المؤتمرنت - خدمة قدس برس -
قيادي ..دحلان يخطط للرئاسة الفلسطينية
حصل على ثناء شخصي من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش، لكنه وصف من قبل القائد العام لكتائب شهداء الأقصى الحاج أبو أحمد بأنه "أخطر رجل على القضية الفلسطينية"، كما أنه يعتبر شخصية مثيرة للجدل في الأراضي الفلسطينية، لعلاقاته السرية والعلنية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
العقيد محمد (يوسف) دحلان (45 عاماً)، صاحب النفوذ الواسع في صفوف أجهزة الأمن الفلسطينية، يتهمه أعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح" علانية بأنه يسعى إلى تمرير "انقلاب" داخل الحركة، في أعقاب الهزيمة، التي لحقت بها في الانتخابات التشريعية، والتي أفرزت صعود نجم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأغلبية مطلقة.
ويأتي تأكيد مصادر متطابقة داخل حركة "فتح" بشأن وقوف دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق، وراء الحركة الاحتجاجية، التي شبهها البعض بالانتفاضة داخل الحركة، والتي تنادي باستقالة اللجنة المركزية للحركة، واستقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) من منصبه.
ويعتبر دحلان، الذي يحظى بنفوذ كبير في أوساط أجهزة الأمن، من الفلسطينيين القلائل، الذين يحظون بدعم كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما الرئيس جورج بوش شخصياً، إلى الحد الذي قال فيه عنه الأخير "إن هذا الفتى يعجبني". كما له الكثير من الأصدقاء في أوساط المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بحسب ما كشف عن ذلك دوف فايسغلاس، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويقول مقربون من دحلان إنهم يعدون لعقد المؤتمر العام لانتخاب "قيادة جديدة وشابة". ورجح أحدهم انتخاب مروان البرغوثي رئيساً للحركة. في حين يتهم بعض أعضاء اللجنة المركزية دحلان "بمحاولة الانقلاب عليهم وعلى الحركة، مستغلاً أجواء السخط السائدة"، بعد فشل الحركة الانتخابي.
إلا أن أحد قياديي حركة "فتح" القدامى ذهب إلى أبعد من ذلك، كاشفاً لوكالة "قدس برس" عن مخطط يجري تداوله على مستوى ضيق، بأن يتم اختيار محمد دحلان رئيسا للسلطة الفلسطينية، خلفاً للرئيس الحالي محمود عباس (أبو مازن)، الذي هدد أكثر من مرة بتقديم استقالته، بعد فوز حركة "حماس"، بحسب ما يجري تداوله في وسائل الإعلام المختلفة. ويشير هذا القيادي إلى أن اتصالات خارجية تجري بهذا الشأن، وعلى مستوى رفيع.
الحديث عن هذا المخطط، الذي لم تؤكده جهات أخرى، يأتي في ظل حديث مصدر مقرب من الرئيس عباس عن أن رئيس السلطة لوح بالاستقالة من منصبه "إذا لم توافق حركة حماس على تشكيل حكومة فلسطينية، واتباع سياسة، من شأنهما أن تكسبا اعتراف المجتمع الدولي، وتضمنا استمرار تدفق المساعدات الأجنبية".
وقال هذا المصدر لصحيفة /الغارديان/ البريطانية إن عباس قام بإعداد كتاب الاستقالة، محذرا من أنه سيقدمه إذا لم تتمخض المفاوضات مع حركة "حماس" عن تشكيل حكومة يمكنها العمل مع حكومات أجنبية.
ويتابع القيادي الفتحاوي كلامه قائلا "لقد استطاع دحلان استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة، من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم"، لاسيما وأن الكثير منهم يستحسن فكرة تولي الشباب مناصب قيادية.
وبدا واضحاً، كما يقول مراقبون متابعون للوضع الفلسطيني، أن شخصية محمد دحلان شكلت إغراءً للإسرائيليين والإدارة الأمريكية على الاعتماد على الشخص المناسب، الذي يحكم السلطة الفلسطينية مستقبلاً، وهي تسعى منذ أعوام طويلة لتهيئة الظروف المناسبة لذلك، حسب قولهم.
وينقل هؤلاء عن شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي في شباط (فبراير) 2004 قوله "لدينا خطة جاهزة ومحكمة لتوجيه السلطة الفلسطينية للاتجاه الذي نريد، تبدأ بالتخلص من زعامات الإرهاب في غزة، وبشطب (الرئيس الفلسطيني السابق ياسر) عرفات في رام الله، والاعتماد بعدها لتنفيذ خطة الفصل الأحادي الجانب على قادة فلسطينيين نثق بهم".
ويذكر المراقبون بأن موفاز قد خاطب دحلان، قبيل تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة قائلاً له، "على السلطة الفلسطينية العمل على ضمان عدم احتفال سكان قطاع غزة، أو إقامة أي مهرجانات سعيدة بالمناسبة"، فرد عليه دحلان بالقول "الفلسطينيون سيودعون الجنود الإسرائيليين بالورود، خلال الانسحاب من غزة".
كما لم يستطع وزير القضاء الإسرائيلي السابق يوسيف لبيد كتم إعجابه بدحلان فقال "نحن نتطلع إلى أن يتولى شخص مثل دحلان قيادة السلطة، ويكون قادراً على ضرب حماس والجهاد، لكن يتوجب علينا ألا نقوم بمعانقة دحلان عناق الدببة، حتى لا تظهر حركته كما لو أنها كانت فيلماً إسرائيلياً"، على حد تعبيره.