الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 04:30 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 25-ديسمبر-2005
المؤتمر نت - الدكتور عبدالله الزلب بقلم - الدكتور / عبدالله علي الزلب -
الإعلام( المؤتمري) والتحديات الراهنة
في ظل التحديات والمتغيرات التي يواجهها المؤتمر الشعبي العام، كمؤسسة وطنية أولا وكحزب سياسي يتحمل مسؤولية الحكم ثانياً، تعظم مسؤولية الإعلاميين ووسائل الإعلام "المؤتمرية"، وخاصة في إطار حملات التشكيك بقدرات المؤتمر والتقليل من شأن قياداته والمنتمين إليه من قبل بعض أحزاب المعارضة.. وقد جاءت التصريحات الأخيرة للدكتور عبدالكريم الإرياني الأمين العام للمؤتمر التي انتقد فيها أداء الإعلام المؤتمري وما تلاها من تغييرات في مستوى رؤساء تحرير صحف المؤتمر الرئيسة ليعكس الأهمية التي تدركها قيادات المؤتمر للدور الإعلامي في المرحلة الراهنة..
إن سمات المرحلة الراهنة وعظمة المسؤولية الملقاة على عاتق المؤتمر الشعبي العام الحاكم تفرض على إعلامييه وصحفه القيام بمهمتين أساسيتين في آن واحد:
· المهمة الأولى تتمثل في الإسهام الفعال والإيجابي في البناء الوطني وجهود التنمية.
· والمهمة الثانية تختص بالبناء الداخلي للمؤتمر والدفاع عنه.
ويمكن أن نقف عند كل مهمة بشيء من التفصيل.

فيما يتعلق بالمهمة الاولى، وهي المهمة العظيمة والأساسية للإعلاميين جميعا وليس فقط إعلاميو "المؤتمر"، يتوجب على الإعلام المؤتمري أن يكون في مستوى المسؤولية التي يتحملها، ويكون الوطن هو الأولوية والهدف الأساس والبداية والنهاية في خطابه وأنشطته وبرامج عمله وأن لا يتجاوز المصلحة الوطنية لصالح مصالح حزبية او فئوية ضيقة. فنحن في المؤتمر أو خارجه نركب سفينة واحدة مع آخرين وهي سفينة الوطن. وهذه المهمة يجب ان تحتل المرتبة الأولى في أجندة العمل الإعلامي المؤتمري وذلك من خلال الإسهام بفعالية في العمل التنموي عبر النشر والتحقيق والتحليل والتعريف بنقاط القوة والضعف ومكامن الفساد وإمكانيات النجاح والتطوير والتغيير إلى الأفضل... ولذلك ينبغي أن تتقدم مشاغل المواطن ومعاناته اليومية في سبييل توفير العيش الكريم لأسرته وما يتوجب الكشف عنه من جوانب سلبية في أداء المؤسسات والمسؤولين على كل القضايا والمساءل المطروحة الأخرى حول الأطروحات النظرية والتوجهات الفكرية والإنجازات والجوانب الإيجابية في العمل الحزبي والحكومي.

أما المهمة الثانية المنوطة بإعلام المؤتمر فهي الإسهام الإيجابي في البناء الداخلي والمتابعة والتقييم للأداء. وأول لبنة في البناء الداخلي لحزب المؤتمر هو التأكيد على الاعتزاز والفخر بالانتماء إليه، "فللمؤتمر" صفات بديعة يمتلكها وبتفرد بها في الساحة اليمنية، فهو يمني النشأة ويستمد مبادئه وأطروحاته من الواقع اليمني ديناً وثقافة وتاريخاً..
و"الميثاق الوطني" يتضمن مبادئ وقيم عظيمة مستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية السمحة وقيمها العادلة. وتاريخ المؤتمر السياسي ناصع البياض لا ينافسه فيه أحد من الأحزاب في الساحة...
