كتب / محمد علي سعد -
"الخواجات" لسان طويل لمفردة الشماتة
ليس هناك ما هو أسوء من الشماتة والازدراء الذي نهى عنه ديننا الإسلامي الحنيف، ورفضتهما كل الأخلاقيات الإنسانية الحميدة، فالشماتة والازدراء سلوك سيئ وما يجعله بين كل أشكال السلوك هما الأسوأ عندما تأتي الشماتة من بشر بحق وطنهم، مؤلم أن يشمت مواطن بقضايا وطنه، ويفرح لمصائب الناس فيه، ويهلل كلما رأى قيادته تقاوم الضغوطات والمشكلات التي تحاول تقييد حركته ولمحاصرة سيادته، وقديماً قالوا "معول الهدم هو الأسرع".
والحقيقة أن عددا من التقارير الصحفية المنشورة في صحف بعض الأحزاب المعارضة التي دبلجت سلسلة مطولة من مواضيعها التي ضخمت بعض الحوادث المتفرقة، فكالت بتلك التقارير الصحفية هجوماً قاسياً على الحكومة، فيما ساهمت بعض الزيارات التي قام ويقوم بها عدد من الصحفيين للسفارات الغربية والمنظمات الدولية العاملة في بلادنا والحوارات التي أجروها مع السفراء والمسئولين (الحوارات الغير منشورة)، وتناولت قضايا تمس الأمن والاستقرار والديمقراطية وحقوق الإنسان..الخ، ومن التقارير والزيارات الصحفية ما حاولت النيل من وطننا والمساس بتجربته الديمقراطية والتعرض لمسائل تمس وحدته الوطنية..
وبذلك نجد أن صحفاً وصحفيين كانوا من حيث (يدروا أو لا يدروا) كانوا رأس الحربة أو استخدموا كرأس الحربة التي حاولت دوائر غربية غرسها في الظهر اليمني ذلك لأن تلك الصحف والصحفيين ربما اختلط عليهم الأمر، فبدلاً من التفريق بين الخلاف من الرأي والرؤى بين أحزاب المعارضة التي يمثلوها من جهة والحكومة (المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى) إذْ بهم يهاجموا المؤتمر الشعبي العام وحكومته بطريقة عدائية أرادوا النيل منه بأي وسيلة، وأي وسيلة فوقعوا في خطأ فادح وهو خطأ تعريض الوطن وقضايا مواطنيه ومسائل الأمن والاستقرار فيه، وعلاقاته الدولية مع الأشقاء والأصدقاء للكثير من الأخطار بسبب ما كتبت في صحافة المعارضة، وحوارات ممثليها من السفراء وجماعة الضغط المقيمين بصنعاء فتعرضوا للوطن ومسوا الخطوط الحمراء أكثر من مرة في ممارسات حزبية مجنونة.
وعليه مؤسف أن تفرح المعارضة كلما نشر تقرير عن معاناة اليمن من صعوبات اقتصادية، أو أن يستبشروا خيراً لو حدثت مشكلة في البلاد، مشكلة صحية أو تعليمية..الخ.، ويزداد الأسف إذا ما تداولت الأخبار تعثر البلاد في الحصول على قروض دولية بغرض التنمية.. مؤسف أن يتعامل البعض مع مشاكلنا كمواطنين وقضايانا الوطنية والتحديات التي تواجهنا جميعاً بتشفي وشماتة وازدراء وكأنهم (خواجات) أو ضيوف على البلاد.
ينبغي أن يدرك الإخوة أن الاحترام للفرد ولضميره ولقضايا وطنه تبدأ من نقطة الفصل بين الخلاف السياسي في إطار الديمقراطية والفصل الرافض التعامل مع الوطن وقضايا مواطنيه وكأنه خصماً حزبياً يجب النيل منه، وتصفيته حتى من خلال الاستعانة بكل شياطين الأرض.