الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:38 ص
ابحث ابحث عن:
إستطلاعات وتقارير
الأربعاء, 19-أكتوبر-2005
المؤتمر نت - صالح الجبني المؤتمرنت- الضالع/تحقيق: صالح الجبني -
أعراس جُبَن..موروث يتألق في عصر الحداثة
· في مديرية جبن يعيش المرء ويشعر بنوع جديد وجميل من الحياة المليئة بالأفراح وخصوصاً في فترة الصيف (الإجازة السنوية ) من كل عام؛ هذه الفترة تسمى عند أبناء المديرية (موسم أفراح الزواج ) وخلالها ترى أفواج كثيرة من المغتربين في دول العالم من أبناء المديرية يتوافدون بصحبة عائلاتهم إلى مدنهم وقراهم لقضاء فترة الإجازة الصيفية في أحضان وطنهم وبين أهليهم وأصدقائهم، يمرحون في تلك الوديان والمزارع الخضراء الجميلة، يقطفون الثمار المتنوعة ويتلذذون بطعمها الطبيعي يسعدون بمشاركة مجتمعهم ومنا قشة قضايا وطنهم ويعملون على إيجاد الحلول لبعض مشاكل وهموم إخوانهم – والأهم من ذلك إصرارهم على إقامة أفراح ومراسيم الزواج لأبنائهم وبناتهم بحسب العادات، والتقاليد الجميلة المتبعة في مديرية جبن.

· منذ بداية فترة العطلة الصيفية تجاوزت (350) حالة زواج – ولا ينفك أن يمر يوم إلا وفيه المغاني والأهازيج الشعبية والقصائد والزوامل ورقص الشباب على إيقاع مقارع الطبول (الطاسة ) وهدان النساء (البال) الشجية بالحان التراث البديعة وطريقة العادات والتقاليد الجميلة في إقامة مراسيم وأفراح الزواج السعيدة .

· ومن تلك العادات والتقاليد فإن مراسيم الزواج تبدأ بالخطبة ثم عقد القران الذي يتم خلاله تعرف الزوج على زوجته والعكس بالإضافة إلى التجهيزات اللازمة للعرس، بعد ذلك يأتي ما يسمى بغداء(الضيافة ) والذي من خلاله يتم تبادل الزوامل الشعرية الشعبية بين أقارب العروسين وأصدقائهم وآخر هذه المراسيم الزفة التي يدعى إليها الشباب أو ما يسمى ( الشواعة ) ويشارك في هذه الزفة الكثير من أبناء المديرية بسياراتهم المزينة ليذهب العريس برفقتهم لأخذ عروسته من منزلها وزفتها إلى منزلها الجديد (منزل العريس ) .وتختتم هذه المراسيم بإقامة حفلة الشباب (سهرة غنائية راقصة )خارج منزل العريس. وبالنسبة للنساء يتم داخل المنزل إحياء ليلة من الشعر بطريقة البال أو ما يسمى بـ(الهدان) ومن بعضه:


* ذي ما يبسمل عليها لا نالته عافية ... شاحوطش يالحريوة ياعسل زبدية
تسوى ثلاثين آلي بالذهب محلية ... تُسوى ثلاثين جربَه من جرب الأودية

* هذه الحريوة حسينة جل خلاقها
شواعتش يالحريوه مثل سيل السماء

أما الزوامل فيقول بعضها من مثل هذه المناسبات:
* منى سلام آلاف كل يسمعه ... يملأ به يملأ العماير كلها
من سعد ذي نال السعادة والفرح... وأجمل تهاني يا مُعنَّى شلها

- لأهمية هذا التقليد الجميل ومعرفة جزء من خصوصيات عادات أبناء مديرية جبن - وإظهار للعديد من الأفكار والثقافات التي تجد أبناء المديرية متمسكون بها في الجانب الاجتماعي، ومحاولة منا لتكوين صورة جمالية ولوحة فنية تراثية بالإضافة إلى نقل تلك المشاعر الطيبة والأحاسيس المرهفة التي يتحلى بها شباب وشابات جبن العريقة بتراثها وحضارتها ويحرص على استمرارها شيوخ وعقال ومواطنو المديرية وضرورة إحيائها في المناسبات المختلفة خصوصاً في موسم (أفراح الزواج) حتى وإن كان البعض منهم يعيش في بعض الدول العربية والأجنبية والتي هي بعيدة عن مثل هذه العادات والتقاليد.
- صحيفة "المؤتمر نت" حرصت أن تلتقي بعدد من الشباب، وخصوصاً أولئك العائدون من دول الاغتراب الأجنبية لقضاء الإجازة وإكمال نصف دينهم بالزواج وكذا التحدث مع بعض المشائخ والعقال وآباء المتزوجين حديثاً بين الشباب والفتيات.
- الشاب/ علي احمد علي جيلان –19 سنة – عائد من هجرته بالولايات المتحدة الأمريكية مع جميع عائلته الحاملين للجنسية الأمريكية قال:
بالرغم من أننا قضينا فترة من حياتنا بعيداً عن الوطن في دولة أجنبية (أمريكا) تسابق العالم في التطور العلمي والتقدم التكنولوجي وتعايشنا فيها مع كثير من المجتمعات العربية والأجنبية، وتعرفنا على عادات وتقاليد مختلفة إلا أن الحنين والشوق لتراب الوطن الغالي لم يفارقنا أبداً وما في بعض تلك المجتمعات من عادات وانفلات اجتماعي وأخلاقي لم يثننا عن عاداتنا وتقاليدنا اليمنية الأصيلة، ولم تنسينا عقيدتنا الإسلامية العظيمة ولأن آباءنا مدركون لأهمية ذلك فقد حرصوا على ترسيخها في عقولنا وأذهاننا وعليها تربينا وبها تمسكنا وكانت بالنسبة لنا دروساً تعلمناها بحب وشوق ولهفة وأصبحنا نمارسها في حياتنا اليومية ونفخر بها أمام المجتمعات الأخرى في دول الاغتراب.
ويضيف جيلان قائلاً: نعيش هذه الفترة (الإجازة) في وطننا الحبيب ونختار من يشاركنا حياتنا من فتيات بلدنا ونكمل ديننا بالزواج المبارك إنشاء الله وهذا هو نتاج لعاداتنا وتقاليدنا وتعاليمنا الدينية.

