كتب محمد علي سعد - إرادة الشعوب في البدء كانت الكلمة، في البدء كان الإيمان بها، وفي البدء كانت النوايا الطيبة والمساعي الحسنة، وفي البدء كانت إرادة الشعوب هي الغالبة فالشعوب وحدها من يصنع التاريخ، والشعوب وحدها من يقرر ماهية اليوم ووجه الغد، وآفاق المستقبل.
إذاً الشعوب تصنع التاريخ بأمسه وحاضره ومستقبله وإرادة الشعوب الخيرة المكافحة المؤمنة هي من إرادة الله عز وجل، تلك الإرادة التي لا تقبل العتمة ولا ترضى بالضرب ولا تنالها الهزيمة.
وفي الحرب الدائرة في فلسطين الحبيبة، إن الحرب الدائرة هي حرب بين إرادة شعب وعزيمته وتصميمه وقناعاته وبين آلة قتل كاملة من العتاة والعدة الصهيونية.
الحرب الدائرة في فلسطين، حرب إرادة مع عدو يريد قمع تلك الإرادة وكسر الروح الوثابة، ولأننا قلنا إن إرادة الشعوب الخيرة من إرادة الله عز وجل فإن إرادة الشعب العربي الفلسطيني هي من ستنتصر في الأخير؛ لأن الغلبة للشعوب لا للطغاة الظالمين.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالقتل والدمار والإرهاب والتدمير والإجلاء والقمع والتجويع فإن الإرادة الفلسطينية أجبرت العالم على متابعة حقها وحقوقها، وألزمت شعوباً بأكملها في أوروبا أن تخرج وتتظاهر لصالح فلسطين والقضايا العادلة للشعب الفلسطيني، لأنه صاح حق وقضية.
في ظل هذا لاحزب وهذه المقاومة.. في ظل هذا القمع الصهيوني الوحشي والاستبسال الفلسطيني الذي أخجل العرب أنظمة وجيوشاً وحكومات نجد أن إرادة الشعب الفلسطيني هي الأقوى، وعزيمته هي الأشد، وتصميمه هو الثابت، وما عداها كله متغير.. متخاذل، متآمر، متواطئ.
فلتنتصر إرادة الشعوب الخيرة لأنها من إرادة الله عز وجل، وكثيراً ما شهدنا انتصارات الشعوب من اليمن إلى كوبا ومن فيتنام إلى مصر، ومن لبنان إلى الجزائر..الخ.
إرادة الشعوب هي المنتصرة ولو أحكمت طغمة الاحتلال قبضتها، لو تعاونت زمرة الحزن لصالحها، ولو أذعنت دوائر الفرجة العربية صمتاً وخضوعاً.. إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر لأنها لا تملك في الحياة سوى الإرادة، وإراداتها تؤكد أنها لن تتخلى عن حقها في الاستقلال والسيادة والسلام العادل.
فلسطين يا قلبنا والسلام العادل.
فلسطين يا دمنا الحامي عزة وكرامة.
فلسطين يا كلنا بعد أن ضاعت فينا فرحة الابتسامة
أقول:
أخيراً.. إرادة الشعوب الخيرة من إرادة الله عز وجل، وليس مع الشعب الفلسطيني ما يخسره أكثر من خسارته لوطنه بالاحتلال.. أما بقية الأنظمة العربية نقول لها صوموا صمتاً، وليصم الفلسطينيون جهاداً، وإن الجهات والمجاهدين في سبيل الحق والسلام والعادل لهم المنتصرون؛ لأن إرادتهم من إرادة الله عز وجل.
|