العربية نت -
القربي : والقمة العربية في المرصاد
عبر ضيوف هذه الحلقة من برنامج "بالمرصاد" عن أن حضور القادة العرب للقمة العربية في تونس يرفع من أهمية واهتمام العالم بهذه القمة، وأن ليس ثمة حاجة للشعور بالاحباط نتيجة غياب بعض القادة في حال وجود ملفات اعدت اعدادا متكاملا من قبل وزءار الخارجية العرب.
وفيما يتعلق بمبادرة الإصلاح العربية المزمع طرحها في القمة أوضح وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن هناك عدة مبادرات عربية تقدمت بها دول عربية وتم دمجها في مبادرة واحدة,وشملت الكثير من الأفكار التي جاءت في المبادرة اليمنية وفي إعلان صنعاء.
من جهته اعتبر وزير الاعلام اللبناني ميشيل سماحة أن قمة تونس هي أكثر من مفصلية للمستقبل العربي، وأن التحدي الأهم يكمن في المصارحة العربية حتى يتم الانتقال إلى مرحلة المكاشفة مع الاطراف الدولية ولاسيما الولايات المتحدة التي يجب ان تعترف بما قدمه العرب منذ 11 أيلول 2001 لليوم في الحرب الحقيقية على الإرهاب, وأنهم واجهوا الارهاب بمبادرة سلام تجتث جذوره, في حين الولايات المتحدة رعت دولة الإرهاب وما زالت ترعاها حسب تعبيره.
أما د. عبد الكريم الدخيل،أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض، فقد نوه إلى ضرورة أن تخرج القمة بقرارات جادة وحاسمة وجدية تراعي حقيقة التغيرات التي حدثت في النظام العالمي, والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية موضحا أن العرب منذ عام 1991 إلى الآن، لم يستطيعوا أن يقرؤوا ما يحدث في الخارطة العالمية.
وفيما النص الكامل للحلقة:
اسم البرنامج: بالمرصاد
تقديم: منتهى الرمحي
التاريخ: 20/5/2004
ضيوف الحلقة: أبو بكر القربي (وزير الخارجية اليمني - من صنعاء)
ميشيل سماحة (وزير الإعلام اللبناني - من بيروت)د.عبد الكريم الدخيل (أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود - من الرياض)، سليم الكراي( كاتب واعلامي تونسي- تونس)
النص الكامل للحلقة
منتهى الرمحي: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأسعد الله أوقاتكم بكل خير. أخيراً وبعد طول تأجيل ستعقد القمة العربية في تونس بعد أن تأجيلها قبل شهرين إلى خيبة أمل واسعة في العالم العربي، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، وإذا كان الأمين العام للجامعة العربية قد أكد أن فترة التأجيل كانت نافعة في الإعداد الجيد لهذه القمة، فإن من شأن ذلك أن يرفع سقف التوقعات المرجوّة من القمة، وهو ما يعني أن أي نتيجة تقليدية أو متواضعة تسفر عنها ستؤدي إلى فقدان الثقة، وضياع الأمل في العمل العربي المشترك يشكل نهائي كما يرى معظم المراقبين, وإذا كانت أحداث مثل: اغتيال الشيخ ياسين، والوضع المأساوي في العراق، قد خيمت على القمة الأولى المؤجلة، فإن مذابح رفح اليوم والممارسات القمعية الأميركية في العراق تخيم على قمة الغد، فهل سترقى قمة تونس إلى مستوى التحديات الجسيمة التي تواجه حاضر أمة وحتى مستقبلها؟ أم أنها ستكون تعبيراً عن عمل روتيني ورمزاً شكلياً لا يقدم ولا يؤخر؟ معي لمناقشة موضوع هذه الحلقة من برنامج بالمرصاد ضيوفنا عبر الأقمار الاصطناعية من صنعاء وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الذي تفضل مشكوراً بالمشاركة معنا رغم مشاغله بشأن المشاركة في القمة، ومن بيروت معنا السيد ميشيل سماحة وزير الإعلام اللبناني، ومعنا أيضاً من الرياض الدكتور عبد الكريم الدخيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، أهلاً بكم جميعاً ضيوف على هذه الحلقة الجديدة من بالمرصاد. سأبدأ مع ضيفي من صنعاء السيد وزير الخارجية اليمني.
غياب عدد من القادة العرب عن القمة
منتهى الرمحي: السيد الوزير، اليمن أعلنت أن الرئيس لن يحضر القمة بسبب مشاغله بالاحتفالات بالعيد الوطني أو عيد التوحيد, هل يمكن أن نقرأ بأي شكل من الأشكال أن هناك استياء ما، من قبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح, على بعض المواقف من القمة السابقة؟ التي فشلت طبعاً.
أبو بكر القربي: إطلاقاً، فخامة الأخ الرئيس كان قد عبّر عن وجهة نظره بالنسبة لتأجيل القمة السابقة, لأنه في ذلك الوقت لم يكن معروفاً المبررات الحقيقية وراء تأجيل القمة, لكنه بعد ذلك شدّد على أهمية انعقاد القمة في أسرع وقت ممكن، ولم يكن لديه أي اعتراض على مكان أو زمان القمة، وكنا حتى فيما يتعلق بالقمة التي ستعقد بعد غد إن شاء الله في تونس, كنا قد اقترحنا تأجيلها ليوم واحد حتى يتمكن فخامته من المشاركة في هذه القمة الهامة، ولكن لأن العديد من الرؤساء الآخرين كانوا قد أكّدوا على 22 من مايو والتزموا بذلك الموعد، رأت اليمن أن المهم أن تنعقد القمة، وأن اليمن ستمثَّل تمثيلاً عالياً في هذه القمة، وستعكس رؤاها من خلال الخطاب الذي سيلقيه دولة الأخ رئيس الوزراء نيابة عن فخامة الأخ الرئيس، إذاً نحن ذاهبون إلى قمة تونس بالروح التي كنا ذاهبين إليها إلى القمة السابقة، روح الإصرار على معالجة القضايا التي تهدد أمن واستقرار منطقتنا العربية.
