المؤتمر نت - ريام محمد مخشف - اشتعال الأزمة بين الفيفا ووزارة الشباب بعدما كانت الأوساط الرياضية الجماهيرية والإعلامية في اليمن قد تفاءلت خيراً الأسبوع الماضي بقرب انفراج أزمة الرياضة اليمنية مع الاتحاد الدولي للكرة (الفيفا)، وإنهاء حظر مشاركة المنتخبات اليمنية والأندية في البطولات الإقليمية والدولية التي يشرف عليها الاتحادان الدولي
والآسيوي لكرة القدم، ظهرت أخيراً بوادر أزمة على السطح، ربما تشعل وتعقد الموقف من جديد، بعد أن كانت العاصفة هدأت نسبياً عقب زيارة رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لليمن منتصف الشهر الماضي، واتفاقه مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً على حل المشكلة العالقة مع الفيفا، وتشكيل لجنة مؤقتة محايدة تنتهي بموجبها أزمة الكرة اليمنية التي تعد الأولى من نوعها التي تواجهها مع اكبر اتحاد رياضي في العالم، وتسببت في تعطيل وتجميد النشاط الرياضي في البلاد، على أن تكون هذه اللجنة بإشراف الفيفا لضمان نزاهتها وحيادها.
تمثلت الأزمة الجديدة هذه المرة في تضارب المواقف والآراء في أحقية أي من الفيفا ووزارة الشباب والرياضة اليمنية، بتشكيل هذه اللجنة المنوط بها الإعداد والتحضير لإجراء انتخابات جديدة لاتحاد الكرة بدلاً عن الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت في منتصف يونيو/حزيران الماضي، وفاز بها احمد العيسى، ولم يعترف الفيفا بنتائجها، لكونها أقيمت بعيداً عن لوائحه ومبادئه، وكانت السبب المباشر في تلقي الرياضة اليمنية الضربة القوية، بتجميد عضوية اتحاد الكرة في الجمعية العمومية وإيقاف جميع مشاركات المنتخبات والأندية اليمنية في البطولات الإقليمية والدولية لأول مرة في تاريخ الرياضة في البلاد.
سبب المشكلة الجديدة تمثل في التصريحات الصحافية النارية التي أطلقها وكيل وزارة الشباب والرياضة مؤخراً عبدالله هادي بهيان، وأكد فيها أن الوزارة تقوم حالياً بوضع اللمسات الأخيرة لتشكيل لجنة مؤقتة لاتحاد الكرة، بناءً على الاتفاق مع ابن همام وتوجيهات الرئيس صالح.
وشدد فيها على أن الوزارة هي التي ستشكل اللجنة وليس الفيفا، لأن هذا الأمر غير منطقي أن يشكل الفيفا اللجنة على حد تعبيره، وأضاف ان الوزارة بعد زيارة ابن همام كانت على تواصل معه بشأن الرسالة حتى يتم الاطلاع عليها، ولكنها جاءت بشكل مخالف لما تم الاتفاق عليه مع ابن
همام لأنها أفادت ان الفيفا سيقوم بتشكيل اللجنة.
وأشار الوكيل بهيان إلى أن الوزارة ستقوم بتشكيل اللجنة بعكس ما يريده الفيفا لا يعتبر تصعيداً للازمة معه، وان الوزارة لا تخاف من الفيفا، وتابع قائلاً: “ماذا يريد الفيفا من اليمن، قبل ان يقول نحن نرى انه لا داعي للتصعيد مع “الفيفا” ولا نريد من ابن همام الا ان يساعدنا ونتمسك بما اقترحه والكرة الآن في ملعبه، لأن ابن همام هو الذي طرح المقترحات ولا نطلب منه إلا حل القضية في إطار يمني بحت وفق ما اتفقنا عليه برعاية الرئيس صالح”.
وكانت مصادر حكومية قد أكدت ل “المؤتمر نت ” ان وزارة الشباب والرياضة تلقت مؤخراً رسالة من “الفيفا”، تضمنت موافقة “الفيفا” على جميع المقترحات التي طرحت خلال تلك الزيارة للقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبينت المصادر، أن رسالة الاتحاد الدولي حملت في مضمونها ردودا إيجابية ستعمل على التمهيد لرفع الحظر عن المشاركات الخارجية لكرة القدم اليمنية في البطولات الإقليمية والقارية والدولية في مختلف الفئات العمرية.
وأشارت المصادر إلى أنه من ضمن ردود “الفيفا”، تشكيل لجنة خاصة للإعداد والتحضير لإعادة انتخابات اتحاد كرة القدم المثيرة للجدل، تحت إشراف الاتحاد الدولي وتعديل لائحة الانتخابات لتتلاءم مع لوائح ومبادئ “الفيفا” وأنظمته في هذا الخصوص.
