كتب المحرر السياسي - اليمن والمانيا علاقات تاريخية وتطور مستمر عكس اللقاء بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ونظيره الألماني " هو رست كولر" أمس ومن قبله اللقاءات مع عدد من المسئولين الألمان مدى تنامي العلاقات الثنائية بين البلدين، وحرصهما المشترك على تعزيز مختلف الجوانب.
ولعل أبرز ما تضمنته المباحثات بين الرئيسين التأكيد على جوانب عديدة أبرزها تاريخية العلاقات الثنائية وهو ما نوه إليه الرئيس علي عبدالله صالح بتأكيده على أن علاقة اليمن بألمانيا علاقة تاريخية متطورة؛ وأن اليمن تحرص على تعزيزها في شتى المجالات ناهيك عن إشارته بالدعم الألماني لليمن في المجالات التنموية والديمقراطية ومكافحة الإرهاب.
وفي الوقت ذاته فقد عبر رئيس الجمهورية عن استنكار اليمن لحادث اختطاف المهندسين الألمانيين في العراق، مؤكداً تضامن اليمن مع الشعب الألماني إزاء هذا الحادث داعياً إلى سرعة الإفراج عنهما.
الرئيس الألماني أشاد هو الآخر بتاريخية العلاقات اليمنية الألمانية وقال إن الشعب الألماني يكن لليمن وقيادته الكثير من الود والاحترام،وزاد بالتأكيد على أن ألمانيا شريك هام لليمن وسوف تعمل دوماً على تعزيز تلك الشراكة.
وتكتسب هذه الزيارة أهميتها على الصعيد الثنائي بالنظر إليها من زاوية أنها تأتي عقب تولي السيدة "ميركل" لمنصب المستشارية خلفاً للمستشار السابق "شرودر"
وإذا كانت مثل هذه التصريحات تعطي بلا شك دلائل قوية على ما تشهده العلاقات اليمنية الألمانية من تطور يمتد ليشمل المجالات المختلفة، فإنها في الوقت ذاته تعد دليلاً جديد على الدور البارز للسياسية الخارجية اليمنية ونجاحها في لعب أدوار إقليمية ودولية تحظى بالمساندة من قبل الدول، والقوى الأبرز تأثيراً في النظام العالمي الجديد والسياسية الدولية.
إن القراءة السياسية للمواضيع التي أثارها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح خلال لقاءه بالرئيس الألماني تؤكد ثبات موقف اليمن من مختلف القضايا القومية والدولية من خلال ما طرحه الرئيس حول الانتخابات الفلسطينية وأهمية التزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتطرق المباحثات للأوضاع في العراق والصومال والقرن الأفريقي وكذا الملف النووي الإيراني.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل أؤكد في الوقت ذاته على أن السياسة اليمنية تدرك جلياً مدى أهمية الدور الذي تلعبه ألمانيا في إطار الاتحاد الأوروبي ومدى أهمية دور هذا الاتحاد في التأثير على مختلف قضايا العلاقات الدولية.
ومن هذا المنطلق فقد نجحت اليمن خلال الأعوام الماضية في تطوير علاقتها مع دول هذا الاتحاد بشكل ثنائي وعلاقاتها مع الاتحاد بشكل عام وهو ما يتضح من خلال الاهتمام الأوروبي المتزايد بالتطورات الديمقراطية في اليمن، والدور البارز لها في شتى مجالات التعاون الإقليمية والدولية سيما فيما يتعلق بالإصلاحات السياسية ومكافحة الإرهاب .
وعلى الصعيد ذاته فأن المؤتمر الإقليمي حول حقوق الإنسان المنعقد في اليمن العام قبل الماضي برعاية من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى مشاركة دول هذا الاتحاد بشكل فردي وجماعي في دعم المسيرة التنموية والديمقراطية في اليمن وآخرها المساهمة في دعم مؤتمر حقق المرأة العربية المنعقد في صنعاء ديسمبر الماضي كلها مؤشرات تؤكد بجلاء حقيقة الإدراك السياسي الأوروبي والمانيا جزء منه لأهمية ما يعتمل في اليمن من تطورات في شتى المجالات والجهود المتواصلة للرئيس علي عبدالله صالح وحكومة المؤتمر الشعبي العام في المضي قدماً في تنفيذ برامج الإصلاحات الاقتصادية والسياسية وهو ما ظهر مؤخراً من خلال البدء بإجراءات تنفيذ حزمة إصلاحات اقتصادية وقضائية وسياسية ستسهم بلا شك في تزايد الاهتمام الأوروبي باليمن.
ولعل من المهم التذكير هنا بأن ألمانيا تعد إحدى دول مجموعة الثمان التي شاركت اليمن في قمتها قبل الأخيرة العام 2004م واختيرت مع إيطاليا وتركيا لتولي لجنة متابعة قضايا الإصلاح السياسي في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يكسب العلاقات اليمنية الألمانية أهمية خاصة بالنظر إلى دور اليمن في هذا الجانب ودعم ألمانيا له.
والخلاصة أن الزيارة الرئاسية إلى ألمانيا والمباحثات التي أجرتها القيادة السياسية مع المسئولين فيها تمثل إضافة هامة إلى مسار النجاحات اليمنية على صعيد علاقاتها مع دول العالم والقوى الإقليمية والدولية تفضي في النهاية إلى تحقيق مصالح الطرفين سواء أكان ذلك على المستويات الثنائية في تعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين اليمني والألماني وتؤكد أن الجهود الرئاسية جزء أساسي في برنامج فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والمكرس لخدمة مصالح الشعب وعلاقاتها مع الأشقاء والأصدقاء.
أو كان على مستوى مصالح الطرفين في إطار الأبعاد والمتغيرات الإقليمية والدولية والدور الذي يلعبانه على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي ، بالإضافة إلى أنها
|