المؤتمرنت -
المأزومون!!
أثبتت التجربة أن البعض - مع الأسف - لا يجيدون سوى الكلام المقرون بالتربص لأية خطوة تقوم بها الحكومة حتى يبدأون بإثارة الزوابع والاستماتة في محاولات قلب الحقائق وتحويل كل ما هو إيجابي إلى سلبي، ويبرهن سجل هؤلاء وطوال سنوات عهد الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير أنهم الذين كرسوا كل جهودهم من أجل تشويه صورة الديمقراطية في حين كان المعول عليهم الاسهام الفاعل في تطويرها وتكريس مضامينها الحقيقية في واقع الممارسة الاجتماعية.
وفي مقابل كل ذلك فقد ظل موقف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يتخذ موقع المبادرة الدستورية والقانونية والتنفيذية بهدف إرساء قواعد التداول السلمي للسلطة، وتتجلى شواهد هذا الموقف بأنصع صوره في مبادرة الأخ الرئيس لتحديد الفترة الرئاسية بمدتين انتخابيتين وكذا حرصه على ترسيخ مبدأ المشاركة الشعبية في صنع القرار عن طريق إشراك المواطنين في السلطة المحلية وتحمل مسؤولية البناء والتنمية على مستوى محافظاتهم ومديرياتهم.. ولأن تلك الأطراف هي من اعتادت على الكلام وليس لديها غير ذلك فإنها التي وقفت على الضد من برامج الاصلاحات الشاملة والتشكيك في خطواتها وخلق العقبات ووضع العراقيل أمام تقدم مسيرتها مع أنها التي كان يفترض فيها أن تكون صاحبة المبادرة إلى مباركة تلك الاجراءات لكونها تصب في مصلحة المواطن التي تدعي هذه الأطراف الدفاع عنه.
ويصبح هذا الأمر مدعاة للاستغراب بانصراف مثل هؤلاء في اتجاه الصراخ والعويل وترديد الافتراءات والاتهامات ضد اللجنة العليا للانتخابات.
وعلى العكس مما يريدون ويهدفون فإن ما يعملون على إثارته من زوابع ويجهدون أنفسهم لتأزيم الأوضاع إنما هو الذي يظهر حالة الأزمة التي يعانون منها وتفقدهم صوابهم.
ولا شك في أن المأزوم هو من يفتقر إلى الرؤية ولا يمتلك طرحاً محدد المعالم موضوعي التوجهات متوافر على الآليات التي تدل على عمليته وجديته، ينتقدون الحكومة التي تقوم بتنفيذ برنامجها الإنمائي في ما يلتزمون الصمت تجاه الآخرين الذين يمارسون العمل الحزبي بصيغة إلتفافية على الديمقراطية عن طريق عدم اكتراثهم بالأداء البرامجي، يتناسون بل يتعمدون إخفاء الحقيقة الوطنية التاريخية التي تشهد للأخ الرئيس علي عبدالله صالح بأنه الذي جعل من كرسي الحكم مغرماً لا مغنماً.
فقد كان قبوله بخيار تحمل مسؤولية القيادة في تلك المرحلة الصعبة والمحفوفة بالمخاطر تمثل تضحية كبيرة في سبيل الوطن وانقاذاً لمستقبله وأولئك الجاحدون لا يجهلون من أن المتاح حينها كان كرسي الموت، وليس كرسي الحكم.
وبغض النظر عما جبل عليه هؤلاء من نكران فسيشهد التاريخ وكل المنصفين بأن هذا الزعيم الوطني هو من جعل التنمية قضية التزامه وصدارة أولوياته في إدارة شؤون السلطة والحكم وهو المبدأ الذي لم يقتصر أثره ونتيجته عند حدود أعوام تنفيذ الخطط الخمسية للتنمية الشاملة وإنما هو الذي امتد ليطرح ثماره التاريخية مع إعادة تحقيق الوحدة وإقامة نظامها الديمقراطي وهو النتاج الفعلي للفكر التنموي لقيادة الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي ضوئه يتضح تماماً أن الذين لا يجيدون سوى لغة الكلام والهدم هم من يعيشون أزمة في الفكر والمفهوم والضمير أيضاً
*كلمة الثورة