أما الشاب/ محمد أحمد سعد (غابشة) البالغ من العمر 19 عاماً المغترب بالولايات المتحدة الأمريكية يقول:
شاهدنا كثيراً من جميلات العالم وتقابلنا مع العديد من الفتيات ومن مختلف المجتمعات سواء أثناء الدراسة أو في العمل – ولكن لم نجد أنهن يتمتعن بروح الزوجة المدركة لواجبها ولا تمتلك أدنى مقومات الحياة الزوجية الصالحة – ولم نستطع أن نقنع أنفسنا باتخاذها شريكة لحياتنا – وتبقى بنت بلدي ووطني ومجتمعي هي الأحلى والأجمل؛ لأنها تحمل شعوراً رقيقاً تتحلى بحياء أصيل وتتسم بوجه مشرق وطبيعي ويبعث نوعاً متميزاً من الحب المليء بالسعادة الصادقة وهي بلا شك التي تستحق مشاركتي الحياة وبناء عائلة مبنية على الشرف متمسكة بالعقيدة الدينية، محافظة على العادات والتقاليد الأصيلة، ومع (بنت بلدي) أ شعر بالراحة والأمان من خلال المعاملة الطيبة والوفاء المتبادل وصدق المشاعر.

ولمعرفة رأي بعض الشباب المقيمين في الوطن حول هذه المناسبات الجميلة ودورهم في إحيائها والحفاظ عليها.
الشاب: حسن عبدالله صالح جواس يبلغ من العمر 19 عاماً ويقيم في مديرية جحاح جبن يقول:
تغمرنا الفرحة ونشعر بالسعادة البالغة حينما نشاهد أقاربنا وأصدقاءنا يتوافدون على هذه المديرية الجميلة بطبيعتها الخلابة التاريخية بمعالمها الأثرية والحضارية عائدين من دول الاغتراب لقضاء إجازتهم على تراب الوطن ولا أخفي بأن هناك شباباً كثيرين وأسراً عديدة تؤخر مراسيم زواجهم وينتظرون عودة أقاربهم وأصدقائهم من المهجر لكي تقام أفراح الزواج لأبنائهم وبناتهم وسط أجواء من الألفة والمحبة ومشاركة جميع الشباب أفراحهم وأنا واحد من أولئك الشباب الذين تزوجوا في هذه الفترة ونفتخر كثيراً عندما نجد أنفسنا في هذه المديرية نشكل أسرة واحدة سواء من كانوا مغتربين أو مقيمين، ونشعر باطمئنان نفسي عندما نشارك بعضنا البعض الأفراح بوجود الشباب الذين يرقصون فرحاً وطرباً من أجلنا – وكذلك عندما نشاهد آباءنا وعقالنا ومشائخنا يستمتعون بمراسيم أفراح زواجنا ويشجعوننا بالتمسك بأصالة عاداتنا وتقاليدنا.

