المؤتمر نت - متابعات - - عرض أول فيلم وثائقي عالمي يجسد نضال المرأة اليمنية (( حرام: الوجه الآخر لليمن )) ذلك هو عنوان الفيلم الوثائقي الجديد الذي يجسد النضال الشجاع للمرأة اليمنية من أجل التحرر من القيود الاجتماعية ، والذي من المنتظر عرضه في مهرجان لوكارنو في سويسرا بعد يوم غد "الجمعة "والذي يروي حياة اربع نساء نجحن في كسر قيود مجتمع شديد المحافظة.
فقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر بأن الفيلم من اخراج الالمانية( فيبي كراوس )وقد تم انتاجه بموازنة متواضعة وفي ظروف سياسية صعبة وكتب السيناريو وتولى الانتاج النمساوية (غودرون توبوريا) التي تقيم منذ سنوات عدة في احد البيوت ـ الابراج القديمة الرائعة التي تشكل سحر صنعاء القديمة. ومن بين فريق الانتاج، اللبنانية مورييل ابو الروس المصورة الوحيدة المستقلة في العالم العربي ، والسورية سناء سلوم الطبيبة المقيمة في اليمن منذ 17 عاما وهي مترجمة ومستشارة ثقافية، فضلا عن الاميركية مهندسة الصوت اليزابيث تامبير. وعرض الفيلم للمرة الاولى في يوليو (تموز) الماضي في حدائق السفيرة البريطانية في صنعاء فرنسيس غي وهي ناشطة من اجل حقوق المرأة وقد مولت الفيلم لحساب اللجنة الوطنية للمرأة اليمنية.
وقد صور الفيلم الوثائقي في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2003 خلال الفترة المتأزمة التي سبقت اجتياح العراق من جانب قوات التحالف في وقت كان يتم فيه اجلاء الرعايا الاجانب المقيمين ويطلب من الاخرين البقاء في نطاق العاصمة صنعاء. غير ان الفريق تمكن رغم ذلك من التجول في البلاد واستقبل في كل جولاته بالترحاب والضيافة العريقة التي يشتهر بها اليمنيون. وقالت غودرون توبوريا: «الفيلم يخدم اهداف اللجنة الوطنية للمرأة (هيئة رسمية ترعاها رئاسة الوزراء) الراغبة في لفت انتباه الاجهزة العامة الى المشكلات الخطيرة للمرأة اليمنية في مجتمع محافظ بالكاد يتقبل الانفتاح على العالم الحديث». واضافت- وفقا لما ذكرته"وكالة الأنباء الفرنسية"- ان الفيلم «يعمل على تجاوز الافكار المسبقة الغربية حيال المجتمعات الاسلامية ويهدف الى ابراز حياة اليمنيات بصورة واقعية والعوائق التي تواجههن». وقالت «تابعنا تفاصيل حياة النساء المتحدرات من مناطق واوساط مختلفة». ويجسد الفيلم من دون تكلف مشكلات المجتمع اليمني: الفقر والامية والزواج في سن مبكرة ووفيات الاطفال المرتفعة والتبعية الاقتصادية والاتجاه الاجتماعي المحافظ.
ويروي الفيلم حكاية عائشة الطبيبة الشابة ومديرة منظمة غير حكومية تساعد النساء في منطقتها الفقيرة في شمال تهامة على البحر الاحمر. وقد تمكنت عائشة بالحيلة والمثابرة من اتمام دراساتها الثانوية والجامعية رغم معارضة والدها وباتت نموذجا للمرأة اليمنية الناجحة. وللرجال حصة ايضا في هذا الفيلم «التحريري» فعلي التاجر الذي ورث المهنة عن والده في المدينة القديمة في صنعاء ، متمرد ايضا وهو غير قادر على الزواج لان مهر الزوجة غال جدا كما انه يريد «رفيقة حقيقية لا سلعة ولا خادمة». ففي اليمن، كما في دول العالم العربي، الرجال هم ايضا ضحايا المجتمع.
|