المؤتمرنت ـ حاوره جمال محمد -
وزير الخارجية في حوار خاص مع المؤتمرنت
أكد الدكتور أبو بكر القربي- وزير الخارجية- أهمية تجربة المؤتمر الشعبي العام في نظر الأحزاب والتنظيمات السياسية العربية. حول هذا وغيره كان هذا الحوار القصير مع القربي على هامش المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي انعقد في مدينة عدن:
تجربة رائدة
· ماهي دلالات المشاركة الخارجية الواسعة في جلسة افتتاح المؤتمر العام السابع؟
- اعتقد أن الأحزاب السياسية العربية وغير العربية تنظر إلى تجربة المؤتمر الشعبي العام كتجربة رائدة في العمل السياسي، أولاً من منطلق أنه كان مظلة لكل التيارات السياسية في اليمن، وعندما جاءت التعددية السياسية والحزبية مع الوحدة المباركة فُتح المجال لكل ما من شأنه ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتعزيز النهج الديمقراطي خياراً لا رجعة عنه وتعامل المؤتمر مع كل الذين خرجوا منه بنديَّة وتقبلٍ للرأي الآخر، واستمر –عبر مسيرته الحافلة بالإنجازات- يجسد حرصه الشديد على التمسك بمنطق الحوار كوسيلة لتعزيز الديمقراطية والمشاركة؛ وفي هذا الإطار جاء تأكيد المؤتمر العام السابع على التمسك بالقيم الأصيلة للممارسة الديمقراطية، ونبذ المكايدات والمزايدات. كما دعى الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة اليمنية إلى اعتماد قاعدة الحوار البناء من أجل تعزيز المسيرة الديمقراطية..
· وما طبيعة إنعكاس كل ذلك على الواقع اليمني؟
- واضح أن ما طرح في المؤتمر حول قضايا الإصلاحات احتل أهمية كبيرة، باعتبار أن الإصلاحات هي لكل المؤتمريين من القاعدة إلى قمة الهرم. ولا شك أن ما توصل إليه المؤتمر سيمثل انطلاقة لليمن من خلال المؤتمر الشعبي العام- إن شاء الله.
استجابة للمتغيرات
· كيف تنظرون إلى الظروف التي ينعقد فيها المؤتمر العام السابع؟
- انعقاد المؤتمر العام السابع جاء في ظروف دولية تتطلب تفاعلاً إيجابياً. فهناك استحقاقات كان لا بد من الإمعان في قراءتها، فهي تتطلب منا شفافية في التعامل، وإصلاحات سياسية، ومكافحة للفساد. كما تتطلب منا أن نتعامل –أيضاً- مع ما نرى حولنا الآن من قوى تحاول تضر بالاستقرار والسلم في العالم من خلال الجماعات الإرهابية المتطرفة، كل ذلك يفرض على المؤتمر الشعبي العام، الذي يقود مسيرة البناء أن يحقق لليمن الأمن والاستقرار، وأن نكون جزءاً من المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، ومع ذلك التمسك بثوابتنا فيما يتعلق بقضايانا الوطنية والقومية.
انطلاقة جديدة
· ماهي العلامة الفارقة التي سجلها المؤتمر؟
- أعتقد أن كل المشاركين في المؤتمر العام السابع يتصورون أن المؤتمر سيبدأ انطلاقة جديدة في عمله من حيث أننا مع الحكومة ومن خلال قواعد المؤتمر، سنبدأ عملية الإصلاحات الحقيقية التي يريدها الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه وقطاعاته، وبما يقود إلى الغايات النهائية من سياسة الإصلاحات التي انتهجها المؤتمر الشعبي العام.
حزب قائد
· وماذا عن الشراكة مع الأحزاب الأخرى؟
- الشراكة مسألة هامة لا أعتقد أن أي حزب مسئول يمكن أن يستبعد القوى السياسية الأخرى، إذا فعل ذلك فإنه يضر بنفسه، ويضر بمصلحة البلد، ولهذا اليمن اليوم تسعد بأن هناك حزباً قائداً يدعو دائماً ويطلب من كل الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تشارك معه في تنفيذ برنامجه الذي أعده، وهذا ما دعى إليه المؤتمر العام السابع في بيانه الختامي.
· ماهي المفاجأة التي خرج بها المؤتمر باعتقادكم؟
- الحقيقة أن مدى الإصلاحات التي أقرها ترقى إلى مستوى المفاجأة والتي اختزلت تطلعات قواعد المؤتمر وقيادته وكل أبناء الشعب الذين تعوَّدوا على مجيء القرارات والسياسات في هذا المجال، بناءً على دراسة متأنية تعبد الطريق لبلوغ مستقبل ينعمون فيه بالرفاه.
برنامج عمل
· في الظروف الدولية الصعبة والمعقدة.. ما الذي تتمناه بصفتكم وزيراً للخارجية؟
- تمنياتي أن تكون نتائجه إضافة نوعية ودليلاً حقيقيَّاً على الممارسة الديمقراطية بين الأحزاب السياسية على المستوى الوطني، ولاشك أن قرارات المؤتمر ستتحول إلى برنامج تنفيذي ستعمل الحكومة على تنفيذه.. فقد وجه فخامة الرئيس الإسراع في ذلك، وبالنسبة للدبلوماسية اليمنية فإن ما تحققه من نجاحات هي انعكاس للسياسات الناجحة على المستوى الداخلي في ظل قيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح؛ حيث تحتل اليمن اليوم المكانة اللائقة بها على الصعيد الدولي، وتحظى باهتمام الدول ودعمها، وبما يعزز مسيرتها الديمقراطية والتنموية وجهودها في الإصلاحات الاقتصادية، ومحاربة الفساد، وبمعالجة الاختلالات تتعزز ثقة الدول والمؤسسات المانحة بصدق نوايا اليمن في اتجاه الإصلاح الشامل.