أما دور الآباء في هذا الجانب فإن الوالد أحمد محمد القاضي المغترب بالولايات المتحدة الأمريكية منذ الستينات يقول في حديثه:
هناك واجبات دينية من الضروري والواجب على الآباء القيام بها وأدائها تجاه أبنائهم وبناتهم بشكل سليم وصحيح، إضافة الى عاداتنا وتقاليدنا التي يجب أن نحافظ عليها من خلال ممارستها بشكل مستمر لكي يتعلمها أبناؤنا ونحن وخصوصا المغتربون مع علائتنا في دول أجنبية تفتقر إلى مثل هذه العادات والتقاليد وتنعدم فيها المفاهيم الدينية الأخلاقية، ولا تسودها المشاعر الروحية في مثل هذه المجتمعات، لا بد من الاهتمام المسئول والحرص الشديد على ربط أبنائنا وبناتنا بوطنهم ومجتمعهم بشكل مباشر وغير مباشر من خلال متابعة أخبار الوطن وكذا زياراتنا المستمرة للوطن الغالي والعيش في فترة الإجازة وسط مجتمعنا وممارسة نوع جميل وأصيل من الحياة في المجتمع الذي نحن منه بالإضافة إلى تشجيع ودفع أبنائنا للتعرف على مجتمعهم وربط علاقات الصداقة مع الشباب في داخل الوطن، وهذا يعمق ويرسخ لديهم كثيراً من المفاهيم العظيمة، وينمي فيهم الحب لعاداتهم وتقاليدهم اليمنية الأصيلة.
ويضيف القاضي:
أما هذه الأعداد الهائلة من الأفراح والزواج للشباب والفتيات سواء للمقيمين، أو المغتربين من أبناء المديرية إلا دليل على مكانة الارتباط الوثيق بوطننا ومجتمعنا – مع حرصنا على إقامة أفراح زواج أبناءنا وبناتنا في وطننا إلا حباً صادقا لعاداتنا وتقاليدنا وتمسكاً قوياً بديننا الإسلامي الحنيف ولكي ندرك ونعلم أن من الأسباب الرئيسية في إقامة هذه الأعداد الهائلة من أفراح الزواج والتي من المتوقع أن تصل إلى أكثر من (50) حالة زواج مع نهاية شهر سبتمبر فإن ذلك يعود إلى إجراءات تيسير الزواج وتبسيط المهور بالإضافة إلى إلغاء بعض التكاليف المبالغ فيها – وهذا بمبادرات شعبية لبعض الشخصيات الاجتماعية والوجاهات القبلية في المديرية والذين قاموا بصياغة وثائق موافقات تحدد المهور دون المبالغة فيها ومن ثم تم المصادقة عليها بالإضافة إلى عدم تكليف العريس أو أهل العروسة أي خسائر والأهم من ذلك منع إطلاق النار العشوائي والذي كان يذهب ضحيته كثيراً من الأرواح.

ولما كانت هذه المبادرة الشعبية تصب في مصلحة المجتمع وخصوصاً أولئك الشباب والفتيات وكان نتاجها تنمية صدق العلاقة الشرعية بمفهومها الديني الرافض لعملية الجشع والمتاجرة بالبنات وأضف إلى ذلك قبول هذه المبادرة من الجميع والالتزام بتنفيذها ومحاربة كل المخالفين لها.

وحول هذه المباردة الشعبية الهامة يتحدث الشيخ/ إبراهيم عبد الرزاق مجلي- شيخ مشائخ مديرية جبن – عضو المجلس المحلي بمحافظة الضالع فيقول:
كانت المديرية وبالذات مركز المديرية (جبن) حتى وقت غير بعيد تعيش حالة من المغالاة في المهور والإسراف في عملية الضيافة وإطلاق النار العشوائي وقد عانى الشباب من تلك المغالاة وكاد ذلك أن يستقر في مجتمعنا ويصبح واقعا لا مفر منه مما أدى إلى امتناع بعض الشباب عن الزواج لعدم مقدرتهم المالية في تغطية تكاليفه بالإضافة إلى توجه البعض منهم للزواج من مناطق مجاورة فيها المهور وتكاليف الزواج أقل بكثير من ماهو موجود في مديريتنا.

وإدراكاً من بعض المشائخ والوجاهات بأهمية هذا الجانب الاجتماعي وخطورة عدم إيجاد الحلول السليمة لهذه المشكلة التي قد تؤدي إلى عواقب وانعكاسات سلبية وتخلق حالات نفسية لدى شبابنا وبناتنا من شأنها التأثير السلبي في الجانب الاجتماعي الأخلاقي.

ويضيف الشيخ/ إبراهيم: وانطلاقاً من هذه الأهمية واستشعاراً منا بالمسئولية الكبيرة تجاه مجتمعنا وشبابنا فقد عملنا بكل جهودنا إلى جانب بعض المشائخ والشخصيات الاجتماعية إضافة إلى الشباب المثقفين والذين كان لهم دور كبير في الوصول إلى بعض المعالجات العملية للحد من المغالاة في المهور والإسراف في إقامة ولائم الأفراح أو مراسيم الزواج من تلك المعالجات عمل وثيقة حدد فيها مبالغ المهور وأسقطت بعض تكاليف الزواج الغير ضرورية وتم عرض ذلك على أبناء المديرية - وخصوصا كما أسلفت (مركز المديرية) والذين بدورهم قاموا بالمصادقة والتوقيع عليها وأصبحت سارية العمل بما فيها من قواعد وضوابط وكذا التزام الجميع بها وإنشاء الله تعالى سنعمل مجدداً إلى جانب المهتمين، بمشاكل المجتمع إلى المزيد من التيسير في عملية الزواج وذلك من أجل تحصين شبابنا وفتياتنا من الفساد وإنشاء الله يكون عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر