المؤتمرنت-عبدالمللك الفهيدي - العلاقات اليمنية السعودية .. الأمن أولاً (تقرير إخباري) اختتم الوفد الأمني السعودي برئاسة اللواء سلطان عائض الحارثي مدير عام مكافحة المخدرات في السعودية زيارته لليمن اليوم بعد ان أجرى مباحثات مع نظرائه في اليمن تناولت عملية التنسيق القائم بين الأجهزة الأمنية اليمنية السعودية، والخاصة بالجوانب الأمنية وطرق تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين في مجال مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها.
وكثفت الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية المباحثات الثنائية حالياً على أكثر من صعيد ولا سيما على الصعيدين الحدودي والأمني.
وكانت مصادر أمنية يمنية أكدت أن افتتاح منفذ الوديعة الحدودي بين البلدين سيتم مطلع سبتمبر المقبل بعد انتهاء التجهيزات الخاصة بالمرافق، والمنشآت التابعة للمنفذ بما فيها التجهيزات الفنية.
من جانبها أشارت مصادر صحفية رسمية سعودية إلى أن الوفد الأمني الذي زار المملكة الأسبوع الماضي برئاسة اللواء الركن محمد عبد الله القوسي، وكيل وزارة الداخلية اليمنية أجرى مباحثات مع نظرائه السعوديين تناولت الترتيبات الخاصة بافتتاح منفذ الوديعة الحدودي، والمشتملة على الإجراءات العملية الميدانية الجاري تنفيذها في منطقة المنفذ.
هذا ويأتي افتتاح المنفذ الحدودي بين البلدين تنفيذاً لمحضر الاجتماع الموقع عليه بين اليمن والسعودية في ختام اجتماعات الدورة الخامسة عشرة لمجلس التنسيق اليمني السعودي المنعقدة بصنعاء منتصف شهر يوليو الماضي.
إلى ذلك أوضح عبدالله الفضلي رئيس الجانب اليمني في اللجنة الحدودية اليمنية السعودية المشتركة، والمكلفة بمتابعة تنفيذ الاتفاقيات الحدودية أن إجراءات ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية سيتم الانتهاء منها أواخر العام الجاري 2003م.
وأوضح الفضلي أن الأعمال الميدانية الخاصة بترسيم الحدود تسير وفقاً لنصوص الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في هذا الجانب.
وكانت اليمن والسعودية قد تعاقدتا مع شركة ألمانية لتنفيذ ترسيم العلامات الحدودية بينهما وفقاً لمعاهدة جدة الحدودية الموقعة بين البلدين في 12 يونيو 2000م في مدينة جدة السعودية، والتي أنهت المشكلة الحدودية التي ظلت قائمة بين البلدين، ما يربو على نصف قرن من الزمان.
وشهدت الأشهر الماضية زيارات مبادلة لوفود أمنية بين الجانبين تم خلالها بحث العديد من الموضوعات المتعلقة بالمسائل الأمنية حيث تبادلت اليمن والسعودية تسليم، وتسلم عدد من الأشخاص المطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية في البلدين والمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وضلوعهم في أعمال تخريبية، وإرهابية كحادثة المدمرة "كول" التي وقعت في ميناء عدن عام 2000م، وحوادث التفجيرات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض خلال عامي 2000و2001م.
وبينما يرى بعض المحللين بأن تكثيف الحوارات، واللقاءات اليمنية السعودية خصوصاً في جانبي الحدود، والأمن يعود إلى إدراك القيادة السياسية في البلدين ضرورة حل كل المسائل المتعلقة بالترسيم النهائي للمحور بهدف القضاء على المشاكل المتعلقة بالترسيم النهائي للحدود بهدف القضاء على المشاكل التي تواجهها اليمن والسعودية في هذا الجانب، سواء على صعيد عملية الانتقال، والتنقل للأشخاص المشتبه بضلوعهم في تنفيذ الأعمال الإرهابية التي وقعت في البلدين من ناحية، ومن ناحية ثانية التخلص من مشاكل التهريب الذي يتم عبر الحدود، والتي تمتد ليشمل تهريب المخدرات، والأدوية ، والسلع الغذائية والمنتجات الصناعية بأشكال غير شرعية، يربط اخرون ذلك بالحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، ووجود تعاون أمني بين البلدين وبين الولايات المتحدة من جهة، ومن جهة أخرى بسبب الأعمال الإرهابية التي نفذت في اليمن والسعودية.
إضافة إلى التفجيرات التي شهدتها الرياض مؤخراً، الأمر الذي فرض على الجانبين زيادة عملية التعاون، والتنسيق بينهما من أجل محاصرة، ومنع تنفيذ عمليات جديدة.
من جانبهم يرى اقتصاديون أن افتتاح منفذ الوديعة الحدودي بين البلدين سيلعب دوراً في تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتطويرها خصوصاً، وأنه سيؤدي إلى إحداث حراك تجاري للصادرات والواردات إضافة إلى أنه سيحد من عملية التهريب التي تتم عبر الحدود اليمنية السعودية للسلع الغذائية والمنتجات …..الخ والتي تؤدي إلى احداث أضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني لكل من اليمن والسعودية.
هذا وكانت العلاقات اليمنية السعودية قد شهدت تطورا خلال السنوات الثلاث الأخيرة لا سيما بعد توقيع المعاهدة الحدودية بين البلدين حيث استأنف مجلس التنسيق اليمني السعودي انعقاد دوراته بشكل منتظم منذ العام 2000 بعد توقف دام لثلاثة عشر عاماً، وهو الأمر الذي ساعد على إعادة المساعدات، والقروض الإنمائية التي تقدمها السعودية لليمن فضلاً عن الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين، والتي شملت كثيراً من الجوانب السياسية والثقافية والأمنية والاقتصادية والسياحية.
|