ميدل ايست اون لاين - اول فيلم سعودي لن يعرض في السعودية يعرض اول فيلم سينمائي سعودي تقوم ببطولته اول ممثلة سينمائية سعودية، هذا الصيف في صالات كل الدول العربية باستثناء السعودية حيث ما تزال السينما ممنوعة.
وفيلم "كيف الحال" من انتاج شركة "روتانا" الذي يملكها الملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال روائي يجسد بحسب منتجيه الخلاف بين المعتدلين والمتطرفين في ظل سعي جيل الشباب الى الدخول في عصر العولمة مع الابقاء على القيم الاسلامية الراسخة.
وبسبب غياب صناعة الافلام في السعودية، صور "كيف الحال" في امارة دبي واخرجه الفلسطيني-الكندي ازادور مسلم وكتب السيناريو اللبناني محمد رضا.
وحرص القيمون على الفيلم على مراعاة طبيعة الحياة السعودية وتقاليدها الصارمة محاولين قدر المستطاع تحديد ما يجب اظهاره.
وقال مدير الانتاج في قسم الافلام في "روتانا" ايمن الحلواني "حرصنا على الا نظهر اي مشهد قد يستفز المجتمع السعودي لدرجة اننا راقبنا عيني الممثلة لنقرر ما اذا كانت نظراتها في هذا المشهد او ذاك مناسبة او غير مناسبة".
ويروي الفيلم قصة الشاب سلطان الذي يلعب دوره السعودي هشام عبد الرحمن الذي فاز في مسابقة برنامج تلفزيون الواقع "ستار اكاديمي" للعام 2005.
ويعيش سلطان في منزل عمه بعد وفاة والديه، ويصطدم باستمرار مع ابن عمه خالد المتزمت بسبب اسلوب حياته الغربي.
ويلعب الممثل السعودي مشعل المطيري الذي له تجارب سابقة في المسرح والدراما التلفزيونية، دور شخص اصولي يتقرب من خالد وعائلته الا انه كان يحاول التقرب من شقيقته بينما يدعي التدين.
اما سحر التي تلعب دورها ممثلة اردنية، فكانت تهرب من الضغوط في المنزل عبر الخروج مع صديقتها دنيا التي تلعب دورها ممثلة سعودية للمرة الاولى، وهي هند محمد (25 عاما).
وحلواني الذي فضل عدم اعطاء المزيد من التفاصيل عن الفيلم خاصة لجهة ما اذا كانت قصة حب قد نشأت بين سحر وسلطان، اكد ان الفيلم لا يتضمن اي مشاهد رومنسية، فهو لا يتطرق لاي علاقات خارج اطار الزواج ولا يعرض اي تشابك للايدي بين الجنسين او اي لقاءات عاطفية سرية.
واضاف ان "الفيلم لا يسعى الى تحديد ما هو الصواب وما هو الخطأ فنحن اردنا ان نترك ذلك للمشاهد".
وتؤكد هند محمد انها تريد ان تمضي قدما في حياتها المهنية كممثلة سينمائية بالرغم من المعارضة التي قد تواجهها في المجتمع السعودي المحافظ.
وقالت في اتصال اجري معها في الرياض "اريد ان اثبت ان المراة يمكنها ان تصنع شيئا بنفسها رغم ان اهلها يربونها انسانة ضعيفة ويعتقدون ان المراة عار ولا يجب ان يرتفع صوتها".
وكانت هند محمد تعمل خلال السنوات الثلاث الاخيرة في برامج اذاعية كما كانت تعمل في دبلجة برامج الرسوم المتحركة.
اما المراة الابرز المشاركة في الفيلم فهي السعودية هيفاء المنصور (30 عاما) التي تشارك في انتاج الفيلم.
وكانت المنصور اصدرت العام الماضي فيلما وثائقيا مثيرا للجدل بعنوان "نساء في الظل" يعلن فيه رجل دين اصلاحي انه ليس اجباريا على المراة ان تغطي وجهها، ما اثار غضب رجال الدين المتشددين.
وعرض الفيلم في 17 مهرجانا سينمائيا عالميا وجذب انتباه صاحب شركة "روتانا".
وتعرب المنصور عن تفاؤلها ازاء الخط الاصلاحي الذي ينتهجه الملك عبدالله بن عبد العزيز وتريد ان تستمر في صناعة الافلام في السعودية.
وتقول في هذا السياق "انتمي الى السعودية ولا اريد الاستفزاز وجرح المشاعر وان كنت لا اتقبل الكثير من الامور في مجتمعي. لكنني اعتقد انني قادرة على تسوية هذه الامور باسلوب يجعل المجتمع يسمعني ويفتح ابواب الحوار بيني وبينه".
الا ان المطيري (28 عاما) يرى ان شيئا لن يتغير في المجتمع السعودي ما دامت بعض الاصوات ترى في سعينا وراء الحداثة والتعبير عن النفس عن طريق فنون مثل السينما، على انه "تعلقا غير اخلاقي بالقيم الغربية".
ويقول انه كان آخر شخص تخرج من كلية المسرح بجامعة الملك سعود في الرياض عام 2000 قبل تعليق العمل فيها مؤقتا من قبل بعض الاساتذة المتشددين.
ويضيف ان مشكلة الفن في السعودية هي ان "نصفه حرام ونصفه الآخر عيب".
|