المؤتمرنت / إعداد/ جميل الجعدبي -
الأردن.. قلب الشرق القديم ونقطة ولادة العالم
من أقدم بقعة على الأرض.. في غور الأردن، نطل على بدايات التاريخ ونفتح نافذة على العالم الحديث، نتلمس حجارة أقدم مدن الأرض ونتابع تعرجات النهر المقدس، وآثار الأنبياء والرسل والصحابة وحيث بداية الحضارات الإنسانية القديمة.
إنها الأردن .. قلب الشرق القديم .. ونقطة ولادة العالم وحيث المكان مختزل كأنه خلاصة الأمكنة، والزمان يفوح بعبق التاريخ.. والفضاء مفتوح بلا حدود.

· عمان
بين 19 جبلاً وعلى سفوحها تتربع عمان عاصمة الأردن منذ العصور الغابرة، إنها ربة عمون التي شادها العمونيون القدماء، عاصمة لهم، وهي المدينة التي ازدهرت في أيام اليونان والرومان وحملت اسم فيلادلفيا (مدينة الحب الأخوي) توصف ببيت الجميع، وفيها يلتقي القديم بالحديث، وفيها كرسي الحكم والإدارة ووزارات الدولة، كما أنها المركز التجاري للمملكة.

· المواقع الأثرية
تتمتع عمان بثروة من المعالم الخالدة، فعلى جبل القلعة يرتفع معبد هرقل، إلى جانب متحف الآثار. وفي وسط المدينة يقع سبيل الحوريات وعلى مقربة من السبيل ينتصب المدرج الروماني الكبير الذي يتسع لخمسة آلاف متفرج.

· جرش.. قبلة الباحثين عن عبق الحضارة
على بعد 50 كم إلى الشمال من عمان، وفي وادي أخضر تجرى فيه المياه، ويتناغم فيه غناء العصافير مع خرير المياه في الجداول تقع مدينة جرش الأثرية التي تعتبر قبلة الباحثين عن عبق الحضارة وعظمتها المنقوشة على الحجارة العتيقة والأعمدة المنتصبة.
وتعتبر جرش واحدة من المدن الأثرية القليلة في العالم التي حافظت على كل معالمها حتى الآن فما زالت ساحات المدينة وشوارعها واعمدتها ومسارحها الأثرية شاهدت على العهود اليونانية والرومانية، وكانت جرش واحدة من مجدن الديكابوليس وهو اتحاد عشر مدن رومانية نشأ في القرن الأول قبل الميلاد.
وتزخر المدينة بالهياكل والمسارح والساحات والحمامات والشوارع ذات الأعمدة الشامخة والمحاطة بالأسوار العالية، وفي داخل هذه الأسوار توجد آثار مستوطنات تعود للعصر البرونزي، والعصر الحديدي، ولعهود اليونان والرومان البيزنطيين والأمويين والعباسيين وهو ما يؤكد أن الإنسان أقام في جرش منذ أكثر من 21500 عام.

· عجلون .. الخط الدفاعي ضد الصليب
وعلى مقربة من جرش تقع مدينة عجلون الشهيرة بقلعتها التاريخية التي تسمى أيضاً قلعة الربض التي بناها عز الدين بن أسامة بن منقذ أحد قادة صلاح الدين الأيوبي ما بين عامي (1148-1185) ميلادية لتقف في وجه التوسع الإفرنجي الصليبي.
ويعرف الجبل الذي أقيمت عليه القلعة باسم جبل عوف، منسبة إلى بني عوف الذين أقامت عشيرة منهم في هذا الجبل أيام الفاطميين، أما المدينة فإنها تحمل اسم راهب كان يدعى عجلون ويقيم في دير قديم في المنطقة.
وللقلعة شكل هندسي مربع، ولها أربعة أبراج يتكون كل برج منها من طابقين، وقد أضيف البرجان الواقعات إلى يمين المدخل الحالي للقلعة بعد معركة حطين وكذلك الخندق المحيط بالقلعة الذي تم حفره ليكون خطاً دفاعياً.

· أم قيس
إنها جدارا.. المدينة التي خاطب شاعرها القديم آرابيوس ضيوفها بقوله (أيها المار من هنا، كما أنت الآن كنت أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت. فتمتع بالحياة لأنك فان) ما تزال كلمات الشاعر محفورة على حجر الشاهد في (جدارا) لتدلل على المكانة الثقافية الرائدة لهذه المدينة على مستوى بلاد الشام . مثلما تدلل آثارها على عظمتها التاريخية.
وأم قيس إحدى مدن الديكابوليس العشر وفيها الكثير من الآثار الرومانية والإغريقية كالمدرج الغربي المطل على بحيرة طبريا في فلسطين وهضبة الجولان ونهر اليرموك وشارع الأعمدة المبلط بالحجارة والحمامات الرومانية وسبيل الحوريات.

· البحر الميت

إلى الغرب من عمان وعلى مسافة 55 كم منها تقع أكثر بقع الأرض انخفاضاً على مستوى سطح البحر أنه البحر الميت الذي عاش عبر الحقب التاريخية المتعاقبة ليصبح من أكثر المناطق جذباً للسياح الباحثين عن الدفء في فصل الشتاء والطبيعة الخلابة، والغربية التي تتجسد في بحر لا كائن حيا فيه بسبب كثافة أملاحه لكن في مياهه المالحة علاج للكثير من الأمراض كما أن أملاح البحر الميت تكون المواد الخام لإنتاج البوتاسي وأملاح الاستحمام العلاجية والمنتجات التجميلية التي يتم تسويقها في مختلف أنحاء العالم.

· الكرك
إذا كانت الكرك مدينة راسخة في التاريخ الذي تشهد عليه بطولات أبنائها وآثارها الباقية فإنها أضاً مدينة حية ومؤثرة في الحاضر الأردني الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، وفي الكرك ما زال صدى الأصوات بين أسوارها وجدرانها يردد إسم صلاح الدين الذي حررها بعد هزيمة الصليبيين في حطين وبقيت شاهدة على مرحلة فاصلة في تاريخ المنطقة.
وقد بنى الصليبيون هذه القلعة لتكون نقطة اتصال استراتيجية متوسطة بين قلعة الشوبك والقدس خلال فترة سيطرتهم على الطريق السلطاني الذي انتشرت القلاع على الهضاب المرتفعة المطلة عليه.

· البتراء
مدينة محفورة في الصخور، أقامها الأنباط العرب قبل أكثر من ألفي عام، وظلت شاهدة على المعجزة البشرية التي تخرج المدن من بطون الجبال.
تسمى (المدينة الوردية) نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد، وهي مدينة أشبه ما تكون بالقلعة وقد كانت عاصمة دولة الأنباط.
وفي وسط المدينة تنتشر مئات المعالم التي حفرها وأنشأها الإنسان من هياكل شامخة وأضرحة ملكية باذخة إلى المدرج الكبير الذي يتسع لثلاثة آلاف متفرج وفي البتراء يوجد الكثير من الأضرحة التاريخية ومن أهمها ضريح الجرة وهو أعلى ارتفاعاً من الآثار الأخرى، وأمامه ساحة وأعمدة منحوتة في الصخر، ولواجهة الضريح أعمدة سرية تدل على فخامة النحت النبطي البسيط.
أما الضريح الكورنثي فإنه يشبه الخزنة في طرازه لكن العوامل الجوية اتلفت واجهته ويقع ضريح القصر إلى الشمال وقد أطلق عليه هذا الإسم لأن واجهته تشبه إلى حد بعيد القصور الرومانية المؤلفة من ثلاثة طوابق.