المؤتمرنت- محمد علي سعد - ثورة صنعها رجال ورجال حافظوا عليها في مقولة رائعة للكاتب الساخر برنادشو قال "كل شيء يولد صغيراً ويكبر كلما مر الزمن إلا الموت فهو يولد كبيرا ويصغر كلما مر الزمن.. هذا القول نتذكره وبلادنا قائداً وحكومة وشعباً كلما احتفلنا بانتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة ثورة كل اليمنيين وشهادة ميلادهم التي عبروا بها ومن خلالها الى الحياة.
ففي صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م جاء بيان في إذاعة صنعاء كانمفاده أن النظام الإمامي قد سقط الى غير رجعة وأن ثلة من الضباط السبتمبريين قد تحملوا أمانة السلطة، وأعلنوا قيام الجمهورية العربية اليمنية وتعدوا للشعب بالوفاء لثورة السادس والعشرين من سبتبمر وأهدافها الستة الخالدة بيان الثورة وانتصارها كان صغيرا يوم إعلانه لكنه ومع مرور الأيام أخذ يكبر يوما بعد يوم، فالرجل من صنع منجز الثورة حين قاموا بها مترجمين أماني وطموحات الشعب الى واقع وحولوا كل الأفكار والإرهاصات والمحاولات الوطنية الشريفة والصادقة والتي حاولت مرارا إسقاط النظام الإمامي الكهنوتي دون أن يكتب لها النجاح التام حولها الى واقع حقيقة مثله قيام الثورة وانتصارها.
وطبيعي كان انتصار الثورة يحتاج لرجال كي ينتصروا لها ويبدأوا المشوار لمناصرتها مع الذين صنعوها كحدث هام مثل شهادة ميلاد للشعب اليمني من أقصى شماله الى آخر نقطة في جنوبه، فبمجرد قيام النظام الجمهوري تقاطر أبناء الوطن لحماية الثورة والنظام الجمهوري وكلما ازدادات محنة الثورة ومصاعب الجمهورية كان يتزادي أعداد الرجال الذين هبوا لانتصارها وتزايدوا يوما بعد يوم لنصرتها فانتصرت الثورة أمام كل محاولات إجهاضها وتحديات إسقاطها وهي في المهد وتجسدت أروع ملاحم البطولة في حصار السبعين يوما حين تكالب الأعداء من الداخل والخارج لإجهاض الثورة وإسقاط النظام الجمهوري حيث سقطت هوية المواطن والانتماء لمنطقة أو محافظة او قبيلة. الخ.
الهوية في حماية النظام الجمهوري كانت يمنية الانتماء، سبتمبرية الأهداف جمهورية الغاية.. وبعد الحصار لصنعاء وانتصار الثورة كان النظام الجمهوري يعيش حالة حصار من نوع آخر الحصار والذي تمثل في الظروف السايسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فالنظام الجمهوري الذي أراد أن يحفر اسمه في صخر التكوين للأسرة الدولية عربيا وإسلاميا ودوليا وظل النظام الجمهوري بين وقفة وانحناءة طيلة سنوات حتى يوليو 1978م حين تسلم أمانة المسؤولية والسلطة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في ظل ظروف غاية في التعقيد أقربها للذكر أن طبول الحرب كانت تسمع على الملأ مغلنة دخول المين في حرب أشقاء جديدة بعد مقتل الغشمي في صنعاء وإعدام سالمين في عدن، إلا أن حنكة وقدرة قيادة الأخ الرئيس علي عبدالله مكنت صنعاء صنعاء الثورة والجمهورية من تجاوز آثار حرب فبراير 79م مع النظام في عدن وتحويل فوهات المدافع الى حوار إخاء وعقل ومنطق من أجل إعاة وحدة الوطن ليتجه مباشرة الى ترسيخ دعائم الدولة المركزية ببسط هييبة القانون والنظام على كل المحافظات لينتقل بالبلاد الى حالة انفتاح سياسي واقتصادي وفره تحركات الأخ الرئيس عربيا ودوليا وهو ما انعكس ايجابيا على التسريع بخطى التنمية والتي بواسطتها شهدت البلاد ونظامها الجمهوري أهم مراحل الاستقرار لأن التنمية هي الوجه الآخر الضروري للأمن والاستقرار.
إذن كان فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في طليعة الرجال الذين انتصروا للثورة منذ حضار السبعين حتى تولى مقاليد السلطة وأمانة الحكم في يوليو 1978م.
وكان الرئيس عي عبدالله صالح ولا يزال أحد أبرز الرجال الذين حافظوا على الثورة السبتمرية وأهدافها الخالدة من خلال تحويل الأهداف الى أفعال وبذلك استمرت الثورة والجمهورية، لأن هناك رجالا حافظوا عليها فاستمرت وعلي عبدالله صالح الإنسان والرئيس والقائد كان ولا يزال في طليعة صفوف الذين قالوا الجمهورية او الوموت فتحففت لها لجمهورية ثم قالوا الوحدة او الموت فكانت الوحدة العنوان الجديد لميلاد الشعب مرة ثانية.
|