فينبغي أن يفتخر كل عضو فيه بحزب كهذا ويرفع رأسه حتى يبلغ السماء فخرا وافتخاراً خاصة وان رئيسه هو رجل وطني فذ، لم يحرص مثل بقية قادة الأحزاب على إخضاع الحزب له ولرؤاه ورغباته بل كرس الممارسة الديمقراطية داخل مختلف الأطر التنظيمية للمؤتمر، رئيس يقود البلاد بحكمة جنبتها الكثير من الويلات وتخطت بها المخاطر والصعاب.
كما أن من أهم دوافع الفخار في المؤتمر والافتخار بالانتماء إليه أنه بيت اليمنيين جميعاً في الثقافة والفكر وفي الاقتصاد والإعلام وفي كل المجالات.. فهناك دوافع ومبررات عديدة تجعلنا نفتخر كل الفخر بأننا أعضاء في المؤتمر..
والدفاع عن المؤتمر لا يقتضي فقط إبراز الجوانب الإيجابية للحزب ولقياداته بل يتطلب أيضا كشف مكامن الفساد وأسبابه ومعالجتها بحكمة وروية وبتوخي القواعد المهنية والقانونية والحزبية...
ومهمة الدفاع عن المؤتمر تفرض على الإعلامي "المؤتمري" أن يكون ملما بالفسيفساء اليمنية والتي تشكل لوحة جميلة للمنظر العام لليمن من التداخلات السياسية والفكرية والاجتماعية بما في ذلك منظمات المجتمع المدني المختلفة ومنها الأحزاب السياسية، الأمر الذي يعطي الصحفي القدرة على التخاطب بكل ثقة ومسؤولية ويضفي على خطابه المصداقية والفاعلية والتأثير الإيجابي. كما أن جهل تفاصيل الخارطة السياسية والتنوع الفكري والثقافي في اليمن لا يمكن الصحفي من الدفاع الحكيم والمؤثر ، بل قد ينقلب السحر على الساحر ويصبح دفاعه عن قضية ما أو شخصا بعينة مدعاة للسخرية والتهكم والظهور بمظهر المذنب الضعيف الذي لا حول له ولا قوة.
فالدفاع يجب أن ينطلق من الفهم والدراية ببواطن الأمور وخلفياتها، فيكون بعلم ومعرفة بالوقت المناسب والأسلوب المؤثر والتمييز بين ما ينبغي السكوت عنه وما يجب التحدث فيه، في إطار الآداب العامة التي تفرضها الممارسة المهنية والأخلاق الحميدة، بعيدا عن الشتائم والسباب، فالحديث عن التعددية والاعتراف بالآخر ولزومياته تغني الصحفي عن اللجوء إلى الشتائم التي دائما ما توغل الصدور سواء كانت على مستوى الأفراد أو على مستوى الأحزاب.. والدفاع بسب الآخرين وقذفهم باستعمال المفردات غير المهذبة إنما يجنح إليه الضعاف ومن كانت حجته ضعيفة. فينبغي أن يسموا الخطاب الصحفي "المؤتمري" بتعابيره ومفرداته إلى مستوى يليق بنبل مقاصد المؤتمر وعظمة مبادئه. قد يختلف المؤتمر مع كثير من أحزاب المعارض في بعض المسائل ولكن ذلك لا يعني أن يصل الأمر إلى الخلاف والشقاق، فالديمقراطية قائمة على الاختلاف وبدون التعدد في الرأي تذهب فائدة الديمقراطية وحكمتها..
كما أن قواعد المنافسة القائمة للصحف الحزبية والمستقلة الأخرى تفرض على صحف المؤتمر انتهاج أساليب وتقنيات متميزة لتفرض نفسها في سوق الصحافة والمعلومات، فالانتشار عنوان نجاح الصحيفة وأما إذا ارتبط انتشار الصحيفة بمستوى راق في أسلوب الخطاب ومضمون مؤثر فإن عملية نشر الأفكار والترويج لأطروحات المؤتمر ستكون ذات تأثير فعال وبالتالي تتمكن صحف المؤتمر وإعلامه من المساهمة البناءة والفاعلة في عملية التغيير الإيجابي والبناء الصلب للمجتمع والدولة والتخفيف من حدة العوارض السلبية التي ترافق عمليات الإصلاح والبناء عادة في جميع المجتمعات.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر