علي - الدين الإسلامي.. دين سلام نحن نعيش هذه الأيام المباركة في شهر رمضان الكريم شهر الصوم والتفرغ لعبادة الله نتذكر بكل اعتزاز أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين التسامح والمحبة والإخاء والعدل والرحمة.. وهو الدين الذي يحثنا على التمسك بالفضيلة والمثل الرفيعة ونبذ الرذيلة والتطرف والغلو والعنف والإرهاب.. فهو دين السلام والاعتدال، وهنا لا بد من التأكيد على أن السلام هو الأصل والقاعدة التي جبل عليها الإنسان وعظمة الإسلام تتجلى في كونه جاء دينا حنيفا بسيطاً لا إكراه فيه ولا تعصب دين جاء موحدا جامعا يرفض التمزق والفرقة والبغضاء والكراهية والغلو والتطرف والإرهاب.. وشهر رمضان فرصة ثمينة لكل أبناء الأمة الإسلامية لتجسد قيم الإسلام ومبادئه، نقول ذلك من منطلق مواقف بلادنا الواضحة والصريحة، ومواجهتها الشجاعة والمسؤولة للإرهاب، كظاهرة دولية، لا تنتمي لدين محدد ولا لبلد أو قومية بعينها، ولأن بلادنا كانت السباقة إلى لفت نظر الأسرة الدولية إلى الإرهاب كآفة خطيرة تهدد عالمنا وذلك من خلال دعوتها في مطلع التسعينيات من القرن العشرين إلى ضرورة عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة وتشارك فيه كل الأسرة الدولية لمناقشة خطر الإرهاب كظاهرة، ومناقشة كيف نشأ وماهي ظروف نشأته وأسبابها.. الخ، وكذا ضرورة التفريق بين الإرهاب كعمل إجرامي وبين نضالات الشعوب ضد الاحتلال من أجل نيل استقلالها.
ومثلما كانت بلادنا سباقة لدعوة الأسرة الدولية الالتفات لخطر الإرهاب، فقد كانت مع الكثير من الأسف من أوائل الدول التي اكتوت بنار جرائمه التي شملت عمليات اختطاف السياح الأجانب وقتلهم، والتفجيرات التي نالت الفنادق والمنشآت الحكومية، وسفارات بعض الدول وكذا السفن (كول الأمريكية وليمبرج الفرنسية) وبسبب جرائم الإرهاب لحق الاقتصاد اليمني ضرر كبير وأثرت الأعمال الإرهابية الإجرامية، أثرت على تدفق السياح وحركة السفن وعلى سمعة البلاد وسمعة المواطن اليمني.
ومع ذلك كله فإن إعلان بلادنا الدفاع عن حقها ومصالحها وأمنها واستقرارها وحياة مواطنيها أعلنت مواجهة الإرهاب بكل السبل الممكنة ومدت يدها إلى الإجماع الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة في حربها ضد الإرهاب ومحاولة استئصاله لما يشكله من خطر على الأمن والسلام الدوليين.. وبشهادة العالم غدت بلادنا عضواً فاعلاً وعنصراً إيجابياً في مكافحة الإرهاب وحققت في هذا المجال نجاحاً كبيرا على الصعيد الداخلي وفي دورها بالتعاون مع الدول الصديقة لتحقيق ذلك المسعى.
واليوم فإن تأكيد بلادنا وهي تكافح الإرهاب قد جاء منسجما مع تمسكها بثوابت لم تتخل عنها أبداً وهي ثوابت أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين تسامح وسلام، لا علاقة له بالإرهاب والإرهابيين مهما حاولوا إلباس جرائمهم لبوس الدين الإسلامي الحنيف وهو منهم براء كما قدمت بلادنا تجربة فريدة في معالجتها آثار الإرهاب كفعل وكفكر عندما راحت تبذل الكثير من الجهود من أجل مكافحة الإرهاب واستئصاله ومعالجة قضايا التطرف بكل السبل الممكنة ومنها الحوار الفكري من خلال العلماء والمرشدين الضليعين بعلوم الدين والفكر الإسلامي المستنير من أجل إزالة الأفكار المشوهة والمغلوطة لدى الشباب المغرر بهم بهدف تبصيرهم بأمور دنياهم على الوجه الصحيح وإعادة من غرر بهم إلى جادة الصواب وتأهيلهم التأهيل المناسب من أجل أن يسهموا بإيجابية في بناء مجتمعهم وخدمة شعبهم وأمتهم بعيداً عن كل أشكال التطرف والغلو والعنف والإرهاب.. وبذلك غدت تجربة الحوار الفكري مع المغرر بهم تجربة يمنية أخذت بها عدد من الدول التي تكافح الإرهاب.
والخلاصة أن ديننا الإسلامي دين تسامح ومحبة وسلام ولا شيء غير ذلك.
|