المؤتمرنت - محمد على سعد -
من غيره.. إنه علي عبدالله صالح
كثيرون ممن زاحموا وقاتلوا، عملوا وتآمروا، اشتروا وباعوا، وساوموا وتلونوا من أجل الوصول إلى كرسي الحكم والإمساك بمقاليد السلطة حتى عضها بالنواجذ، ولكن هناك رجلاً واحداً فقط رجلاً أزاح كرسي الحكم جانباً لأنه يجلس على القلوب العامرة بالحب له وبالثقة به.. إنه علي عبدالله صالح الإنسان الأب والرئيس القائد والحكيم، فمن غيره يذرع الوطن طولاً وعرضاً يتلمس أحوال مواطنيه وحالهم.
ومن غير الرئيس علي عبدالله صالح يعرف الناس باسمهم وتربطه صداقات بالرجال والشيوخ والقبائل والمثقفين والساسة والقادة العسكريين والكوادر الحكومية والتجار، صداقات عمرها موغل في الزمن عمدتها مواقف الشرف والصدق والبذل والعطاء من أجل بناء وطن واستقرار مواطنيه.
من غير الرئيس علي عبدالله صالح حقق لليمن حلمها بالوحدة وقبلها حقق لليمن حقها في الاستقرار والنماء والتطور.. فمن بعد حرب فبراير 1979م بين صنعاء وعدن سعى أولاً للحفاظ على النظام في صنعاء من خلال محافظة على كيان الدولة وبسط هيبتها بالقانون وتوحدها في وجه محاولات خلق حالات تشرذم في داخل جسم الدولة، وبعدها حول حوار المدافع والطلقات وساقية إهدار الدم اليمني بين الإخوة حولها لحوار العقل والمنطق والمسئولية ليسكت المدافع التي سعت لإسقاط طرف لصالح طرف في وطن واحد ولشعب واحد.. حولها بعد إسكاتها إلى لجان عمل من أجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، لجان تعمل لرأب الصدع في العلاقات وإنهاء حالة أزمة الثقة وإسقاط تهم الخيانة وإبعاد شبح الشك.. وبذلك كان الرجل عسكرياً ناجحاً وقائداً محنكاً من الدرجة الأولى عندما تحمل أمانة مسئولية السلطة في 17 يوليو 1978م في ظل ظروف بالغة التعقيد بدأت بقتل الرئيس الغشمي في صنعاء وإصدار حكم الإعدام بسالمين في عدن (26 يونيو 78) وأصوات طبول الحرب التي كانت تقرع و تسمع في كل اليمن.
ولأول مرة بعد حرب فبراير 79 تحولت اللجان الوحدوية للجان عمل حقيقي تدرس وتعمل وتتدارس وفق مهامها ما عليها إنجازه.
ومن غير الرئيس علي عبدالله صالح استطاع بحكمة ودراية إسكات بنادق ما كان يعرف بالجبهة الوطنية بالحوار تارة وبالمواجهة والجهد والإقناع تارة أخرى، منهياً أعمال التخريب (من تسميم الآبار إلى زرع الألغام... الخ)، مفسحاً المجال لوصول التنمية إلى كل أرجاء الوطن.
ومن غير الرئيس علي عبدالله صالح أدار السياسة الخارجية بحكمة فلا قاطع مصر في هوجة المقاطعة العربية ولا رهن القرار السياسي السيادي لليمن لا لمنظومة الاشتراكية بقيادة موسكو، ولا جعله تابعاً للأمريكيين ممثلة بواشنطن وذلك طيلة أيام الحرب الباردة، فالرئيس وحده من فتح علاقات اليمن مع الشرق والغرب واستفاد إلى أبعد قدر من علاقاته الدولية لصالح خدمة متطلبات التنمية في البلد، وهو الأمر نفسه الذي اعتمدته سياسته في علاقاته مع الدول العربية والإسلامية.
وتمثل فترة رئاسة الأخ علي عبدالله صالح ولا تزال واحدة من أكثر الفترات ازدهاراً في مجال إيصال الصوت اليمني والمواقف اليمنية عربياً وإسلامياً ودولياً، وهي المرحلة التي عبر فيها -ولا يزال فخامة الأخ الرئيس القائد عن الانتماء القومي- عن الانتماء القومي والإسلامي لليمن ونصرته بصدق وصراحة وعلانية لكافة القضايا المصيرية لأمتنا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها النضال العادل للشعب العربي الفلسطيني.
ومنذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م حتى الساعة ثمة رؤساء وقادة وحكومات تعاقبت على حكم البلاد، وعملوا ما في وسعهم عمله، ولكن من غير الرئيس علي عبدالله صالح حقق العظيم من المنجزات أبرزها تحقيقه أغلى أماني الشعب في الوحدة التي حققها في 22مايو 90م، ونصرها وانتصر لها حين تعرضت لمحاولة الإجهاض.
واليوم فإن فترة رئاسة الأخ علي عبدالله صالح التي تمتد من 17 يوليو 78م حتى اللحظة هي فترة تؤكد أن الرجل وقضايا الوطن وتحقيق أماني شعبه تؤمان سياميان، وأن فترة الرئيس وتحمله أمانة المسئولية تجعله بحق باني نهضة الوطن وقاسمه المشترك، ونقطة التقاء أبنائه على مختلف آرائهم وأفكارهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية، ولأنه كذلك فإنه يجلس على القلوب بحب ويحظى باحترام واهتمام أبناء شعبه بصدق ومحط ثقة الناس وأملهم في عبور اليوم لغد أكثر إشراقاً، لذا سيظل علي عبدالله صالح الإنسان والأب والرئيس القائد والحكيم عنواناً ثابتاً لوحدة الوطن وتوحد مواطنيه كلما مر الزمن..
للتأمل..
الثورة قام بها رجال امتلكوا الشجاعة والجرأة.. أما الحفاظ عليها واستمرارها فقد احتاج لرجال إلى جانب الشجاعة لا تنقصهم الحكمة والدراية.
قيام الثورة وانتصارها ليس هدفاً بحد ذاته، لكن تحويل أهداف الثورة لواقع معاش هو الهدف الحقيقي لقيام الثورة.