المؤتمرنت ـ الجزيرة -
سيارات فاخرة ومحركات بالطاقة البديلة
بدأت صباح الخميس فعاليات الدورة السادسة والسبعين لمعرض جنيف الدولي للسيارات والذي يستمر عشرة أيام، تتنافس خلالها 290 شركة من 30 دولة حول العالم، لتقديم الجديد من بين 900 علامة تجارية، للسيارات بجميع أنواعها أو للمنتجات المتعلقة بها.
ومن أبرز توجهات هذا العام، ميل شركات صناعة السيارات إلى تقديم محركات تستهلك وقودا أقل أو تعمل بطاقة ناتجة من استعمال نوعين مختلفين من الوقود، مثل الغاز الطبيعي أو الكهرباء أو الديزل مع البنزين، أو من خلال الهيدروجين أو الميثانول فقط، كمصدر وحيد لطاقة السيارة، وذلك لمواجهة إرتفاع أسعار المحروقات من ناحية، وسعيا للمساهمة في تقليل نسبة الغازات العادمة الضارة للبيئة من ناحية اخرى.
وبدت تلك الظاهرة واضحة في عدد السيارات التي تعمل بتلك الأساليب الجديدة وعرضتها 14 شركة أوروبية وآسيوية في المعرض، بينما تخلفت الشركات الأميركية عن الدخول في هذا المجال، واكتفت بتكثيف العمل بمحركات الديزل.
إلا أن القاسم المشترك بين أغلب الشركات الأوروبية والأميركية هذا العام هو أنها بدأت تميل إلى إنتاج السيارات الغالية الثمن، في الوقت الذي تتجه فيه الشركات الآسيوية إلى تخفيض أسعارها بشكل لافت للنظر، لاسيما بعد دخول المنافسة الهندية والصينية على الخط.
استيعاب أسرع
ويعتقد أحد مدراء شركات صناعة السيارات اليابانية في حديثه إلى الجزيرة نت أن شركات صناعة السيارات الآسيوية تستوعب تقنيات التصنيع الجديدة بسرعة مذهلة، وتمكنت خلال وقت وجيز من إدارك معنى الابتكار في هذا المجال، أما الأوروبيون حسب رأيه فهم يرفعون من الأسعار لأنهم يبيعون الإسم التجاري مع التقنية، على العكس من الآسيويين الذين يركزون على احتياجات السوق.
ويتوقع الخبير الياباني أن تكون الشركات الهندية على سبيل المثال ندا قويا للشركات الأميركية والأوروبية على حد سواء، إذا لم تسارع تلك الأخيرة بالتعاون مع الشركات الآسيوية الصاعدة في الهند والصين تحديدا، مثلما فعلت اليابان منذ سنوات، حسب قوله، حيث يتخوف الأوروبيون الآن من المرور بنفس معاناة الأميركيين من الإنتاج الياباني الغزير.
البحث عن الأثرياء
أما سبب إهتمام الشركات الأوروبية والأميركية بالسيارات الفاخرة، فيعود حسب رأي المحللين إلى زيادة ثروات الأغنياء في أوروبا وأميركا الشمالية بشكل لافت للنظر وظهور شريحة جديدة منهم في آسيا، وانعكس ذلك على الإقبال الواسع في السنوات الأخيرة على السلع الفاخرة المعمرة بجميع أنواعها كنوع من الترف والإستثمار أيضا، حيث يتعامل السوق مع السيارات الفاخرة على أنها منتجات نادرة، إذ يتم إنتاج أغلبها بمواصفات خاصة للمشتري، وتكون محدودة العدد، لذا تصبح نادرة بعد سنوات، وبالتالي يزداد سعرها.
ولا يغيب هاجس الأسعار عن اهتمامات شركات صناعة السيارات العادية، التي يجب عليها توفير نفقاتها وتقليص عدد عمالها إلى الحد الأدنى، ومن المحتمل أن يشهد سوق السيارات هذا العام حربا في تخفيض الأسعار أو تقديم تسهيلات في السداد، حيث تحاول أغلب الشركات التخلص من الإنتاج الراكد في مخازنها وما لديها من قطع غيار، إذ يبدو المستقبل غير آمن في ظل انتشار معدلات البطالة في أوروبا الغربية بصفة خاصة، والبحث عن السيارات الآسيوية الصنع الرخيصة، إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود.
ويستند الخبراء في هذه التوقعات إلى حصيلة المبيعات السنوية من السيارات الجديدة، والتي تراجعت في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة، ومن المحتمل أن تصل هذا العام إلى حوالي 14.5 مليون سيارة فقط أي بزيادة طفيفة عن مبيعات الأعوام السابقة، بينما يرتفع الطلب على السيارات الفاخرة، حتى وصل إلى 117% خلال عام واحد.