نبيل عبدالرب -
برج المعارضة
غريب أن تصر المعارضة على تقديم أدلة للشعب تثبت بها أنها لا تستطيع أن تكون بديلاً أفضل لإدارة البلاد نظراً لنفسية وعقلية الإملاء والتهميش وتقاسم الغنائم التي تشكل مواقفها حيال الواقع والمسائل المطروحة.
فبعد أسابيع من إهمال ثلاثة أحزاب للنصف الآخر من الشركاء المنضوين في ما يسمى اللقاء المشترك أثناء إطلاق مبادرة للإصلاحات السياسية بان فيها توزيع المصالح (الوطنية) بينها ونضحت فيها أمراضها حسب وصف أحد قياديي المشترك، جددت هذه الأحزاب وعلى رأسها كبيرها رؤاها (الوطنية الديمقراطية) في تفاوضها مع اللجنة العليا للانتخابات بشأن توزيع اللجان الميدانية لمراجعة جداول قيد وتسجيل الناخبين مقدمة لمقترحات تتضمن إما توزيع متساوي للحصص بين الأحزاب الممثلة في البرلمان، أو أن يأخذ اللقاء المشترك المكون من ستة أحزاب ثلث المقاعد والمؤتمر وبقية الأحزاب ثلثاً والثلث الأخير يتفق عليه! أو آخر ما تفتق عنه العقل المتوقد لأحد قيادات أكبرها برأي مفاده أن يخرج المؤتمر من (غنائم) اللجان ويكتفي بمراقبتها، المؤتمر من جانبه ارتأى حيادية الأحزاب وترك اللجنة العليا للانتخابات تشكل اللجان الميدانية من خريجي الجامعات المسجلين لطلبات التوظيف لدى مكاتب الخدمة المدنية بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية وبعيداً عن دوشة الأحزاب.
وهنا لا أريد مناقشة وجاهة أيٍ من تلك المقترحات واتساقها مع قانون الانتخابات العامة والاستفتاء المنظم لإجراءات ومراحل العملية الانتخابية، كما ولست بصدد معاتبة بعض الأحزاب لامتعاضها من إفرازات الديمقراطية لمزايا الأكثرية والأقلية.
لكن الملفت المؤسف أن الأحزاب التي يفترض أنها مطروحة كبديل حاكم يمثل ويحرص على مصالح كل الشعب في جميع أرجاء الوطن تحشر نفسها في تجارب بسيطة داخل مربعات ضيقة من المصالح لا تراعي فيها حتى شركائها وأسأل هؤلاء ما معنى أن يقتصر توزيع اللجان على خمسة أحزاب ممثلة في البرلمان وإهمال (17) حزباً آخراً معترفاً بها ومن بينها رفقاء لهم في اللقاء المشترك، هذا إذا أقرينا مبدأ التقاسم في كل شيء الذي تتبعه الأحزاب اليمنية في علاقاتها.
ثم أليس معيباً بحقها التقوقع في ألوان الأسود والأبيض (إما أن تقبل برأيي وإلا لن أحاورك) التي لا تثمر حراكاً وعلائق سياسية ناضجة وهي في ذلك كالذي ذهب لمنجم لمعرفة برجه فقال له (نجم لي ونجمي الأسد).
من حقي كمواطن أن أّقلق من أحزاب تتعثر عندما تبدأ السير حتى بالأعشاب، وتصمّ أذني بالحديث عن الفساد والنماذج والبكاء على انهيار وشيك للوطن ومجاعة مقبلة وهي غارقة بهموم ضيقة لا تتجاوز أنوفها ولا تملأ غير بطونها.