BBC - السلاح أم السياسة.. على حماس أن تختار الصحف البريطانية أفردت جزءا كبيرا من صفحاتها لتغطية الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي يتوقع أن تكون حركة حماس هي الرابح الأكبر فيها، حيث يتوقع أن تفوز بأكثر من ثلث المقاعد التي يجري التنافس عليها في الانتخابات.
وتحاول الصحف استشفاف الوضع في الأراضي الفلسطينية وفي المنطقة بعد انتهاء الانتخابات وتحقيق حماس للنجاح المتوقع، كما تحاول قراءة التوجه الذي ستختاره الحركة بعد دخولها العملية السياسية التي قاطعتها منذ أكثر من عقد من الزمن، وهل سينعكس الاسم الذي اختارت خوض الانتخابات تحته وهو "حركة التغيير والإصلاح" على موقفها من العلاقات مع إسرائيل والتقريب بحل سلمي أم سيظل السلام أملا يصعب تحقيقه في المنطقة.
صحيفة الإندبندنت نشرت على صدر صفحتها الأولى صورة لأحد أنصار حماس وهو يلوح بعلم أخضر ضخم هو علم الحركة تحت عنوان "السلاح أم السياسة.. على حماس أن تختار". وتقول الصحيفة في مقالها إن احتمالات وصول حماس للسلطة أدت إلى إسراع العواصم الغربية وإسرائيل في التفكير في كيفية التعامل مع المنظمة التي كثيرا ما وصفوها "بالإرهابية". والمأزق الذي تجد هذه الأطراف نفسها فيه هو ما إذا كانت السلطة السياسية الجديدة التي ستحصل عليها حماس ستتحول إلى مصدر تهديد جديد أو أنها ستكون أول مرحلة في عملية التحول.
وتقول الصحيفة إنه على الجانب الفلسطيني فإن الرئيس محمود عباس لديه اعتقاد راسخ بأن مشاركة حماس في العملية السياسية ستؤدي إلى تخليها عن الصراع المسلح ضد إسرائيل، وحذرها من أن هذا سيكون هو شرط انضمامها إلى أي ائتلاف حاكم مع حركة فتح.
ومن الأسئلة المعقدة التي تشغل بال العواصم الغربية في حال فوز حماس في الانتخابات هو دلالة قرارها بعدم ذكر مسألة القضاء على دولة إسرائيل في برنامجها الانتخابي، رغم كونه أحد أبرز بنود ميثاق المنظمة. ويقول محمد أبو طير أحد مرشحي الحركة للصحيفة "نعرف كيف نمارس السياسة، نمر بمرحلة سياسية جديدة نحن جزء منها. نرفع الشعارات المناسبة وليس هناك داع لرفع شعار غير مناسب".
ولا يبدو أن هذه الإجابة الغامضة تجيب على التساؤلات التي تشغل بال الغرب وإسرائيل، والتي لا تملك سوى حماس، بعد الانتخابات، الإجابة عليها.
صحيفة الجارديان تنشر الصورة نفسها في صفحتها الأولى، وفي افتتاحيتها تتحدث عن الخيار بين "حماسة وبراجماتية" حركة حماس. وتقول الصحيفة إن الشعبية التي تتمتع بها حماس بين الفلسطينيين اكتسبتها من أعمالها الخيرية وسمعتها الطبية كمؤسسة غير فاسدة ومنظمة بأكثر من ارتباطها بالعمليات "الاستشهادية"، وهو ما يعكس الاستياء الكبير الذي تشعر به غالبية الفلسطينيين من حركة فتح المليئة بالفساد والخلافات الداخلية، حسب قول الصحيفة.
وعلى الرغم من أن الحركة لم تسقط معارضتها للمفاوضات مع إسرائيل أو اتفاقات أوسلو أو رفضها الاعتراف بالدولة العبرية، فإن هناك بعض المؤشرات المطمئنة كما تقول الصحيفة مثل عدم شنها أي هجوم انتحاري منذ فبراير شباط الماضي، وإسقاط مقاطعتها للانتخابات، وحديثها البراجماتي عن "ترتيبات مؤقتة" وإجراء مفاوضات مع إسرائيل وفق شروط محددة.
وتقارن الصحيفة بين موقف حماس العسكري/السياسي وبين العلاقة بين شين فين والجيش الجمهوري الإيرلندي، ومع حزب الله اللبناني الذي خاض صراعا مسلحا ضد إسرائيل إلا أنه أصبح جزءا من الحياة السياسية اللبنانية الآن. وتختتم الصحيفة بالقول إنه إذا خفت حدة أعمال العنف وتضاءلت الحدود بين الإرهاب/المقاومة والسياسة، فقد يحسن هذا من فرص إجراء محادثات وتخلي حماس عن السلاح.
تهديدات إيرانية إسرائيلية
صحيفة الديلي تلجراف تتحدث عن التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران على خلفية قرار إيران في وقت سابق هذا الشهر باستئناف برنامج تخصيب اليورانيوم.
وتنقل الصحيفة ما تقول إنه تحذير واضح من شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي لإيران بأن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي وإنها ستتخذ إجراءات مباشرة لمنع إيران من استكمال برنامجها النووي، وهو ما تقول الصحيفة إنه يعيد إلى الأذهان الأجواء التي سبقت قصف إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981.
ووجه موفاز رسالة شديدة اللهجة للرئيس الإيراني قال فيها:"أنت يا من تقود بلادك بعقيدة الكراهية والإرهاب ومعاداة السامية، من الأفضل لك أن تراجع التاريخ وترى مصير الطغاة من أمثالك ممن حاولوا القضاء على الشعب اليهودي."
إلا أن موفاز قال إن بلاده تلتزم بالدبلوماسية وتريد إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات عليها. وجاء الرد سريعا من إيران على لسان المتحدث باسم خارجيتها حميد رضا آصفي الذي قال إن أي هجوم على إيران سيعد "خطأ فادحا" واصفا التهديدات الإسرائيلية بأنها "لعبة طفولية".
ولم يقتصر تحذير إيران على إسرائيل بل امتد إلى الدول الأوروبية إذ قال آصفي إنه "ينصح الأوروبيين بعدم اختيار أي طريق سوى طريق الحوار، لأنه إذا كان هناك أي عقاب فسيلحق أوروبا أيضا"، لكنه شدد في الوقت نفسه على رغبة بلاده في استئناف المحادثات مع الاتحاد الأوروبي.
وتتناول صحيفة الفاينانشال تايمز الأزمة الإيرانية أيضا، حيث تنقل تهديد طهران بأنها ستزيد من كميات اليورانيوم الذي تعمل على تخصيبه إذا أحيلت البلاد إلى مجلس الأمن. وأجرت الصحيفة لقاء مع علي لارجاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو الهيئة المشرفة على الملف النووي، قال فيه إن بلاده لن تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، إلا أنها "ستجد نفسها مضطرة، إذا أحيلت إلى مجلس الأمن، إلى إلغاء جميع الإجراءات الطوعية التي اتخذتها" وزيادة كميات اليورانيوم المخصب.
وتقول الصحيفة إن تهديدات لارجاني تهدف على ما يبدو إلى إظهار أن وضع المزيد من الضغوط الدبلوماسية على إيران سيؤدي إلى تقويض عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاولات وقف البرنامج النووي الإيراني، على الرغم من أن الدول الغربية تجادل بأن إحالة طهران لمجلس الأمن سيعزز من موقف الوكالة الدولية في تعاملاتها مع إيران بهذا الصدد
|