المؤتمرنت – الجزيرة نت - العالم يستذكر تسونامي عمت مظاهر الحداد والحزن بالعديد من دول العالم اليوم من آسيا وحتى أوروبا، في الذكرى الأولى لكارثة المد البحري (تسونامي) الذي ضرب سواحل الدول المطلة على المحيط الهندي في مثل هذا اليوم العام الماضي وأودى بحياة 230 ألف شخص وشرد نحو مليونين آخرين.
وقد بدأت مراسم إحياء الذكرى مبكرة بالدول المنكوبة في آسيا وأفريقيا، واختتمت بالدول الإسكندنافية بأوروبا والتي كان لها النصيب الأكبر من عدد الضحايا الأجانب الذين قضوا بالكارثة الطبيعية الأسوأ في تاريخ البشرية الحديث.
ففي السويد –التي فقدت نحو 543 من مواطنيها- خرج المئات إلى الشوارع متحدين درجات حرارة دون الصفر مئوية، لتذكر أقاربهم وأحبائهم مشعلين الشموع.
وفي النرويج –التي فقدت عددا لا يتجاوز أصابع اليد من مواطنيها-شاركت الملكة سونجا وولي العهد هاكون في إحياء الذكرى إلى جانب المئات من النرويجيين، في حين أشعلت المصابيح بالعاصمة أوسلو.
وفي ألمانيا -التي فقدت نحو 550 مواطنا- أصدرت وزارة التنمية بيانا قالت إنه لم يتم نسيان أي واحد من ضحايا الكارثة. في حين أشاد رئيس الوزراء الإيرلندي بيرتي أهرين بما أسماه التجاوب العالمي مع الكارثة.
وفي بروكسل دعت المفوضية الأوروبية إلى الالتفات إلى كوارث أخرى في العالم وصفتها بأنها تسونامي صامت بأفريقيا خصوصا ربما تقضي على ملايين البشر، ضاربا بذلك أمثلة على الجفاف والفيضانات والأمراض الوبائية والحروب.
وتعرضت العديد من الحكومات الأوروبية لانتقادات بسبب فشلها بتقديم مساعدات عاجلة للسياح في المناطق المنكوبة بآسيا، أو تقديمها العون لعائلات الضحايا.
حزن وأمل
وفي آسيا امتزجت مشاعر الحزن والألم والخوف والأمل وترقب المساعدات، إحياء ذكرى تسونامي. وبدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا.
كما أطلقت صفارة إنذار بشكل رمزي، حيث بدأت الدول الواقعة على المحيط الهندي تتزود تدريجا بأنظمة الإنذار المبكر التي كان يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح.
وفي إندونيسيا تجمع المئات من أهالي إقليم آتشه بالإضافة إلى عشرات الأجانب ممثلين عن 12 دولة على أحد شواطئ العاصمة الإقليمية بندا آتشه، لتذكر نحو 168 ألف شخص لقوا مصرعهم بالكارثة.
وألقى الرئيس سوسيليو بامبانغ يودويونو كلمة بموقع قريب من المسجد الرئيسي بالمدينة -المبنى الوحيد الذي لم تدمره الأمواج- أكد فيها عزم بلاده إعادة إعمار منطقتي آتشه ونياس. وقال إن الوقت حان للتطلع إلى المستقبل.
يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه أهالي إقليم آتشه يشكون من بطء جهود إعادة إعمار ما دمرته الكارثة. ويقولون إن الكثير من الدول والمنظمات التي وعدت بتقديم المساعدة للمتضررين لم تقدم شيئا حتى الآن، وما زال 37 ألف إندونيسي بعداد المفقودين.
تايلند وسريلانكا والهند
وفي تايلند تجمعت عائلات ضحايا وناجون على الشواطئ لإحياء ذكرى 5400 قتلوا بالكارثة بينهم نحو ألفي أجنبي، وطالبوا الحكومة بالوفاء بالوعود وإعادة بناء ما هدمته الكارثة.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير التجارة سومكيد جاتوسريبيتاك "بعد عام من الكارثة نواصل عملية إعادة البناء، لقد تحقق تقدم كبير لكن العمل لم ينته بعد".
كما أحيت سريلانكا التي فقدت زهاء 31 ألف شخص الذكرى، وأقام رجال دين مسيحيون وبوذيون وعلماء مسلمون صلوات بالموقع الذي قتل فيه ألف شخص عندما قلبت أمواج المد القطار الذي كانوا يستقلونه.
وفي الهند حيث لا يزال خمسة آلاف شخص بعداد المفقودين، شارك الأهالي في تجمع لتذكر ذويهم المفقودين.
بلا مأوى
وبعد عام من وقوع الكارثة ما زال هناك ما يقدر بنحو 1.5 مليون يعيشون في خيام أو مراكز إيواء مؤقتة، أو يعيشون لدى أقاربهم أو أصدقائهم بالدول المتضررة.
وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر عبر الفيديو بإقليم آتشه أن "التحديات الكبرى بعد المد البحري (تسونامي) ما زالت تنتظرنا" وذلك بعد عام على وقوع الكارثة.
وقال كوفي أنان "بشكل ما فإن الأيام الأكثر صعوبة ما زالت تنتظرنا". وأضاف أن العائلات بحاجة كبيرة لتوفير الطعام، مشيرا إلى أن مئات آلاف العائلات بحاجة للإقامة مجددا بمنازل دائمة وضرورة إعادة بناء القرى التي دمرت.
|