المؤتمر نت - متابعات - بوادر انفراج لأزمة الانتخابات العراقية اتجهت أزمة الانتخابات العراقية إلى الإنفراج مع اتفاق جميع الفرقاء على اتباع لغة الحوار بدل التهديدات والبحث عن حل قانوني للانتهاكات فيما نقل عن المرجع الديني الشيعي البارز علي السيستاني توصيته بتشكيل حكومة وحدة وطنية. في وقت أعلن عن مقتل خمسة جنود أميركيين في الفلوجة ومقتل 19 عراقياً بينهم نقيب في الجيش العراقي في بغداد.
وقال اياد السامرائي من جبهة التوافق العراقية التي تضم ثلاثة أحزاب سنية كبيرة «نحن مستعدون وحريصون على التهدئة». وأضاف «لم نتحاور بروح طائفية»، مؤكداً أن «هناك تفهماً واسعاً لموقفنا وتوصلنا إلى وسائل مرضية لمعالجة الأزمة السياسية».
وعلمت «البيان» إن المجتمعين توصلوا إلى اتفاق على حل قانوني للازمة الانتخابية بعيداً عن العنف مع إرجاء هذا الاتفاق في انتظار اجتماع عاجل ينتظر أن يعقده طالباني مع الحكيم.
وعلى الصعيد نفسه أعلن وزير الخارجية العراقي في الحكومة الحالية والقيادي في قائمة التحالف الكردستاني هوشيار زيباري أن «اجتماعات مهمة لقيادة التحالف الكردستاني ستعقد خلال اليومين المقبلين.
من جانبه قال مستشار الأمن الوطني العراقي الدكتور موفق الربيعي، إثر زيارته السيستاني أمس «إن المرجع الديني أوصى بوحدة الشعب العراقي وأن تأخذ القوائم الفائزة الأمور المختلف عليها بالحكمة وعدم اللجوء إلى العنف، كما أوصى قائمة الائتلاف بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع المكونات الرئيسية في البلاد».
وأوضح الربيعي إن السيستاني «طالب الجميع بالتزام الهدوء وعدم اللجوء إلى العنف والتوجه إلى البناء والتنمية الاقتصادية وتوفير الخدمات». وعن مطالبة بعض الأحزاب بإعادة الانتخابات جزئياً أو كلياً أكد الربيعي: «إن الانتخابات لا يمكن أن تعاد، ولا يمكن التفكير بذلك».
وأضاف: «نحن الآن بصدد تشكيل حكومة وحدة وطنية وتسمية الحقائب الوزارية ومن سيملؤها». وعن الخروقات والاتهامات الحاصلة في الانتخابات الماضية، قال: «لابد من معالجتها عبر الطرق القانونية لا التظاهر والعنف والتلويح بالسلاح»، موضحاً ان «الحكومة ليست طرفا فيها، وان المفوضية هي المعنية بنتائج الانتخابات وفرزها وإعلانها».
على الصعيد نفسه قال جواد المالكي، عضو قائمة الائتلاف العراقي الموحد: «إن الانتخابات أعطت كل ذي حق حقه وحجمه الطبيعي كمكون سياسي بعيداً عن الادعاء والتضخيم». وأضاف الرجل الثاني في حزب رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي عقدته قائمة الائتلاف أمس أن «هذه الفرحة الجماهيرية قابلها إصرار بعض من صدمتهم الهزيمة.
وفاجأتهم النتائج الرائعة التي حققتها القوائم الفائزة ، على إثارة الغبار وتعقيد الأجواء من حولها». وقال: «يصطف خلف هذه الممارسة، إضافة إلى الخاسرين، معارضو العملية السياسية وفي مقدمتهم بقايا البعث والتكفيريون، فلا تراجع ولا إعادة للانتخابات».
من جانب آخر التقى الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يسعى منذ الأربعاء إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف التي شاركت في الانتخابات، ممثلي عدد من القوائم الفائزة في الاقتراع بينما تحدثت شخصيات عراقية عن «أزمة سياسية» مفتوحة في البلاد. وقال مهدي الحافظ وزير التخطيط السابق وعضو القائمة العراقية الوطنية التي تزعمها اياد علاوي والتي ترفض النتائج الأولية للانتخابات التشريعية أن «الأزمة قائمة.
ننتظر التحقيق ويجب الاعتراف بالمشاكل لا بطمسها». وأضاف «اجتمعنا مع الرئيس طالباني وبحثنا المعضلات لدفع العملية السياسية إلى الأمام لغرض إعادة الطمأنينة إلى العراقيين واتفقنا أن العراق للعراقيين من خلال التوافق والحوار». وأضاف «ندرس الشكاوى والتحقيق فيها ووعدنا الرئيس بذلك وسننتظر». وتابع «اتفقنا على الشراكة ومبدأ التوازن ونبذ العنف.. وإيجاد حل شفاف لكل الشكاوى والخروقات والطعون».
من جهته، قال برهم صالح وزير التخطيط العراقي الحالي ممثل قائمة التحالف الكردستاني «نرحب بأي مساعدة دولية عربية صادقة تساعدنا على اجتياز هذه المحنة». وأضاف انه التقى عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الموحد الذي فاز في الانتخابات في النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية «حرصاً على حل كل المشاكل العالقة».
وتابع أن «هناك ثقة بالعملية السياسية رغم بروز مشاكل بحاجة إلى إجابات يجب عدم الاستهانة بها لكن ما دمنا نتحاور وهذا مكسب كبير والمكسب الأكبر هو الالتزام بالعملية السياسية».
وأكد أن «هناك تواصلاً مع الأمم المتحدة لحل هذه المشكلة». وكان السفير الأميركي لدى بغداد زلماي خليل زادة ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والرئيس العراقي سيشاركون فيها. وأضاف أن «قيادة التحالف الكردستاني ستناقش في هذه الاجتماعات دور قائمته في الحكومة العراقية المرتقبة وكذلك موقفها من التحالفات المقبلة».
ميدانياً، قتل أربعة جنود أميركيين صباح أمس السبت في المنطقة الجنوبية من مدينة الفلوجة. وأوضح شهود أن الجنود الأربعة كانوا نائمين في سيارة «همر» عندما دهست شاحنة كبيرة السيارة فقتل من فيها من الجنود الأميركيين.
إلى ذلك أفادت شرطة بغداد أمس أن ضابطا عراقيا برتبة نقيب اغتيل على يد جماعة مجهولة في الحي الصناعي في منطقة البياع غرب مركز المدينة.وقال مصدر في شرطة بغداد «ان مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم على النقيب وليد الضابط في الجيش العراقي عندما كان واقفا في أحد ورش تصليح السيارات في الحي الصناعي في منطقة البياع».
وأوضح المصدر أن النقيب الذي قتل كان باللباس المدني وأنه كان واقفا قرب سيارته لغرض اصلاح بعض الأعطال فيها كونه في يوم اجازة، وان جماعة مسلحة قامت بإطلاق النار عليه وفارق الحياة.
*المصدر البيان
|