كتب محمد على سعد -
الاشتراكي يخطط لمؤامرة جديدة
طالعتنا صحيفة الأيام -في عددها الصادر يوم أمس السبت 21 يناير 2006م -بمقالة في صفحتها الأخيرة للمحامي بدر باسنيد تحدث فيه عن قرار هيئة الشئون الاجتماعية بإغلاق الجمعية الخيرية في ردفان لعدم التزامها بالنظم المنظمة لإنشاء الجمعيات الخيرية، وممارستها نشاطاً سياسياً.
الملفت للمقال الذي كتبه المدعو المحامي بدر باسنيد يمكن إبرازه بالنقاط التالية:
أولاً: كرس المحامي بدر باسنيد مقاله للهجوم على الدولة، واتهمها بخرقها للدستور.. والأنظمة ..الخ.
ثانياً: استخدم مفردة كريهة (أبناء الجنوب) وكررها أكثر من مرة، داعياً أبناء الجنوب أن يتحدوا لأن بوحدة الجنوبيين –كما يقول- سيكون بالإمكان استعادة قوتهم والتخلص من "المغتصبين" لأراضي الجنوب.
ثالثاً: إن المقال المذكور قد جاء بعد أن كتب منذ شهرين مقالاً عن الحكم المحلي، بصلاحيات واسعة على طريقة (غزة أريحا- أولاً).
رابعاً: الكاتب المحامي كان قد اختفى عن ممارسة الكتابة منذ سنوات، وعاد اليوم ليتحدث باسم أبناء الجنوب ويدعوهم أن يتوحدوا.
دعونا نسأل من الذي قال لبدر باسنيد أن يتحدث باسم الجنوب؟ ومن دعا باعوم وحيدر مسدوس التحدث نيابة عن كل أبناء الجنوب؟ ومن حوَّل علي ناصر محمد إلى كاتب في إدارة تحرير صحيفة "الأيام"؟ وكيف تسمح صحيفة -بمكانة الأيام- لكتابات تُحرِّض أبناء الجنوب على العصيان المدني في صدر صفحاتها؟ وكيف يلتقي معارضة الخارج بالداخل في لحظة؟ ومن أهدى على ناصر والاشتراكي العقل والحكمة للتسامح ونسيان مجازر الماضي؟ ولو نسيَ القتلة أو المتسببين بالقتل وتصافحوا وأعلنوا أن 13 يناير 1986م من آثار الماضي فهل مفروض على أسر القتلى والمفقودين أن يسامحوا القتلة الذين يتحدثون اليوم باسمهم، من الجانبين (طغمة وزمرة)؟
هذه الأسئلة وغيرها كلها مشروعة ومبررة؛ لأن الاصطفاف ضد وحدة الشعب وضد جغرافيا الوطن وضد الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي جريمة من الدرجة الأولى، لهذا نسأل: ألم يتعلم القتلة والمخطئون والسفاحون من أخطائهم وجرائمهم التي اقترفوها بالماضي ليصطفوا اليوم من جديد كي يخططوا لمؤامرة جديدة وليختلقوا مشاكل وأزمات وتشعبات من جديد.
والخلاصة تفيد أن الذين بدءوا يكررون مفردة الجنوب والشمال، ومفردة نحن وهم.. أو المتحدثين كذباً وزوراً باسم المحافظات الجنوبية وأبنائها الذين يمارسون دور المسيح المعلن عن أنه سامح وتسامح ويسامح كل أخطاء الماضي.. ويفتح قلبه وصدره لعالم جديد من المحبة هم أنفسهم من أخفوا المسامير التي صُلب بها داخل ثيابهم.
الخلاصة: إن الاشتراكي جمع شتات الخارج والداخل في حالة اصطفاف ألزمه القيام بها، وألزم الذين في الخارج طرفاً واحداً هو الصراف الرسمي والممول الدائم لكل خطوات الاشتراكي من زمان.. زمان أيام (بَرَّعْ يا استعمار حتى اليوم!!).