المؤتمرنت- أنيس منصور -
قالها أمير الشعراء والسادات
كان الأخوان مصطفى أمين وعلي أمين، أستاذا الصحافة الحديثة، في غاية الشجاعة والجرأة، ولذلك كانا هدفا لكثير من النقد والهجوم عليهما، حكوميا وسياسيا وصحافيا أيضا.
وكانت لهما عبارة شهيرة: إن الطوب الذي ألقي علينا جمعناه وأقمنا به مؤسسة «أخبار اليوم»، طابقا فوق طابق!
وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب يقول إنه تعلم من أمير الشعراء أحمد شوقي ألا يعبأ بالنقد، ويمضي في طريقه، فقد اتهموه بأنه يقتبس كثيرا أو يسرق لحنا من هنا وجملة موسيقية من هناك، ففي موسيقى عبد الوهاب تجد موسيقى باخ واوفنباخ وموتسارت وبيتهوفن وسيد درويش وأي ملحن معاصر، يعني أنه فنان واسع الثقافة، أما نصيحة أمير الشعراء فهي أن يجمع كل الصحف التي هاجمته ويضعها تحت قدميه، سوف يجد أنه ارتفع عن الأرض أكثر!
وهذا ما فعله شوقي بعد الهجوم العنيف عليه من الأساتذة العقاد والمازني وشكري.
وكان أوسكار وايلد يقول: إذا طعنك أحد في ظهرك فمعنى ذلك أنك تمشي في المقدمة!
وكان السادات يقول إنه ككل أبناء الريف إذا شعر بالضيق، فإنه يذهب إلى أقرب ترعة ويدلدل فيها قدميه، وينتظر جثث خصومه!
قال لي الشاعر الروسي يفتشنكو، وكنا في زورق في نيل الأقصر، إن عندهم قصة شعبية تقول إن ذئبا وقع في بئر، وسعد الناس بذلك فراحوا يلقون عليه الطين أملا في دفنه حيا بعد أن أكل طيورهم، فكان الذئب ينفض الطين عن رأسه وظهره ليستقر تحت قدميه ويرتفع قليلا، وظل الناس يرمونه بالطين والطوب، وهو ينفضها ويجعلها تحت قدميه، حتى ارتفع وارتفع واقترب من حافة البئر، وقفز خارجها سليما واندهش الناس، هم حاولوا إلقاء الطين والطوب عليه، ولم يفكروا، ولكنه فكر في المقاومة والنجاة فجعل القبر سلما للحياة من جديد.
وسوف يقع كثيرون في الآبار وسوف يحاول كثيرون دفنهم ولكنهم يحاولون أن يكونوا أقوى من الموقف، والبقاء للأقدر على البقاء.