وأكد أن الاتحاد الدولي “الفيفا” بمشورة ابن همام، سيشكل خلال الأيام القادمة على الأرجح عقب إجازة عيد الفطر المبارك، اللجنة المؤقتة التي ستكون مهمتها الرئيسية التحضير والإعداد لإجراء الانتخابات الجديدة لاتحاد الكرة، مشيرة إلى أن الفيفا استبعد أطراف النزاع من اللجنة الجديدة وهما الشيخ حسين الأحمر المعترف به دولياً، واحمد العيسى المعترف به محلياً.
وأضافت ذات المصادر أن اللجنة المقترحة ستكون من خمسة أعضاء يتم اختيارهم من قبل الفيفا، وتضم عددا من الشخصيات الرياضية المشهود لها بالكفاءة والخبرة وحققت نجاحات في المناصب التي شغلتها في اتحاد الكرة السابقة، إضافة ان الفيفا سيختار مستشارين وخبيرين دوليين ستكون اللجنة برئاستهما، والانتخابات تحت إشرافهما، بهدف خلق أجواء من الحياد في العملية الانتخابية، وان قوام هذه اللجنة ليس بمقدورهم الترشح لعضوية اتحاد الكرة.
وأشارت المصادر إلى أن وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن الاكوع لم يبت قطعياً في أمر رسالة الفيفا والتي تعني قطع الطريق على الوزير الذي كان يرغب في أن تقوم وزارته بتشكيل هذه اللجنة المؤقتة المحايدة، مما ينذر بحدوث إشكالية وشيكة بين مطالب الفيفا وشروطه ورغبة الوزارة، اذا تمسك وتشدد كل طرف في مطالبه.
اعتبر مراقبون ومحللون رياضيون عزم وزارة الشباب تشكيل هذه اللجنة المقترحة ضد إرادة الفيفا سيكون بمثابة تصعيد خطير للازمة التي شهدت بعض الانفراج بعد زيارة ابن همام، واقتراحه تشكيل اللجنة إياها قبل ان تتناقض تصريحاته مع تصريحات رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر، مما يؤكد ان القرار ليس في يد ابن همام، وان إصرار كل طرف على موقفه يؤدي في نهاية المطاف إلى خلق مزيد من العراقيل والصعوبات في طريق رفع العقوبات الدولية على الكرة اليمنية، وهذا ما سيحدث ما لم تشهد أزمة اللجنة الحالية انفراجاً في المستقبل القريب.
الخاسر الأكبر الرياضة
وأكد المراقبون أن الخاسر الأكبر من عملية الشد والجذب بين الفيفا والوزارة هي الرياضة اليمنية ومنتخباتها، خاصة أن تصعيد الأزمة من جديد في هذا الوقت بالذات، سيؤدي إلى ضياع الوقت، ما قد يحرم منتخبي الشباب والناشئين من المشاركة في الاستحقاقات الخارجية القادمة، الأول في
تصفيات كأس أمم آسيا للشباب بالإمارات خلال الفترة من 23 إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضمن المجموعة الآسيوية الثالثة التي تضم منتخبات اليمن والإمارات وفلسطين، والثاني ضمن المجموعة الآسيوية الثامنة التي ستقام في الدوحة وتضم منتخبات اليمن وقطر والبحرين، مما
يعني أن بصيص الأمل لمشاركتهما قد تضاءل كثيراً في حدوث هذه الأزمة الجديدة.
تصريحات بهيان غير مسؤولة
واعتبر الخبير الكروي جميل ثابت ، التصريحات النارية التي أطلقها وكيل الوزارة بهيان غير مسؤولة وتضر بمصلحة الرياضة اليمنية، وقال ل “المؤتمر نت ” انه إذا لم يتم التفاهم مع الفيفا حول تشكيل اللجنة المؤقتة المقترحة وتمسكت الوزارة برأيها فهذا لن يخدم
انفراج الأزمة، مشيراً إلى انه كان من المفترض على الوزارة التفاهم مع رئيس الاتحاد الآسيوي ابن همام الذي جاء بالمقترح ولكن ليس في يده الحل لأنه يمثل سلطة الفيفا فهو عضو في لجنة الطوارئ التي اتخذت قرار العقوبات وعضو اللجنة التنفيذية أصلا ولا سلطة له تخول له الحل والعقد وكان التفاهم والتواصل معه هو الأجدى بدلاً من هذه التصريحات غير المسؤولة.
وأكد ثابت انه إذا كانت وصلت رسالة من الفيفا للوزارة تفيد بأن الفيفا سيشكل اللجنة المقترحة لحل الأزمة وليس الوزارة فهذا ما يعتبره الفيفا الصحيح دائماً لانه يريد أن يبعد الاتحادات الأهلية المحلية عن الهيمنة والتسلط الحكومي والتدخل في شؤون الاتحادات الكروية.
|