المؤتمرنت- أحمد الربعي -
خطـر الفتنـة الطائفيــة
آخر ما تحتاجه مصر هو الفتنة الدينية والاقتتال الأهلي. وما حدث في الإسكندرية من مظاهرة غوغائية ضد إحدى الكنائس ومحاولة إحراقها بتحريض من بعض المتطرفين، هو أمر يستحق الحزم وعدم التهاون، فتحريك الناس وإثارتهم ضد بعضهم البعض، هو تحريك لفتنة نائمة، وإشعال لنار ستحرق الجميع.
الآلاف التي خرجت في الإسكندرية مهاجمة إحدى الكنائس اغلبها لم يشاهد المسرحية التي قيل إنها تسيء إلى الإسلام، وحتى لو حدث ذلك، ولو ثبت أن هناك من أساء للإسلام، فإن الحل هو بأن تضرب الدولة والقانون بيد من حديد ضد هؤلاء، وليس أن تتحرك الجماهير بطريقة فوضوية في الشوارع، وإذا حدث وتصرف نفر من الأقباط بطريقة استفزازية فإن هذا لا يعني اتهام كل أقباط مصر، والحال كذلك بالنسبة للمسلمين، فقيام متطرفين بجريمة 11 سبتمبر لا يعطي الحق للمواطنين الأميركيين بالقيام بمظاهرات لحرق مساجد المسلمين. والمتطرفون المصريون الذين ضربوا السياحة المصرية وقطعوا أرزاق آلاف العائلات المصرية لا يمثلون سوى صورة قبيحة شاذة ولا يمثلون الإسلام.
بالتأكيد هناك قوى تكفيرية ومتطرفة تستغل المشاعر الدينية للمسلمين وخاصة في رمضان، وإلا كيف يتم تحريك مظاهرة ضد كنيسة بسبب مسرحية عرضت قبل عامين، وهذه القوى التكفيرية يجب إدانتها وملاحقتها ومنعها من إثارة الفتنة.
المعارضة المصرية يجب أن تتصرف بروح وطنية، والمطلوب موقف إدانة حاسم من كافة الأطراف المعارضة، وعدم محاولة إدخال الخلاف مع الحكومة كتبرير لهذه الأفعال، أو لمجرد تحميل الحكومة المسؤولية، أو للتنصل من واجب الإدانة الصريحة والواضحة لهذه الأحداث الإجرامية.
مصر التي تسعى إلى الإصلاح الاقتصادي والسياسي، وتحاول إصلاح ما أفسده الدهر، لا يمكن إلا أن تكون وطنا لكل المصريين، والذين يثيرون الفتنة لا تهمهم حياة المصريين ولا مستقبلهم، فالتطرف لا وطن له ولا قضية له، ولا يهمه عدد الضحايا..!
عن: الشرق الأوسط