المؤتمرنت - متابعات - 190 ناشراً في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ال49 شهداء استقلال 2005 كانوا أبرز الحاضرين في الافتتاح، والرئيس الشهيد رفيق الحريري كان الغائب الحاضر في ساحة <<بيال>> وصالاته، بل كان له معرضه الخاص على هامش <<معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ال49>>. ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة لم يطلق خطاباً سياسياً في الاحتفال أكثر منه وجدانياً، وقد طفحت الغصة، أثناءه، على عينيه، فهو لم يتطرق إلى ما يجري من جدل سياسي حامٍ في لبنان وحوله، أو عن التحقيق والمقابر الجماعية. ما برز تشديده على عدم المساومة، قالها بصوت منفعل وقوي: <<لن نساوم على دم رفيق الحريري>>، وقال: <<سئمنا الخوف وقررنا أن تكون الشجاعة رائدنا أمام أنفسنا ومصيرنا ومستقبلنا>>.
كان السنيورة يتكلم في مهرجان حريري بامتياز، وأمام جمهور حريري، وأمام صور الحريري المنتشرة في كل مكان. وكان يتكلم، أولاً وأخيراً في بيته، فهو رئيس أسبق للنادي الثقافي العربي ومواظب على مهرجانها السنوي.
جرى حفل الافتتاح على مرحلتين، افتتاح معرض الكتاب المهدى، في الأساس، إلى الرئيس الشهيد، وافتتاح آخر، في صالة خاصة منفصلة، حمل اسمه أيضاً، ضم صوراً له وكلمات مكتوبة على منصات وفيلم فيديو وشاشات كومبيوتر تتابع سيرته الشخصية والسياسية، بعضها موجود في <<كتاب الحياة>>، حياة الحريري.
جديد معرض هذا العام تمثل، إذاً، بتلك الاحتفالية التي ميزته وجعلته متماهياً والحدث الكبير الذي هزّ لبنان. فحفل الافتتاح بدأ بكلمة السيدة نازك الحريري، التي اعتذرت، بواسطة تسجيل صوتي استمع إليه الحاضرون، لعدم تمكنها من المشاركة في افتتاح كان مقرراً للقسم المخصص بزوجها الشهيد. وقد انتشرت روح الحريري في الكلمات التي تلت، فكان تقديم عضو النادي الثقافي العربي علي بيضون
وكلمة رئيس النادي عصام عرقجي في الجو نفسه، على أن النادي يعمل على إيفاء الحريري حقه عليه واهتمامه الدائم بمعرضه. وكان الحريري حاضراً أيضاً في كلمة نقيب اتحاد الناشرين محمد إيراني.
الحريري الغائب كان حاضراً بنوعية الحضور الذي شمل وزراء <<حكومته>> ونواباً من كتلته، ودبلوماسيين ينحازون لتقدير قامته.
الشهداء الآخرون كانت لهم أيضاً حصة من كلمات الوفاء، كما كانت لهم حصة في أروقة المعرض وبين أجنحته، فجناح لباسل فليحان وثان لسمير قصير وثالث لجورج حاوي. والمعرض هذا العام أكثر أناقة من العام الماضي، فهو ليس منصوباً تحت خيمة هامشية، وإنما هو لجأ من برد العام الماضي وعواصفه إلى الصالة الرئيسية في <<بيال>>، الممرات باتت واسعة أمام الجميع، ولم تعد هناك دور في مدينة ودور في ضواحٍ، وغابت الشكوى، على الأقل من حيث الشكل.
تشارك هذا العام في المعرض 150 دار نشر لبنانية، و35 داراً عربية، إلى جانب اشتراك أربع دول عربية رسمية ومنظمات عالمية، أبرزها الأجنحة التابعة لمعرض فرانكفورت واليونيسكو والاسكوا.
ما يمكن ملاحظته هذا العام أن الحضور الرسمي لسوريا غاب، مع انتكاس العلاقات الرسمية، في حين بقيت مشاركة الدور السورية مستمرة.
أما برنامج أنشطة هذا العام فهو أفضل من سابقته، على مستوى النجومية، فحضور الشاعر محمود درويش سوف يكون حدث المعرض الأبرز، ثم إذا أضفنا إليه حضور عزمي بشارة المقرر أيضاً وتكريم رفعت النمر، نكون أمام ضوء فلسطيني ساطع هذا العام، في حين يُلاحَظ غياب حجم مواز للحدث العراقي والمثقفين العراقيين، اللهم إلا ندوة واحدة من دون عراقيين.
مهرجان الكتاب لهذا العام، مسكون بذكرى الحريري، والعابرون إليه لا بد أن ينتبهوا أنهم فقدوا خطى الرجل وخطى أخرى لا نزال نسمع وقعها خلف الكتب.
عن صحيفة السفير اللبنانية
|