المؤتمر نت - متابعات - في مواجهة تحديات العصر التجديد المستمر أصبح عنوان العصرومعه تبنى المعايير والتوصيفات المحددة لمن هو المتخلف والمتقدم على كافة الاتجاهات والمجالات الحياتية.
ولم يعد في عالم اليوم الحافل بالمتغيرات السريعة أمر التطور محصورا في الجانب التكنولوجي أو العلمي فقط إذ بات من المفروض على كل من يريد العيش في هذا العصر ويتطلع لأن يكون رقما فيه ألا يظل متقوقعا على ذاته أو نفسه.
وليس في ذلك خروجا على المبادئ بل أن المسألة أصبحت مرتبطة بمقتضيات الارتقاء والنهوض بمستويات الأداء وضمان تحقيق الالتزامات التنموية والغايات الوطنية التي ينبغي أن تكرس لها كل الجهود باعتبار ذلك من الواجبات التي تقع على عاتق الجميع ولا يجوز لأحد مقابلتها بالتخاذل أو التهرب أو زرع الأشواك في طريقها.
ويشكل انتهاج سبل التطور والتمتع بروح التجدد واحدا من أهم وأمضى وسائل مواجهة تحديات العصر وتجاوز مصاعبها وليس هذا وحسب بل أن كل المؤشرات تدل على أن لا بديل لذلك الانتهاج سوى التقهقر والسقوط في مهاوي الفشل والضياع.
ومن الإيجابية في هذه المواجهة بمضمونها وبعدها الإنساني يجري التجديد والتطوير في إطار البحث والسعي من أجل ابتكار وإنجاز النموذج الخاص المعبر عن الإرادة الوطنية في جوهرها المتحضر دون الاكتفاء بموقف المقلد أو البقاء في موقع المتفرج وبخاصة في مجالات الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية.
وتتأكد الحاجة أكثر لمثل هذا النهج القويم مع المتغيرات العالمية الأخيرة التي تلاقحت أو انصهرت في مجرياتها الشواهد السياسية بالمعالم الفكرية والاجتماعية وزادت مع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب إلى سطح الأحداث الدولية ودخولها ضمن مكونات الاهتمام العالمي وبالصورة التي طغت فيها متطلبات الأمن على مفردات العمل السياسي.
ومن خلال انحياز بلادنا بزعامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لجانب الحوار بين الثقافات والأديان تكون قد اختارت سلوك الطريق الحضاري للتعامل مع التحديات العالمية الجديدة وتطوراتها.
وتتكامل الصورة مع تأكيدها على مواكبة الروح العلمية والتكنولوجية وعنصر التقدم بل والتفوق العصري في إنجاز تطلعات الازدهار الإنساني.
ومع ضرورات التواصل والتفاعل مع ما يعتمل في الساحة العالمية يظل تحصين الساحة الوطنية يمثل أساس الارتكاز في أية ممارسة تضطلع بها المصفوفة الحزبية والسياسية والجماهيرية فجزء من الوفاء بالمسؤوليات المحددة أو المفروض القيام بها.
وبلا شك فإن الحوار يظل على رأس الأولويات والوسائل المطلوبة لتكريس مبدأ الشراكة الوطنية وجعلها دافع وغاية أي حوار.
وفي كل الأحول فإن الخروج من دائرة التمترس والتحرر من التزمت السياسي والفكري هو وحده الكفيل بتقدم المواقف وصيانة إمكانات المجتمع من الهدر والاستنزاف.
وتبرز الحاجة أكثر لانتهاج روح التجدد بعد ان خطت بلادنا خطوات متقدمة على مختلف الصعد الديمقراطية والتنموية والسياسية والاجتماعية وما أنجزته على طريق تأمين متطلبات المستقبل
*نقلاً عن الثورة |