اسلام اون لاين - بوش لا يريد الجعفري رئيسا لحكومة العراق كشف مسئول بارز في الائتلاف العراقي الموحد الحاكم أن الرئيس الأمريكي جورج بوش "لا يريد" تولي رئيس الوزراء المؤقت إبراهيم الجعفري رئاسة الحكومة الجديدة، وأنه وجّه دعوة إلى الائتلاف طلب منه ترشيح شخص آخر لهذا المنصب.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز" للأنباء الثلاثاء 28-3-2006 قال رضا جواد تقي مساعد عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي بأن السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاد "حمل رسالة من بوش إلى الزعيم الشيعي بوصفه زعيم الائتلاف الحاكم الذي رشح الجعفري لرئاسة الحكومة الجديدة".
وأفاد تقي بأن "بوش قال إنه لا يتمنى ولا يريد أن يكون الجعفري رئيسًا للوزراء، ودعا إلى ترشيح شخص آخر بدلاً منه".
وكان عبد العزيز الحكيم قد انتقد مؤخرًا ما أسماه "تدخلاً من جانب الولايات المتحدة" في الشأن العراقي الداخلي، وبخاصة دور خليل زاد في العراق، حيث يعتبره الساسة العراقيون لاعبًا أساسيًّا في المفاوضات.
ومن جهتها نفت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في العراق علمها بمثل هذه الرسالة، وقالت: إن التدخل في عملية تشكيل الحكومة لا يدخل ضمن سياسة الإدارة الأمريكية. وأضافت "هذا قرار عراقي".
ضد سياسة أمريكا
وكان الكاتب والمحلل السياسي العراقي الدكتور سعد الحديثي قد قال في تصريحات سابقة لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن نتائج الانتخابات الأخيرة التي حصد فيها الائتلاف الشيعي أقل من نصف مقاعد البرلمان لم تتماشَ مع سياسات الإدارة الأمريكية".
وأردف: "لهذا سعت (واشنطن) للحدّ من سيطرة هذه القائمة وشخصياتها على الساحة السياسية من خلال فضح بعض انتهاكاتها التي لم تكن تخفى عليها سابقًا، ومن ثَم كشفت عن فرق الموت وغرف الموت بسجون وزارة الداخلية في نوفمبر 2005".
ويتزعم الحكيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وهو الشريك الأكبر ضمن الائتلاف المكون من أحزاب شيعية من بينها حزب الدعوة الذي يقوده الجعفري.
وبعد فوز الائتلاف في الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر الماضي، حصل الجعفري على ترشيح الائتلاف لتولي رئاسة الحكومة الجديدة بعد عملية تصويت داخلية متفوقًا على مرشح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عادل عبد المهدي بفارق صوت واحد.
ويُصِرّ مسئولو المجلس على دعم الجعفري، غير أن معارضة العرب السنة والأكراد لترشيحه تسببت في أزمة في المحادثات الخاصة بتشكيل الحكومة بعد مرور 3 أشهر على الانتخابات.
ويقول مراقبون: إن هناك مؤشرات على أن خصوم الجعفري من الشيعة مستعدون لإسقاطه سعيًا لكسر الجمود في الحالة السياسية، بحسب "رويترز".
ويرى الرافضون للجعفري من أعضاء الائتلاف أنه فشل في معركته ضد المسلحين. كما يتهم العرب السنة وزارة الداخلية التي يقودها الوزير الشيعي بيان جبر صولاغ بالتصريح بتشكيل فرق إعدام تستهدف السنة أساسًا، وهو ما تنفيه الحكومة.
كما شهدت العلاقات بين الرئيس العراقي جلال الطالباني (كردي) والجعفري تصاعدًا في الخلافات بعد أن اتهم الأول رئيس الوزراء العراقي في وقت سابق بخرق بنود اتفاق مع التحالف الكردي وبالهيمنة على السلطة، وأن حكومته أصبحت طائفية أكثر منها عراقية
|