المؤتمرنت- محمد علي سعد -
الممارسة الديمقراطية.. المؤتمر الشعبي أنموذجاً
من موقعه كتنظيم ريادي حقق الوحدة، التزم بالديمقراطية وجسد مفاهيم الوحدة الوطنية للشعب، ظل المؤتمر الشعبي العام بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، رئيس المؤتمر الشعبي العام، - مشرعاً أبوابه لكل حوار بناء ويعرب عن استجابته لكل خطوة إيجابية تخطوها المعارضة المسئولة التي تشاطره همَّ البناء وتحدي التنمية وتسمو فوق الصغائر وتقدم مصلحة الوطن على مصالحها الذاتية وعلى كل المصالح الأخرى.
وطوال الخمسة عشر عاماً الماضية نجد أن تاريخ الحراك السياسي في البلاد عموماً والحراك السياسي للمؤتمر الشعبي العام على وجه الخصوص؛ نجد أن المؤتمر حاور وتباحث وناقش وخلق أكثر من مساحة للحوار مع معظم أحزاب المعارضة إن لم يكن كلها، وحرص مراراً على أن يجد معها نقاط اتفاق سياسية وقواسم وطنية مشتركة من أجل تعزيز التجربة الديمقراطية وإثرائها وتعزيز مبادئ الثقة وجسور التعاون بين الأحزاب السياسية في إطار التنافس الوطني الشريف والمسئول على تقديم الآراء والأفكار والبرامج السياسية لصالح قضايا التنمية الوطنية لمصلحة خدمة الوطن ومواطنيه.
المؤتمر الشعبي العام - ومن خلال تاريخه الوطني ومجمل أدبياته ووثائقه التي أكدت وتؤكد على أنه تنظيم يؤمن بالوسطية والاعتدال، متسامح وحريص على الاجماع الوطني سياسياً حزبياً - يمتلك قدرة على الاعتراف بالآخر، واحترام رأيه طالما ذلك الرأي لا يدخل في خانة المساس بالثوابت الوطنية ولا يدعو للفرقة ولا يحرض على الفتنة وإشعال النعرات الطائفية..الخ. عرف المؤتمر سعة صدره من قبول الآخر وحواره، ومحاورته وعُرف من تاريخه الوطني والسياسي أنه تنظيم يرفض العنف والكراهية ولا يمارس أحقاداً ولا يحمل ضغينة وأنه واحد من أهم الأحزاب ليس في اليمن فحسب، ولكن على الصعيد العربي. يعد المؤتمر الشعبي واحد من أكثر الأحزاب اليمنية والعربية تسامحاً في ممارسته السياسية ومواقفه وسلوكياته وهو أمر جعله على الدوام يمثل في اليمن حزب الأغلبية الشعبية مكانة وعدداً وتفاعلاً.
وفي هذا الصدد تتذكر أحزاب المعارضة - على مختلف مستويات تواجدهم وتأثيرها جماهيرياً - تتذكر أن المؤتمر كثير ما حاورها وتحاور معها، وأنه كلما نشبت نقطة خلافية أثناء الحوار لا يغلق المؤتمر بابه ولم يعلن في يوم من الأيام قراراً بأنه قطع صلته حواره مع أي حزب من الأحزاب حتى حين تورط الحزب الاشتراكي اليمني وأعلن مؤامرة الانفصال لم يلجأ المؤتمر إلى اتخاذ قرار يحظر نشاطه مع أن الظروف كانت مهيئة لذلك على الأقل من باب أن الاشتراكي أعلن الانفصال عن الوحدة، والانفصال إحدى الجرائم العظمى بحق الوطن.. المؤتمر حرص على الآخر ولم يقطع حواره مع الاشتراكي حتى في أسوأ مراحل الخلاف السياسي التي سببها وتسبب بها بعض قادة الاشتراكي. المؤتمر كانت أبوابه ولا تزال مشرعة للحوار الوطني، والسياسي الحزبي طالما وأن الحوار أحد أهم وسائل التقارب والانتصار المسئول لأداء المسئوليات خدمة لقضايا الوطن ومصالحه العليا؛ في حين نجد أن أحزاب اللقاء المشترك في المعارضة اتخذت قراراً بقطع أي حوار مع المؤتمر الشعبي العام، منذ يوليو، وحتى الساعة. وهنا يبرز الفارق وتتضح الرؤية بين المؤتمر الشعبي العام كتنظيم ريادي اتسم بالوطنية والديمقراطية ويؤمن بِأهمية الحوار. لذا فهو لم يعلن قطع صلته أو حواره حتى مع أحزاب اشتركت في جريمة ومؤامرة الانفصال أو مارست خيانة بحق الوطن، لكنه عفى عنها، وتسامح، وهنا تظهر حقيقة أنه من السهولة بمكان بين أن تدعي الأحزاب أنها ديمقراطية وتدعو للإصلاح، وبين أن تمارس الديمقراطية قولاً وعملاً وسلوكاً، فكيف يمكن أن تكون ديمقراطياً وأنت تقطع صلتك بالآخر والحوار معه لمجرد أن ثمة قضايا خلافية برزت في قضايا الحوار القائمة بينكم لذا نقول لبعض أحزاب المعارضة إن ثمة مساحة كبيرة من فراغ ديمقراطي تعيشها تلك الأحزاب، وحتى تبدأ تلك الأحزاب بممارسة ديمقراطية مع ا لآخر، لا بد من سد ذلك الفراغ بالالتزام بحياة وممارسات ديمقراطية داخل أحزابها أولاً، ثم تدعو الآخر وترفع شعاراتها وتقول ما تشاء. فقديماً قالوا فاقد الشيء لا يعطيه" لذلك فإن ضرورات الاندماج بقيم العصر توجب على تلك الأحزاب تنقية الممارسة الديمقراطية من الشوائب وإعادة النظر في الخطاب لانفصالي المسكون بثقافة الصراع والعمل على إحلال لغة العقل وتوظيف حرية الصحافة في خدمة قضايا التنمية وتحسين مستوى معيشة المواطنين دون مزايدات.
ففي أعمال المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام والذي تتواصل أعماله في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن استطاعت أحزاب المعارضة على مختلف ألوان الطيف أن تعبر عن رأيها وتعلن عن مطالبها من خلال الكلمات التي ألقتها حلال مشاركتها في حفل الافتتاح ، وبذلك سمع العالم كلمة رأيها ومعارضتها، اتفاقها واختلافها مع ، مع المؤتمر الشعبي العام الذي دعاها وترك لها حرية كاملة لتقول ما تريد، احتراماً منه للديمقراطية مبدءاًوسلوكاً ورؤى وقبوله بالآخر في إطار الديمقراطية، وحق التعدد السياسي والحزبي، وبذلك قدمت بلادنا صورة مشرفة عن الديمقراطية وتجربتها الطيبة قدمت صورة مشرفة للأشقاء والأصدقاء؛ مؤكدة ومن خلال المؤتمر الشعبي العام بأن الوحدة والديمقراطية قضيتان متلازمتان ولا رجعة عنهما ولا تراجع
.