منتهى الرمحي: الرئيس اليمني ليس وحده هو الذي لن يحضر هذه القمة، لكن هناك العديد، وربما 7 من رؤساء الدول العربية وملوكها لن يحضروا قمة تونس، برأيك السيد الوزير، يعني تأثير لنقل لنسميه ضعف التمثيل في القمة على نتائجها المتوقعة، ماذا يمكن أن يكون؟
أبو بكر القربي: دعيني أذكرك بأن قمة بيروت كان عدد الرؤساء الحاضرون في تلك القمة هم 8 فقط, ومع ذلك اتخذ القرار الهام في تلك القمة المتعلق بالمبادرة العربية للسلام، أنا كما قلت في العديد من المقابلات، أنا لا أعتقد أن المهم من يشارك في هذه القمة من القادة العرب، صحيح أن حضور القادة العرب يرفع من أهمية واهتمام العالم بهذه القمة, لكن كل الدول التي ستحضر هذه القمة ستذهب برؤى ومواقف, وستدافع عن هذه المواقف في القمة، وبالتالي أنا لا أعتقد أن علينا أن نشعر بالإحباط لمجرد عدد القادة الذين سيحضرون هذه القمة, طالما وأن هناك ملفات أعدت إعداداً متكاملاً من قبل وزراء الخارجية العرب، وكلما أمام القمة الآن هو دراسة هذه الملفات وإقرارها وهذا ما أتوقع أنه سيحدث.
منتهى الرمحي: طيب، ضيفي من بيروت السيد وزير الإعلام اللبناني السيد ميشيل سماحة، هل تتفق مع السيد وزير الخارجية اليمني بما قاله, خاصة إذا ما نظرنا إلى ما قاله في اليومين الماضيين الرئيس المصري حسني مبارك بأنه حضور وزراء الخارجية أو رؤساء الوزراء في هذه القمة يعني هو كلام فارغ, لأنهم حضروا أصلاً في القاهرة, فكان لو اتخذت قرارات القاهرة لكان أجدى من أن يذهبوا نفسهم إلى تونس,كان من المتوقع أن يذهب الرؤساء وليس وزراء الخارجية أو رؤساء الوزارات.
فخامة الأخ الرئيس كان قد عبّر عن وجهة نظره بالنسبة لتأجيل القمة السابقة
أبو بكر القربي
ميشيل سماحة: أنا أتفق أكثر مع معالي.. معالي الوزير أبو بكر, الصحيح أن أكبر عدد من الرؤساء عندما يحضر, ومن الملوك عندما يحضر يكون مفيداً أكثر، يكون مفيداً بالنسبة إلى النقاش وبالنسبة إلى صورة التضامن العربي, وإلى الحضور وإلى الاهتمام, ولكن لا نظلم فلنقف دون ظلم أنفسنا في هذه الفترة، هناك 14 – 15 رئيس دولة وملك سيحضرون هذه القمة, ولا نقلل من شأن رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية الذين سيكونون عاملين في هذه القمة ممثلين لدولهم, المهم أن التحضير الذي جرى لهذه القمة - كما قال الأمين العام للجامعة - هو تحضير جيد, وهو تحضير كُثِّف أكثر بعد عدم انعقاد القمة التي كانت يجب أن تعقد منذ شهر ونصف في تونس، إلا أن ما يُنتظر وما هو مرتجى من هذه القمة هو الأهم وهو المطلوب, أعتقد أن هذه قمة يقف فيها العرب على مفصل أساسي..
منتهى الرمحي[مقاطعة]: إذاً قبل - السيد الوزير - ما هو مطلوب من هذه القمة، إذاً أنت لا تتفق مع رأي الكثير من المراقبين الذين يعني كتبوا وقالوا وتحدثوا عن أن عدم حضور هذه القمة من قبل الذين لم يحضروا، يكون تعبيراً يعني عن عدم أهمية هذه القمة بالنسبة لهم؟
ميشيل سماحة: أعتقد أن كثيرين منهم من الغائبين يعتبرون حضورهم يعتبرونها مهمة, وقد تكون لهم إما أسباب صحية إما أسباب سياسية في عدم الحضور, إلا أني أريد أن أرى الجزء الملآن من الكوب العربي في هذه الفترة، ويتحمل الحاضرون والغائبون، والغائبون حاضرون بوزراء خارجيتهم ورؤساء حكوماتهم للإنجاز. فلننظر ماذا ننتظر وماذا سيخرج من هذه القمة, بدل أن نتوقف فقط عند من حضر ومن لم يحضر. وكما قال معالي الوزير قمة بيروت التي أنتجت ما أنتجت من أمور جيدة بين العرب مهمة بين العرب، لم يحضرها أكثر من 8 رؤساء دول.
الآمال المنتظرة من القمة العربية
منتهى الرمحي: السيد الوزير أنت طرحت سؤال ماذا ننتظر من هذه القمة؟ وماذا يمكن أن يخرج عنها؟ هناك تحديات خطيرة في العالم العربي وتغيرات متسارعة بشكل كبير, بالتحديد على صعيد المسألة الفلسطينية وعلى صعيد العراق أيضاً, فيما يتعلق بالحديث عن الإصلاحات والذي هو ملف في غاية الأهمية مطروح أمام الزعماء في القمة العربية المقبلة، هل يمكن للشارع العربي أن يرفع سقف التوقعات أم أن عليه فقط أن ينتظر، وأن لا يتوقع الكثير من هذه القمة نظراً للأحوال الإقليمية الآن والظروف الإقليمية؟
ميشيل سماحة: الشارع العربي ينتظر كثيراً وله الحق في الانتظار، التحديات الأساسية التي تنتظر هذه القمة أن يخرج الرؤساء منها وهي قمة، أن يخرج الرؤساء بإعادة إحضار العالم العربي في المجموعة الدولية، وفي العالم، أن لا نكون متلقين ولا نكون فقط نقف عند مواقع الإدانة والشجب وإنما نتخطى ذلك إلى القيام باتخاذ مواقف عملية واحدة تكون على الأقل قادرة أن تتماشى مع المواقف الأوروبية المنتظِرة منا أن يكون لنا موقف من كل موضوع, وخاصة من موضوع المجازر المستمرة في فلسطين, والاحتلال الذي يقوم بأسوأ صور الحضور الاحتلالي في العراق, والتراجع كثيراً من قبل الولايات المتحدة الأميركية عن القرارات الدولية والشرعية الدولية فيما يتعلق بفلسطين، المطلوب من هذه القمة إعادة العرب مفاوضين أساسيين في العالم حول حقوقهم، وحول عدم الاعتداء على المسلمين، من خلال أي طرف في العالم يدّعي أنه يحمل الحق وهو في الواقع متطرف، يتعاطى ويعمل مع متطرفين من كل العالم.
