المؤتمرنت - رئيس التحرير -
قمة مكة.. اليمن تواصل حرصها للتحديث
بعد مشاركة فاعلة في أعمال القمة الإسلامة الاستثنائية الثالثة والتي عقدت في مكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الدعوة الإسلامية إلى كافة أنحاء المعمورة عاد بسلامة الله وحفظه فخامة الأخ علي عبدالله صالح-رئيس الجمهورية- اليوم الخميس إلى مدينة عدن العاصمة الاقتصادية لدولة الوحدة.
وقد مثلت الكلمة الهامة -التي ألقاها فخامة الرئيس في أعمال القمة الإسلامية- دعوة يمنية حريصة على تطوير منظمة المؤتمر الإسلامي تطوراً يتلائم مع حجم الصعوبات والتحديات التي تواجهه أمتنا الإسلامية وتتطلب من الجميع إرادة سياسية لمواجهتها، فالدعوة التي أعلنها فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، في أعمال القمة، ودعا فيها إلى إقامة اتحاد إسلامي لمرحلة مؤقتة تبدأ بأربع سنوات تتولى رئاسته رئاسة القمة الإسلامية الاستثنائية الحالية، وإعادة هيكلة منظمة المؤتمر الإسلامي وصياغة ميثاقها الجديد وتخصيص موازنة لها بحسب الدخل القومي لكل دولة من الدول الإسلامية.
كما أكد تأييد اليمن لمقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
ومن هنا نجد أن الحرص الذي أبداه فخامة الأخ علي عبدالله صالح-رئيس الجمهورية- لتطوير آليات عمل منظمة المؤتمر الإٍسلامي هو امتداد للحرص اليمني الذي قدم مبادرته الهامة لإصلاح جامعة الدول العربية وتطوير آليات عملها.. والمقترح اليمني الخاص بمنظمة المؤتمر الإسلامي أو المبادرة اليمنية لإصلاح آليات عمل الجامعة العربية كانت ولا تزال منطلق من إحساس اليمن بالمسئولية تجاه الأشقاء العرب والمسلمين وضرورة تطوير الهيئات المنظمة لهم.
وكما تنطلق اليمن في دعواتها لتطوير آليات عمل الشعوب العربية والإسلامية وتجديدها بما يتلاءم مع المتغيرات الدولية وضرورة أن تكون الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مستوعبة لتلك التغيرات، ولكيفية التعامل الناجح معها ومع الاحتياجات والحقوق المشروعة للأمة العربية والإسلامية من جهة ولمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها بفعل المتغيرات الدولية من جهة أخرى.
والخلاصة أن قمة مكة للدول الإسلامية الاستثنائية الثالثة كانت قمة الفرصة المتاحة للدول الإسلامية، قمة الفرصة المتاحة لدراسة الواقع العربي والإسلامي والتحديات التي تواجهه، ودراسة تطوير سبل آليات العمل لتغيير النظرة الغير صادقة للإٍسلام والمسلمين بعدما لصق بالإسلام والمسلمين من تهم كالإرهاب والإسلام بريء منها وبريء من أولئك الذين يرتكبون أعمال التطرف والإرهاب ويدعون انتسابهم للإسلام فهولاء لا يمثلون إلا أنفسهم.
لأن الإرهاب آفة دولية خطيرة أو القضاء عليها يتطلب إزالة تلك الأسباب والمناخات المشجعة على الإرهاب، وفي مقدمتها الفقر والبطالة والتخلف وغياب العدالة الدولية والكيل بمعايير مزدوجة.
ولهذا كله تظل قضية مكافحة الإرهاب تحتاج لجهود دولية واسعة ومشتركة لأن جرائم الإرهاب تهدد الجميع.
إذن قمة مكة هي قمة الفرصة المتاحة وكل الشعوب العربية والإسلامية تتمنى أن تظل هذه الفرصة قائمة، وتمثل الطريق لتحقيق الكثير من الاحتياجات للشعوب الإسلامية عامة.