عبدالملك الفهيدي - الإصلاح.. و(أنفلونزا الإنتخابات) أصبحت مزاعم تزوير الانتخابات لدى حزب" الإصلاح "أشبه بالإعلان الدعائي عن السلع فلا تكاد تبدأ أو تنتهي أية انتخابات تكميلية كانت أو أساسية إلا ويجد "مكتب الانتخابات" الإصلاحي فرصة لصياغة بيانات لا تحمل سوى تهم التزوير المتكررة والموزعة على اللجنة العليا للانتخابات والحزب الحاكم.
لسنا هنا ضد حق الإصلاح في إعلان مواقفه ولكننا ضد أن يتخذ الموقف طابع" حق يراد به باطل" فبيانات الإصلاح حول الانتخابات التمكيلية التي جرت مؤخراً في ريمة لم تختلف عن سابقاتها المليئة بـ"النياح والبكاء" على تجدد الفشل في الفوز بمقعد برلماني لسبب بسيط يدركه القاصي والداني وهو أن الناخب أختار من يريد هو لا من كان يريده الإصلاح.
لنعد إلى الوراء قليلاً، وتحديداً إلى ما قبل انتخابات إبريل 2003م ونطالع "مانشتات" صحف الإصلاح ومن خلفها صحف بقية المشترك سنجد أنها اعتمدت منهجاً دعائياً مليئاً بالترويج بأن المعارضة ستحصد الأغلبية، لكن "جو بلزية" الإصلاح والمشترك فشلت، ومنح الناخب صوته للمؤتمر ومرشحيه، ومنذ ذلك الحين والإصلاح يتخذ من الانتخابات وسيلة لتبرير فشله فيها وتحميل الحزب الحاكم المسئولية.
فحينما يفوز مرشح مؤتمري ولو كان الفارق بينه وبين منافسه الإصلاحي ثلاثة آلاف صوت كما حدث في انتخابات الدائرة (227) في ريمة يصبح ذلك الفوز في نظر الإصلاح مزوراً وغير شرعي ويفتقر لمتطلبات "التأسلم الإصلاحي" واستغلال الدين في مخاطبة المواطنين وعواطفهم حتى ولو كان هذا الخطاب يحيل من الدين "كعقيدة ومنهاج حياة" إلى مجرد "سُلم" للوصول إلى البرلمان لا غير كما هو شأن الإصلاح ا لذي تدلل معرفة مؤهلات مرشحيه الفائزين في أمانة العاصمة على أن الخطابة والمسجد هما "فضائية" الإصلاح ولولاء أن معظمهم خطباء مساجد لما فازوا في الانتخابات.
في ريمة حضر الخطيب ..والداعية.. ومدرس جامعة الإيمان.. وزمرة قيادات أحزاب المشترك وكلهم توجهوا إلى الناخبين أملاً في أن يمنحوا مرشحهم "الإصلاحي" أصواتهم لكن الناخبين كانوا أذكى من ذلك، ومنحوا مرشح المؤتمر فوزاً على منافسه بـ(3000) صوت وهو الرقم الذي نستغرب معه مزاعم الإصلاح عن التزوير.. فلو افترضنا جدلاً حدوث تزوير فهل يصدق أحد أن التزوير سيصل إلى 3000صوت.
لكن في المقابل.. سنلتمس عذراً (لإخواننا في الله) وبيانهم الأخير حول انتخابات ريمة حين ندرك أن مبررات البيان لم تكن سوى محاولة لتبرير الفشل الذريع لمرشحهم أمام بقية حلفائهم في المشترك، ومحاولة للخروج من حرج الموقف بعد أن كشفت الانتخابات فشل مساعيهم في الاستحواذ على مقعد جديد يعززون به تواجدهم البرلماني وكان الأحق به أحد حلفائهم" الاشتراكي أو الناصري" اللذان خضعا لرغبة أو ربما لضغوط الإصلاح في تقديم مرشح إصلاحي باسم مشتركهم على غرار " إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب"
لذلك فقط نلتمس ا لعذر لقيادة الإصلاح ومكتبه الانتخابي وبيانهم المصاب كسابقيه بـ"أنفلونزا الانتخابات"..
.
|