القادة العرب وملفات الاصلاح
منتهى الرمحي: سأعود لك السيد الوزير للحديث بالتفصيل أكثر عن هذه التوقعات للرأي العام العربي أو الشارع العربي, وأعود مرة أخرى إلى ضيفي من صنعاء السيد وزير الخارجية، سيدي الوزير, اليمن كان لها طروحات عدة مبادرات إحداها متعلق بشأن الإصلاح في العالم العربي, وكان الرئيس اليمني أول من قال بأنه علينا أن نصلح أنفسنا قبل أن نجبر على الإصلاح, ثم كان له مبادرة تتعلق أو سميت بخارطة طريق للعراق, يبدو أنها لم يرض عنها الكثيرون الكثير من العراقيين الذين هم الآن في مجلس الحكم العراقي، هل نتوقع أنه يمكن أن تتم الموافقة على أي من هذه المبادرات, وماذا حصل في مبادرة الاتحاد العربي التي تحدث عنها الرئيس اليمني بدلاً من الجامعة العربية.
أبو بكر القربي: في إطار المبادرات اليمنية التي قدمتها اليمن, سواء فيما يتعلق بإصلاح الأنظمة العربية أو إصلاح الجامعة العربية أو المبادرات المتعلقة بالعراق وفلسطين, اليمن كانت تشعر أن العرب أصبحوا متفرجين أكثر مما هم فاعلين بحل هذه القضايا العالقة والمعقدة, والتي تركناها للآخرين لكي يحلوها، لذلك تقدمت اليمن بهذه المبادرات واعتبرت اليمن أن هذه مسؤوليتها القومية أن تقوم بهذا الفعل, وأن تترك للدول العربية بأن تدرس هذه المبادرات, أن تقبل منها ما تشاء وأن ترفض ما تشاء, هذه طبيعة المبادرات دائماً, سواء كان جاءت من اليمن أو جاءت من دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية, كما شاهدنا في مبادرة الإصلاح الأميركية التي طرحتها ثم تراجعت عن أجزاء منها, لأنها رفضت من ..ليس فقط من العرب وإنما من الدول الأوروبية، فاليمن تقدمت بهذه المبادرات, فيما يتعلق بمبادرة إصلاح الجامعة العربية كان الاتفاق بين وزراء الخارجية العرب هو الإبقاء على ميثاق الجامعة العربية, ولكن أن تؤخذ الكثير من القضايا التي طرحتها اليمن في مبادرتها, وأيضاً طرحتها عدد من الدول العربية أن تُؤخذ في إطار تعديلات في ميثاق الجامعة العربية، يحاول أن يعالج الاختلالات في العمل العربي المشترك من كافة جوانبه. فيما يتعلق بالمبادرة الإصلاح العربية, أعتقد أن المبادرة العربية للإصلاح مع الأربع المبادرات الأخرى التي تقدمت منها الدول العربية, منها الأردن ومصر وتونس وقطر دمجت هذه في مبادرة واحدة, بدأنا نناقشها في تونس وانتهينا منها في القاهرة في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب, وشملت الكثير من الأفكار التي جاءت في المبادرة اليمنية وفي إعلان صنعاء.
منتهى الرمحي[مقاطعة]: قيل بأن هذه المبادرة المشتركة هي التي سيتم إقرارها إن صح التعبير في القمة القادمة.
أبو بكر القربي: نعم، نعم هو كالعادة, في كل موضوع من المواضيع هناك مبادرات تأتي من دول عربية عدة، وتدرس هذه المبادرات ونرى كيف نأخذ من كل منها ما هو المتميز الذي يسهم في معالجة القضية التي تُطرح أمامنا، أما فيما يتعلق بالمبادرة اليمنية المتعلقة بالعراق، الحقيقة أن معالي الأخ وزير الخارجية العراقي عندما عقد وزراء الخارجية اجتماعهم الأخير في القاهرة, وجد أن في هذه المبادرة الكثير من الإيجابيات، وإن كان لديه تخوفات من أن هذه المبادرة قد تبدأ الأمور من أولها, وهم حريصون أن تستمر الآن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، نحن في مبادرتنا كنا نصر فيما يتعلق بالعراق وفي فلسطين أن يكون هناك دور فاعل للجامعة العربية، دور تُسهم فيها الدول العربية مع الأمم المتحدة وحتى مجلس الحكم العراقي, في وضع الأسس التي ستقود العراق نحو الديمقراطية نحو انتخابات حرة، نحو تأسيس مجلس حكم أو مجلس نواب، ونحو اختيار حكومة وطنية, الذي يخيفنا في العراق هو أن تنطلق أي إصلاحات مستقبلية في العراق وتعمق من الطائفية والعرقية في العراق, لأننا نعتقد أن هذه هي الآن البلوى التي يستغلها أعداء العراق في تشكيل الأزمات.
منتهى الرمحي: صحيح وأكدت مبادرة الرئيس اليمني على أن أولاً البند رقم واحد على أن يُحافظ وحدة العراق, وسأعود لك سيد الوزير, ولكن اسمح لي سأنتقل إلى ضيفي من المملكة العربية السعودية سيد عبد الكريم الدخيل, سيد عبد الكريم سأعود معك مرة أخرى إلى البدء إلى عقد القمة العربية، البعض ينظر إلى أن عقد القمة مهما كانت نتائجها بغض النظر عن نتائجها, سواء كان السقف عالي أو السقف منخفض, لكنه ضرورة لكي يعبر عن أن النظام العربي المشترك ما زال يعمل, هل أنت مع هذا الرأي؟
عبد الكريم دخيل: لاشك أنه عملية عقد القمة في وقتها مهم جداً من الناحية النظرية, ولكن أعتقد أيضاً مهم جداً التذكير بأن يخرج مؤتمر القمة بقرارات جادة وحاسمة وجدية في القضايا المطروحة, لأنه حقيقةً التغيرات التي حدثت في النظام العالمي, والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية تتطلب يعني نوعاً من الاستراتيجية العربية الموحدة، وأنا أتصور أن العرب منذ عام 1991 إلى الآن، يعني أكثر من عشر سنوات يعني عقد من الزمن, لم يستطيعوا أن يقرؤوا ما يحدث في الخارطة العالمية, التغيرات الاستراتيجية تغيرات رهيبة جداً، والاستهداف الغربي والأميركي على وجه الخصوص لهذه المنطقة مهم جداً، ولذا يعني المخاطر التي تحيط بالمنطقة هي مخاطر حقيقة، والبعض يخيل لي أنه لا يقدرها تقديراً سليماً, أو يعوّل على موضوع الوقت بأنه يستطيع أن يتجاوزها, ولذا لا أتصور أنه الموضوع هو موضوع فقط عقد مؤتمر قمة, أنا أعتقد أن الناس تتوقع عقد مؤتمر قمة, وأن تكون هناك قرارات فعالة في القضايا الرئيسية المطروحة والموجهة.
قرارات القمة وآلية التنفيذ
منتهى الرمحي[مقاطعة]: طيب، ولكن سيد عبد الكريم يعني في القمم العربية كلها منذ أربعين عاماً, كانت تتخذ قرارات كان ينظر عليها في الشارع العربي على أنها فعالة لكن لا يوجد من يلاحقها للتنفيذ، ولا تنفذ, يعني منذ حتى بدأ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين كان في حديث مؤتمر القمة الأول عن نهر الأردن, وما زال نهر الأردن يعني تتمتع بمياهه إسرائيل, والقمم بعدها كانت متتالية تتحدث، القمة التي كان الحديث فيها عن تنحي صدام حسين, أو عن ضرورة خروج العراق من الكويت, كلها قرارات مصيرية حقيقية, لكن فيش آلية للتنفيذ.
عبد الكريم دخيل: أنا أختلف جداً معك في هذه القضية, أنا أعتقد أن قرارات القمة العربية جزء منهالم يفعّل, ولكن فيه جزء كبير فُعّل, لما تعرضت مصر في 1967 ل..طبعاً للعدوان والنكسة, واتخذت قرارات مهمة وأدت إلى انتصار 1973, يعني في كثير من القضايا أعتقد أنها اتخذت, وأتصور أنه لو تم الأخذ ببعض الأفكار التي طرحت في القمة العربية الماضية قبل العدوان الأميركي على العراق, لأمكن تجنيب من مغبة ما وصل إليه, ولكن المشكلة أن القيادة السياسية العراقية لم تقدر الموقف تقديرا جيداً.
منتهى الرمحي[مقاطعة]: طيب سأعود إليك سيد عبد الكريم الدخيل لأنه هذا الموضوع حقيقةً بحاجة إلى الكثير من المناقشة, لكن اسمحوا لي ضيوفي الكرام سننتقل إلى فاصل قصير نعود بعده ابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا من جديد في هذه الحلقة من برنامج بالمرصاد, والتي نخصّصها للتحديات التي تواجه القمة العربية في تونس.
وليسمح لي ضيوفي سأنتقل مرة أخرى لضيفي في صنعاء هو مضطر لأن يغادرنا بعد قليل, لذلك سأستغلك سيادة الوزير قدر الإمكان في هذا الحوار قبل أن تغادرنا لمشاغلك بشأن القمة، الآن لنكن واقعيين مع أنفسنا, في القمة التي تم الحديث فيها عن الرفض العربي المطلق لأي عدوان أميركي على العراق مثلاً, وكانت قرارات يُفترض أنها تكون قرارات مهمة وتحمي دولة عربية من العدوان، بعدها بفترة قصيرة فُتحت القواعد اللي موجودة في كثير من الدول العربية لتستخدم من قبل قوات الاحتلال, تعرف قوات الاحتلال ما ضربتش العراق من فلوريدا مثلاً, ضربتها من الوطن العربي فأيّ قمم التي نتحدث عنها نحن؟ ما هي القرارات التي نتحدث عنها نحن؟ والتي يجب أن يكون هناك آلية للتنفيذ وأن تكون ملزمة للجميع؟ قرارات القمة العربية أنت تعرف أنها غير ملزمة حتى لأعضاء جامعة الدول العربية؟
أبو بكر القربي: ما قلتيه فيه بعض الصحة, ولكنني أنا أيضاً أتفق مع الأخ الدكتور عبد الكريم في أن المراجعة الدقيقة للجامعة العربية وأداء الجامعة العربية, سنجد أن هناك أيضاً إنجازات حققتها الجامعة العربية وحلت المشاكل عربية عربية, وتدخلت في أمور وحققت فيها نجاحات, صحيح أن هناك العديد من القضايا: العراق إحداها فلسطين الأخرى, وبعض الخلافات العربية العربية لم تتمكن الجامعة العربية من إيجاد الحلول والمعالجات الصحيحة لها، ولهذا السبب جاءت المبادرات الأخيرة من اليمن ومن عدد من الدول العربية, في محاولة لإصلاح هذا الخلل الموجود في العمل العربي المشترك، لأننا حتى الآن للأسف الشديد في العمل العربي المشترك لم نؤسس قواعد الإلزام في الدول العربية بقرارات الجامعة العربية، أيضاً قضية اتخاذ القرار من الأمور التي حتى الآن مبنية على التوافق, وليس على مبدأ الديمقراطية والتسوية، في هذا الإطار هي تأتي القمة القادمة في تونس, وأمامها الملفات التي نأمل أنها ستعالج هذه القضايا, وهناك ملفات تتعلق بالعمل المشترك العربي بمختلف جوانبه, سواء كان منها الجوانب الأمنية سواء كان الجوانب الاقتصادية, أو القضايا المتعلقة ببناء شراكة عربية عربية على المدى البعيد, التي تؤسس كما رأينا في التجربة الأوروبية والأفريقية ببناء اتحاد عربي، تكون الدول العربية فيه بما يشبه الكونفدرالية التي تعمل لمصلحة الأمة, وتضع الهم القومي قبل الهم القطري. الإخفاقات التي تعرضت لها الأمة العربية الحقيقة حتى الآن, هي نتيجة أنه لا يوجد موقف واحد أن الإمكانات العربية لا توظف التوظيف الصحيح, أن الدول العربية حتى الآن والدول العربية تختلف من ناحية مقوماتها البشرية ومقوماتها المادية، وهذه تنعكس على مواقف هذه الدول لأن هذه الدول لها مصالح مع العالم الآخر, ومهددة من العالم الآخر بطريقة أو أخرى.
مبادرة يمنية واقعية للعمل المشترك
منتهى الرمحي[مقاطعة]: لذلك دعت اليمن إلى محكمة عدل عربية, وإلى بنك استثمار عربي وإلى الخطط أو إلى البرلمان العربي التي ستوحد الصف العربي كله في بوتقة واحدة اسمه القومية العربية؟
أبو بكر القربي: نعم، دَعونا إلى كل هذه الآليات لتفعيل العمل العربي المشترك والبعض للأسف الشديد اعتبر أن هذه قفزة على الواقع، ربما تكون كذلك, لكن إذا لم نبدأ نؤسس لبناء آليات للعمل العربي المشترك تتطرق إلى كل الجوانب, من الجوانب الاقتصادية إلى الجوانب الثقافية إلى الجوانب الاجتماعية إلى الجوانب الأمنية, سيظل الموقف العربي ضعيفاً, ولن نستطيع الحقيقة أن نفرض رؤية عربية على العالم. ولهذا نجد اليوم أنفسنا مهددين بالإصلاحات من الخارج, لأننا غير قادرين على أن نخرج برؤية عربية لهذه الإصلاحات.
نأمل أن تكون تونس هي بداية لعمل عربي مشترك جديد، ونظام عربي جديد يستطيع أن يتعامل مع العالم، وهذا لن يتحقق إلا بموقف موحد للأمة العربية، وجهود لرأب الصدع وحل الخلافات العربية العربية في نفس الوقت.
منتهى الرمحي: نعم، سيد ميشيل سماحة وزير الإعلام اللبناني ضيفي من بيروت، يعني نقاط مهمة حقيقةً, أنت في بداية الحوار أثرت فكرة أن تدافع العرب عن حقوقهم, وهذا كما أفهمه أنا يعني هو القومية العربية, لكن الكل يدرك بأن الدول العربية تذهب إلى اجتماعات القمة بأجندات خاصة, بأجندات فصلية وليس بأجندات قومية, بعض الكتاب الصحفيين لا أدري إن كان متشائماً, قال بأنه أميركا غير حاضرة في القمم العربية, لكنها على الأقل تحتل 6 أو 7 مقاعد في القمة العربية, وهؤلاء يتحدثون بلسان أميركا، فعن أي عمل عربي مشترك قومي واحد قرارات واحدة نتحدث في القمم العربية؟
نأمل أن تكون تونس هي بداية لعمل عربي مشترك جديد، ونظام عربي جديد يستطيع أن يتعامل مع العالم
أبو بكر القربي
قمة مفصلية للمصارحة والمكاشفة
ميشيل سماحة: ربما هذه الأقوال صحيحة, أعتبر أن هذه القمة تحديداً هي قمة أكثر من مفصلية، بالنسبة للوجود العربي، للحضور العربي، للمستقبل العربي، للغد العربي, فنتحدث غداً عن عرب أو عن كل دولة عربية بمفردها, التحدي الأول في هذا الموضوع هو المصارحة العربية العربية، التي يجب أن تجري في القمة والتي أعتقد أن بعضها جرى في أروقة تحضير القمة, إذا لم نتصارح لا يمكن أن ننتقل إلى المرحلة الثانية في القمة وهي المكاشفة, ونحن يجب أن نكاشف العالم وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، بما قدمناه منذ 11 أيلول 2001 لليوم في الحرب الحقيقية على الإرهاب, وكيف نحن تم التعامل معنا بتجذير الإرهاب في العالم, نحن أقمنا حرباً حقيقية على جذور الإرهاب, من خلال تسريع عملية مسار الإصلاحات في العالم العربي، ولكن الأهم واجهنا الإرهاب بمبادرة سلام تجتث جذوره, في حين الولايات المتحدة رعت دولة الإرهاب وما زالت ترعاها، وما زالت تعطيها رسائل وكتباً خطية، وما زالت حتى الآن تغطي ما تقوم به في رفح وفي غزة، ولا تضع فيتو في المرة الأخيرة, إنما حتى لا تشارك في الإدانة. من جهة أخرى ثقافة الإرهاب، الثقافة في الكلام, انتقلت والأفعال انتقلت معها إلى ما يجري في العراق عبر الاحتلال, وهذه بدأت تثقف شعباً وجيشاً نراه كيف تصرف في أبو غريب, وكيف قصف العرس أمس, وكيف يقوم بالتفظيع داخل الأراضي العراقية, وهذا أيضاً أقول وأردد ثقافة تتعامل وتعطي مساعدة رهيبة لثقافة إرهابية نحن على أرضنا وفي مجتمعاتنا نحاربها, ونرفضها ولا نقبل بها, فبدل أن يترك أهل الدار وأهل البيت وأهل مكة وهم أدرى بما فيها, يقومون بالعمل الحقيقي فيما بينهم وهذا ما هو مطلوب في قمة تونس, تفرض علينا الأمور ويعتبر بعض العرب لسوء الحظ أن الذهاب منفردين إلى الولايات المتحدة والعمل معها بانفراد, والخروج عن الصف العربي, يمكن أن يقي مجتمعاتهم أو كراسيهم أو أنظمتهم. أقول لكِ أن هذه القمة معنية جداً بما يجري, بين القمة التي لم تنعقد والقمة اليوم, مجازر كثيرة ارتكبت في العالم العربي على يد الإرهاب والاحتلال, الإرهاب الإسرائيلي والاحتلال الأميركي البريطاني في العراق, قانون محاسبة سوريا وقعت عقوبات, واعتدي على سيادة لبنان من خلال هذا القانون, بأنه حاول أن يملي على دولة سيدة هي لبنان نوعية العلاقة التي يجب أن تسود..
منتهى الرمحي[مقاطعة]: تربطها بسوريا
ميشيل سماحة: بقرار سيادي بينها وبين الدولة السورية.
منتهى الرمحي: حقيقةً السيد الوزير عندما يتحدث الأمين العام للجامعة العربية, على أنه كان هناك إعداد جيد للقمة, ما بين القمة التي لم تعقد والقمة التي ستعقد بعد يومين. الكثير من المتابعين أو حتى المراقب من بعيد, يعتقد بأن هذا ما تم الإعداد له, وعلى الأقل مضطرين أن ننتظر يومين, وسأعود لك السيد الوزير. ولكن اسمح لي سأشرك معي من تونس الكاتب والإعلامي سليم الكراي، سيد سليم هل ستعقد القمة في موعدها؟ يعني هل زالت الأسباب التي أدت إلى إلغاء القمة السابقة, إذا ما نظرنا إلى موضوع التمثيل، وأن البعض تحدث على أن انخفاض مستوى التمثيل في القمة السابقة, كان سبباً دعا الرئيس اليمني الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى إلغاء أو تأجيل القمة السابقة؟
سليم الكراي (الكاتب والإعلامي التونسي – تونس): شكراً، أعتقد أن القمة ستنعقد في موعدها يعني المقرر, والذي تم الاتفاق عليه في الاجتماعات التحضيرية في القاهرة, والقمة الحالية بقدر ما تتوق إلى المضامين السياسية لها, من حيث التحديات المطروحة, ومن حيث الملفات المطروحة على القادة العرب, يعني القضية هي في هذه المضامين, وليست في مسألة التمثيل أو الحضور, فبقدر ما يكون عدد الرؤساء أو الملوك حاضرين بقدر ما تكون الأهمية والفاعلية أكثر, ولكن المضامين السياسية هي أهم بكثير, لأن القمة الحالية تأتي في سياق استشرافي طموح يؤسس للمستقبل العربي, ويسعى إلى تمكين المواطن من آليات الإصلاح الضرورية التي تعتبر المفتاح لكل عمل تنموي شامل, يرتقي بمسيرة التضامن العربي، لما هو أفضل، يعني هذه المسائل المطروحة تحقق وتسعى إلى أن تُحقق التضامن العربي والنجاعة في القرارات, والمشاريع التي تتخلص من التي تخلص من شأنها أن تخلص المؤسسة العربية من الرتابة والروتينية, والخوف خاصة من الخوض في مسائل أصبح الخوض فيها ضرورياً, مثل مسائل الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان, ومكانة المرأة ودور المجتمع المدني، وكل هذه المسائل هي التي كانت غائبة أو محل جدل وخلاف كبير وعميق جداً في القمة الأولى التي تأجلت, واليوم كما أشار كل المسؤولين العرب, وعلى رأسهم كذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى, أن الإعداد تم بصيغة جدية للقمة الثانية وللقمة القادمة التي تنعقد بعد غد إن شاء الله.
منتهى الرمحي: طيب، الكاتب والإعلامي التونسي السيد سليم الكراي من تونس شكراً جزيلاً لك. وسؤالي الأخير لضيفي من صنعاء السيد وزير الخارجية أبو بكر القربي، سيد أبو بكر يعني ربما من الأشياء المهمة المطروحة على طاولة القمة المقبلة, مسألة إعادة إصلاح الجامعة العربية, نحن نعلم أن الجامعة العربية هي مؤسسة تعبر عن الدول الأعضاء في هذه الجامعة, وكأنها مرآة يعني هي تعكس وضع الدول فيها وليست ولا تتخذ قراراتها كمؤسسة منفردة. هل تعتقد أنه أي إصلاح في الجامعة العربية يمكن أن يؤدي بالتالي إلى أي تغيّر في العمل العربي المشترك, بحيث يصبح عملاً مشتركاً حقيقياً وملزماً أيضاً؟
أبو بكر القربي: أولاً لو سمحتيلي أريد أن أوضح نقطة بين فارق الاجتماع في تونس والاجتماع الأخير في الجامعة العربية. في تونس كانت هناك قضية الإصلاح مطروحة لأول مرة, وبالتالي كان هناك الكثير من القلق والمخاوف حول هل نتطرق إلى هذا الموضوع في المكان الأول أو لا نتطرق له؟ وبالتالي جاء اجتماع القاهرة وقد اتضحت الرؤية للدول العربية, أن قضية الإصلاح وحتى لو جاءت فيها مطالب من الخارج, هناك مطالب من داخل البلدان العربية بهذه الإصلاحات ويجب علينا نحن أن نتبنى هذه الإصلاحات، ووفقاً لرؤيتنا نحن كعرب حكومات وشعوب وبمشاركة من الحكومات والشعوب, ولهذا كانت الأمور أسهل في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، أما ما يتعلق بدور الجامعة العربية أنا أنظر للجامعة العربية كأداة ووسيلة للعمل العربي المشترك, وبالتالي ما يمكن أن تنجزه الجامعة العربية يعتمد على كيف توظف هذه الجامعة العربية من قبل الدول العربية؟ إذا اقتنعت الدول العربية جمعيها بأن هذه الجامعة هي وسيلتهم لتفعيل العمل العربي المشترك, فبالتالي الجامعة العربية ستقوم بهذا الدور, لأن فيها من الكوادر والقدرات البشرية التي يمكن أن تقوم بالدراسات وبتنفيذ القرارات التي يقررها وزراء الخارجية العرب أو تقررها القمم العربية، نحن ما نريده الآن في هذه القمة القادمة, هو القناعة من الحكومات العربية بتفعيل العمل العربي المشترك, وهناك العديد من القرارات التي تهدف إلى تحقيق ذلك، إذن وأمامنا عام كامل لكي ندرس هذه التعديلات في ميثاق الجامعة العربية التي ستطرح في قمة الجزائر في العام القادم, لكي يُقرها القادة العرب, وتدخل في نطاق التنفيذ..
منتهى الرمحي[مقاطعة]: نعم واضح سيد..
أبو بكر القربي [متابعاً]: وأنا أتصور أنه علينا نحن كحكومات عربية ونحن نناقش هذه التغييرات, أن لا نحصر هذه التعديلات في ميثاق الجامعة العربية بالحكومات وبالوزراء، وإنما أيضاً نفتح المجال لمنظمات المجتمع المدني في مختلف التخصصات للمساهمة في هذه العملية.
منتهى الرمحي: واضح واضح السيد الوزير، السيد وزير الخارجية اليمني السيد أبو بكر القربي من صنعاء شكراً جزيلاً لك. وأعود إلى ضيفي من بيروت السيد ميشيل سماحة، سيد ميشيل فيما تسرب من أخبار عن القمة التي لم تعقد في تونس في الشهرين الماضيين, مسألة الحديث عن الشأن الفلسطيني, وعن تجديد الميزانية للسلطة الفلسطينية للأشهر القادمة التي تتراوح.. تبلغ حوالي 180 مليون دولار, هل نتوقع أن هذا السبب بالظروف التي يعاني منها الآن الشعب الفلسطيني, والوضع الحرج الذي تعاني منه السلطة الفلسطينية, أن يتم اختلاف كبير داخل قمة عربية على نوعية التمويل وشكل التمويل لإعانة هذه السلطة.
ميشيل سماحة: أرجو أن لا نقع في ذلك, ومن المعيب أن نتحدث عن ذلك, ومن المعيب أن نقع في إشكالات حول هذا الموضوع، هل نريد شعب فلسطيني لدولة فلسطينية تقوم في إطار الحق, وفي إطار العدل وفي إطار القرارات الدولية وفي إطار القانون الدولي؟ ألا يكفي الشعب الفلسطيني أن يكون رئيسه المنتخب محتجزاً في مكان إقامة جبري منذ أكثر من 3 أعوام؟ ألا يكفي ما نرى يومياً من تقطيع لأوصال الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني, والمجازر التي ترتكب بحق هذا الشعب من قبل قوى الإرهاب, التي أسست دولتها على إرهاب الأرغون واشتيرن, واليوم تتهم الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة بأنه إرهاب؟ أعتقد أن الشعب الفلسطيني يحتاج منا تحديداً في هذه القمة رعاية حقيقية له, بإدارته وعناية بحقوقه وعناية بأن نخرج معه إلى العالم, لنستدعيه ليطبق مبادرة السلام العربية؟ وأتساءل منذ أول أمس أين هي اللجنة الرباعية ورفح ترتكب فيها هذه المجازر وغزة تقصف بهذه القساوة؟ وكيف يمكن أن نستقيل أو أن لا نكون حاضرين مع الشعب الفلسطيني بالمساعدة دون أن نختلف لا على حجمها ولا على وسائلها؟ وأن نكون مع هذا الشعب الفلسطيني في الذهاب معه إلى العالم لاستحضار حقه, واستحضار مبادرة السلام العربية مع العالم, بإقرار بواقع الفصل السابع للأمم المتحدة فعلاً وقولاً, دولة فلسطينية تقوم بناءً للقرارات الدولية, ولما ذهبنا من أجله إلى مدريد للسلام العادل والشامل والدائم.
منتهى الرمحي[مقاطعة]: وهذا ما تحدثت عنه سيد ميشيل سماحة قبل قليل الهم القومي قبل الهم القطري, سأعود لمتابعة النقاش في هذا الموضوع لكن أرجو أن تبقوا معي سننتقل إلى فاصل قصير نعود بعده.
[فاصل إعلاني]
موقف الشارع العربي من القمة
منتهى الرمحي: أهلاً بكم معنا من جديد في هذه الحلقة من برنامج بالمرصاد, وأنتقل مرة أخرى إلى ضيفي من تونس الكاتب الصحفي سيد سليم الكراي، سيد سليم الاستعدادات يبدو أنها انتهت بالنسبة لهذه القمة, الشارع التونسي كيف وبأي عين يتطلع إلى ما يمكن أن يتخذ من قرارات في هذه القمة, خاصةً وأنه عاصر إلغاء أو تأجيل القمة الأولى, وهو الآن على استعداد لاستقبال القمة الثانية؟
سليم الكراي: الشارع التونسي متفاعل، متفاعل جداً مع قضية القمة العربية التي تحتضنها بلاده بعد يوم، صحيح بالقمة الماضية تفاعل كذلك الشارع التونسي والمواطن التونسي, ووقف إلى جانب قرار رئيسه بما يخص تأجيل القمة, حيث تفهم هذا القرار وأبعاد هذا القرار وتفاعل, واليوم عندما أتت القمة من جديد إلى تونس بتلك المبادئ وبتلك الإصلاحات وبتلك التوجهات الإيجابية, أمل الشارع التونسي هو اليوم في أن تفضي هذه القمة إلى الإسهام الفاعل في رفع التحديات القائمة, وتحقيق الخطوات الإيجابية في مجال تطوير الأوضاع العربية, فالشارع العربي اليوم يتوق إلى الارتقاء بالعمل العربي المشترك إلى ما هو أفضل, وإلى ما هو أرقى, وهناك التحديات الكبرى وهناك الأحداث المتواصلة والمسترسلة في العراق, وفي فلسطين والتي يتفاعل معها الشارع التونسي أيما تفاعل, فأول تحرك عربي اليوم يتجاوز الإدانة تونس توجهت بمساعدات بأطنان من المساعدات إلى الشعب الفلسطيني, وهذا ترك أثراً عظيماً لدى الشارع التونسي ولدى الشارع العربي, ونعتقد الشارع الفلسطيني والشارع العربي يتفاعل كثيراً مع هذه المبادرة, التي لم تكن وصلت المساعدات إلى فلسطين فهي في طريق الوصول إليه
الشارع التونسي متفاعل، متفاعل جداً مع قضية القمة العربية التي تحتضنها بلاده بعد يوم، صحيح بالقمة الماضية تفاعل كذلك الشارع التونسي والمواطن التونسي, ووقف إلى جانب قرار رئيسه بما يخص تأجيل القمة
سليم الكراي
القادة العرب ومواجهة شعوبهم
