الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:24 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 21-يناير-2006
المؤتمر نت - . . -
الواجب نحو الصومال
بعد نجاح الجهود التي قام بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على صعيد تحقيق المصالحة الصومالية، والتوقيع على اتفاق عدن من قبل الرئيس عبدالله يوسف ورئيس البرلمان الصومالي وهو الاتفاق الذي قوبل بترحاب داخلي ومباركة اقليمية ودولية واسعة .. نستطيع القول بأن هذا الإنجاز التاريخي قد أرسى المداميك الحقيقية لمرحلة جديدة في تاريخ الصومال عنوانها الوفاق والتلاحم .. وأتاح الفرصة مشرعة أمام جميع الصوماليين لاستعادة زمام العقلانية وتجاوز أوجاع سنوات الصراع والتناحر والانطلاق نحو بناء الصومال الجديد ومؤسسات دولته القادرة على حفظ الأمن في ربوعه والإسهام في صيانه الاستقرار الاقليمي.
ومع كل ما حمله ذلك الإنجاز من مؤشرات التفاؤل والاطمئنان، فإن من الأهمية بمكان أن يستشعر الأشقاء في الدول العربية، والعالم الإسلامي ما يمليه واجب الاخوة تجاه ذلك البلد الشقيق الذي ظل عرضة للفتن الداخلية والصراعات الدموية طيلة خمسة عشر عاما ينتابه واقع مؤلم، تتقاذفه الفوضى والغياب الكلي لمؤسسات الدولة .. فضلا عما خلفه ذلك الفراغ من تشريد لأبنائه وما يثيره من مخاوف على مجريات الأمن والاستقرار في منطقة القرن الافريقي والبحر الأحمر الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والإسلامي .. وبالتالي فاننا لا نجافي الحقيقة حينما نؤكد على أن اتفاق عدن للمصالحة الصومالية لن ينعكس فقط بمردوداته الإيجابية على أبناء الصومال وحدهم بل أن فائدته هي من ستشمل الجميع داخل المنطقة وخارجها لقناعتنا بأن استعادة الصومال لعافيته هو من سيسهم بفاعلية كبير في ضمان وحماية الملاحة البحرية من كل الأخطار والتهديدات التي قد تتعرض لها هذه المنطقة الحيوية من العالم.
ومن هذا المنظور فإن الإسراع بمد يد العون والمساندة للصومال وحكومته تمثل مسؤولية وطنية وقومية ودينية .. فضلا عن ارتباطها بأبعاد أمنية وسياسية وأخلاقية من الصعب مقابلتها بالتعامي أو التجاهل.
وبالتالي فإن ما يريده الصوماليون اليوم أصبح معروفا، وهو الدعم العربي والإسلامي والدولي، وبما يمكنهم من بناء مؤسسات دولتهم ويساعدهم على النهوض والاتجاه صوب المستقبل الآمن والمستقر.
وعليه فإذا كانت الجمهورية اليمنية قد حرصت خلال السنوات الماضية على مواصلة جهودها الحثيثة لتطويق الأزمات واحتواء تداعيات الفراغ الذي عاشته الساحة الصومالية وكذا العمل على تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء والقوى السياسية من أبناء هذا البلد .. فإنها التي ظلت تؤمن بأن ذلك إنما يندرج في إطار التزامها بمسؤولياتها القومية والإسلامية والإنسانية ووفائها لعلاقاتها التاريخية مع دول الجوار في القرن الأفريقي .. على الرغم من الأعباء التي تحملتها ولا زالت جراء تدفق موجات اللاجئين إلى أراضيها .. فانها من تجد اليوم بأن مبادرة العرب والمسلمين إلى تقديم الدعم السخي للصومال سيشكل الرافعة لإنجاح اتفاق المصالحة وحشد التعاطف الدولي مع كل الخطوات في البناء والعمران.
ونعتقد أنه من الضرورة أن تكون هناك استراتيجية عربية جماعية تستوعب أهمية عودة الأمن والاستقرار للصومال وعلاقة ذلك بالأمن القومي .. وبلا شك فالكرة الآن أصبحت في مرمى العرب أولا والمسلمين ثانيا والمجتمع الدولي ثالثا .. فالجميع مطالبون بالوقوف إلى جانب الصومال حتى يتسنى له التغلب على كافة مصاعبه .. واستعادة الأمل بالحياة بعد حقبة من المعاناة ارتوت فيها أرضه بدموع الثكالى ودماء المئات من أبنائه .. وآن له أن يتطلع إلى واقع جديد ترتسم فيه البسمة على شفاه أطفاله ورجاله وشيوخه .. وأن يتوق كل هؤلاء إلى غدٍ أفضل ووطن مستقر لا تتجاذبه المنغصات ولا تتقاذفه حمى الصراعات والتناحرات .. وطن يعيش فيه الجميع بأمن وسلام وحب ووئام.
والأحرى بالأشقاء الإسراع في تقديم العون لاخوانهم باعتبارهم المعنيون بهذا الواجب قبل الآخرين!!




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر