احمد الربعي/ نقلاً عن الشرق الاوسط - من أنشاص إلى الخرطوم قرأت فحزنت وليتنا جميعا نقرأ فنحزن. قرأت ما حدث في أول قمة عربية في انشاص 1946. فعندما أدرك الملك الراحل فاروق، خطر المخطط الصهيوني دعا إلى أول قمة في تاريخ العرب.
كانت الدول المستقلة قليلة، وكانت قمة ضمت زعماء تلك الدول، حضرها الملك عبد الله عن الأردن، وشكري القوتلي عن سوريا، والشيخ بشاره الخوري عن لبنان، والأمير سعود بن عبد العزيز عن السعودية، والأمير عبد الله بن الإمام يحيى بن حميد الدين ملك اليمن.
يتحدث المؤرخون بأن الملك فاروق طلب من مستشاريه طريقة لإثارة الروح القومية لدى ضيوفه، فأشاروا عليه أن يفاجئ ضيوفه بأغنية قومية غنتها السيدة أم كلثوم من كلمات حافظ ابراهيم، وطلب القصر من زكريا أحمد تلحينها.
بنـى العرب هـذا القصر كعبتكم وليـس فيـه من الحجاج مغترب
هذي يدي عن بني مصر تصافحكم فصافحوها تصـافح نفسها العرب
قامت الإذاعة المصرية بإذاعة هذه الأغنية في وقت استراحة الغذاء للقادة الذين حضروا القمة.
قرأت ردود الفعل الدولية على تلك القمة فحزنت. قرأت التحرك السعودي مع وزراء خارجية فرنسا وأمريكا. ورسالة وزير خارجية أمريكا للعرب بعد القمة لتخفيف فزعهم.
ستون سنة تفصل تلك المناسبة عن قمة الخرطوم اليوم، والمؤسف إن مقارنة بسيطة بين ما كنا وما أصبحنا عليه في العلاقات العربية، تشعر الإنسان بالإحباط والعجز والضعف.
عدت وقرأت وحزنت وليتنا جميعاً نقرأ فنحزن. قرأت كلمات افتتاح أول اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية 1945 الكلمات التي ألقاها ممثلو الدول العربية النقراشي باشا عن مصر، رئيس مجلس النواب السوري سعد الله الجابري، كلمة وزير خارجية الأردن توفيق أبو الهدى، كلمة حمدي الباجة جي عن العراق .
تقرأ تلك الكلمات فتجدها أكثر صدقا وحماسا، بل وأكثر عقلانية في فهم العالم مما نتحدث عنه الآن. ولو أن جزءا بسيطا مما قالوه قبل ستين سنة تحول إلى حقيقة والى آليات، لكنا اليوم في وضع آخر!
هل نحن أمة تسير إلى الوراء..؟!
سؤال محرج
|