منتهى الرمحي: نعم، هي المبادرات أكيد الشارع الفلسطيني ينتظرها من كل الدول العربية التي ستحضر القمة المقبلة. أعود إلى ضيفي السيد وزير الإعلام اللبناني, السيد الوزير في بعض الأخبار التي تم تناقلها, أنه عندما رداً على سؤال حول إذا كان بعض القادة سيتغيبون لتجنب مواجهة الرأي العام العربي, الذي يتوقع الكثير من هذه القمة, رد الرئيس المصري حسني مبارك أن القادة الذين يتغيبون تكون لديهم ظروف معينة, وليست المسألة تجنب مواجهة الشعوب, ولكنه قال أنه القنوات الفضائية ستنتقد قرارات القمة ومنها من سيكون محارباً, وتساءل الرئيس مبارك نحارب من؟ وبأية إمكانات؟ وبأي هدف؟ وإلى أين سنصل؟ هذا ما أود أن أفهمه على لسان الرئيس المصري حسني مبارك حسب ما تناقلت وكالات الأنباء في اليومين الماضيين, هل تعتقد أنه هناك شيء ما بأيدي القادة العرب الذين سيجتمعون في تونس غير الحرب, الشارع العربي كله يدرك أن الدول العربية لاتريد أن تحارب, وإن كانت تريد أن تحارب لا يوجد إمكانيات في الوقت الحاضر للحرب وبالتأكيد ليست هذه هي الأسباب التي تتحدث عنها الفضائيات العربية بأن القمة فشلت, ماذا بيد القادة العرب فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني؟ وفيما يتعلق بالشأن العراقي الآن؟
ميشيل سماحة: أنا لا أعتقد أن القمة يجب أن تكون مدعوة إلى إعلان الحرب، القمة يجب أن تكون قادرة على المصارحة بين العرب والمكاشفة مع الولايات المتحدة الأميركية, وأن تبين أن للعرب القدرة, والقدرة هي في الاقتصاد والقدرة هي في الاتصال والقدرة هي في كثير من الأشياء ليس مجال ذكرها الآن, إنما ليس المطلوب محاربة الولايات المتحدة الأميركية, مطلوب حوار حقيقي من موقع موحد, من موقع راسخ في حقوقنا, يجعل الأميركيين والغربيين من أصدقائنا يساعدون على الكلام مع الرأي العام الأميركي, مع مركز القرار الأميركي, بأن العقيدة التي أتت إلى الحكم ومارست حتى اليوم في الولايات المتحدة لا يمكن أن تجلب للولايات المتحدة وللعالم, وللعالم الغربي والشرقي إلا الويلات من خلال ما يجري اليوم في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأدنى, وخاصة في فلسطين والعراق, وكيف يتم الكلام عن الإسلام, وكيف تدنس العتبات المقدسة في العراق, بعد أن حاولوا تدنيس المسجد الأقصى في القدس, وحاصروا كنيسة القيامة في بيت لحم, هناك سلاح وحدة الموقف, هناك سلاح الحوار الحقيقي مع الغرب الذي ينتظر, والذي ينتظر ما سنقوله قبل قمة الثمانية التي ستنعقد في الشهر المقبل, هناك أمور ومسالك عديدة.
منتهى الرمحي: هل هذا ما يُشار إليه عادةً في البيانات الختامية للقمم العربية, ويبدو أن جزءاً مما سيشار إليه في القمة المقبلة, بدأت تتناقله أيضاً وسائل الإعلام؟ هل هذا ما تعنيه بمضاعفة الجهود باتجاه المجموعة الدولية, بمعنى أن لا شيء بأيدي القادة العرب سوى مضاعفة الجهود باتجاه المجموعة الدولية للمساعدة في حل المشكلة العربية؟ هل هذا ما أفهمه؟
أنا لا أعتقد أن القمة يجب أن تكون مدعوة إلى إعلان الحرب، القمة يجب أن تكون قادرة على المصارحة بين العرب والمكاشفة مع الولايات المتحدة الأميركية
ميشيل سماحة
ميشيل سماحة: بأيديهم أكثر من مضاعفة جهود, وبأيديهم أقل من الحرب هناك هامش كبير.
منتهى الرمحي[مقاطعة]: الحرب بالتأكيد غير مطلوبة حتى من الشارع العربي الآن هم يريدون..
ميشيل سماحة: وهذا صحيح، وهذا صحيح مطلوب مواقف حازمة..
منتهى الرمحي[مقاطعة]: لكن أكيد سيد ميشيل أكثر من الإدانة التي اتخذها مجلس الأمن بالأمس، بالأمس كما تعلم مجلس الأمن أدان ما يجري في رفح, الآن الشارع العربي ربما يتوقع أكثر من الإدانة من الجامعة العربية, من قمة الدول العربية لما يحصل في رفح أيضاً.
ميشيل سماحة: أكيد الشارع العربي وأنا كوزير وكمواطن عربي أنتظر من القمة العربية أكثر بكثير من الإدانة والشجب, أنا أنا .. موقف حقيقي موحد وآلية تنفيذ هذا الموقف, تُتخذ في هذه القمة لنخرج إلى التنفيذ ليست المملكة العربية السعودية مسؤولة, ولا مصر مسؤولة ولا سوريا خاصة ولبنان مسؤولين عن هذا الاهتراء في المنطقة, وهذه .. عمليات إرهاب الدولة التي تقوم في المنطقة, ولكن على المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج, على مصر على دول المغرب العربي على دول المشرق العربي أن يقفوا موقفاً حقيقياً حازماً جازماً, ويضعوا آلية للذهاب إلى الحوار من موقعهم حوله, وتنفيذه في علاقاتهم مع دول الغرب وأولها الولايات المتحدة الأميركية, نحن لسنا من أشهر ولم نشهر الحرب على الولايات المتحدة الأميركية, إنما هي أتتنا بحجج كاذبة واهية, كما يقول كما يقول أبناؤها ومسؤولوها لاحتلال العراق, وإقامة عملية إبادة جماعية في العراق, تغطي عملية الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
منتهى الرمحي: سيد ميشيل سماحة وزير الإعلام اللبناني شكراً جزيلاً لك.
ولم يبق لي في ختام هذه الحلقة إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل لضيوفنا الذين كانوا معنا, عبر الأقمار الصناعية من صنعاء السيد أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني والذي اضطر للمغادرة قبل انتهاء البرنامج, ومن بيروت مرة أخرى السيد ميشيل سماحة وزير الإعلام اللبناني، ومن الرياض الدكتور عبد الكريم الدخيل أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود, والذي فقدنا الاتصال معه للأسف في بداية الحلقة، وأتوجه بالشكر إليكم مشاهدينا الكرام إلى اللقاء.