المؤتمرنت -
الجدية العربية !!
لامس الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في مقترحاته التي طرحها على قمة الخرطوم الجوانب الحقيقية التي من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك وإنهاء القطيعة بين قرارات القمم وواقع التطبيق ، حيث جاءت دعوته إلى إيجاد آليات لمتابعة تنفيذ قرارات القمم لتؤكد على أن الخلل يكمن في عدم التفاعل مع القضايا التي يتم اتخاذ القرارات بشأنها.. والأخ الرئيس بذلك يعيد إلى واجهة الانتباه أن الأزمة القائمة إنما هي التي تعود إلى التعاطي مع القضايا خارج إطار المفهوم الإيجابي الذي تترابط وتتكامل في داخله القضايا العربية ولعل ذلك هو ما يؤدي إلى تغليب القطري على ما هو قومي وقصر المساعي والاهتمامات على المسألة القطرية الأمر الذي يحول في نفس الوقت دون منح العناية المطلوبة للتحولات الدولية ومن ذلك قيام التكتلات الاقتصادية والسياسية وما يتولد عن هذه الصيغ المتحالفة من متغيرات وتحولات لاشك وأن الكثير من انعكاساتها قد أثر بشكل سلبي على الموقف العربي وحضوره على الساحة الدولية.
- ولغياب المفهوم التكاملي في الرؤية علاقة تأثير متبادل إن لم يكن ارتباط كامل بين مختلف الأحداث والتطورات على الامتداد الجغرافي للكرة الأرضية بمداها الداخلي وأبعادها الخارجية..
- وبصورة مقربة للأمر ترينا ألا أحد من المجتمعات والدول العربية ببعيد عن التأثر بتلك التقلبات أو التداعيات ومنها ما يجري في العراق أو السودان والصومال أو في غيرها من الأقطار العربية.
- ولأن تلك هي النتيجة أو الحقيقة المجربة والمؤكدة على امتداد التاريخ السياسي فإن المسؤولية القومية هي من تقتضي من جميع دولنا وشعوبنا أن تجتهد بل تسخر كل همها وسعيها للمساعدة على نزع أي فتيل يلوح في أي قطر شقيق لها لونها بذلك إنما تعمل على حماية ذاتها ووجودها والدفاع عن مصالحها الوطنية وقضاياها المصيرية وينضم غياب عملية المتابعة لقرارات القمم إلى قوام أو صدارة الأسباب المركزية أو الرئيسية لتعثر أو تخلف الخطوات العربية عن التقدم نحو مراتب الإيجابية والتفاعل المواكب مع التحولات العالمية.
- ولذلك يظل القادة العرب أو يظل مطلوبا من هؤلاء القادة أن يجعلوا من لقاءاتهم واجتماعاتهم محطة لانجاز الأفعال وعدم التوقف عند الأقوال.
- فالواقع أن محاولات هزيمة الأمة لاتزال مستمرة وبسلاح مختلف هذه المرة يتداخل في جوانبه السياسي بالثقافي لتدور رحاه في ميادين أعمق من ساحات المواجهات العسكرية خاصة وأنه الذي يستهدف المكون الاجتماعي واللحمة القومية للشعوب العربية.
- وفي مثل هذا التطور ما يعزز من الأهمية المصيرية التي بات يحتلها قيام الاتحاد العربي بالنسبة للأمة العربية بأجمعها كما تدعو إلى ذلك بلادنا بزعامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي جدد التأكيد عليه في كلمته التي القاها في القمة العربية بالخرطوم.
- ويمكن الاقتداء على صعيد توجهات العمل المشترك والمتواصل في ما قدمته الجمهورية اليمنية من جهود من أجل إنجاح وتعزيز المصالحة الصومالية فضلا عن موقف القيادة اليمنية حيال تبني وطرح القضايا العربية والدفاع عنها في كل المحافل الدولية.
- وبلا شك فإن الخطوة العربية الإيجابية المتوقع أن تخرج بها قمة الخرطوم هي من يتوجب أن تلامس جوانب التنفيذ للقرارات المتعلقة بالأوضاع في فلسطين والعراق والسودان وغيرها باعتبار ذلك هو من سيبشر بمستقبل عربي جديد يتأطر فيه جميع أبناء هذه الأمة في اتحاد قومي يحمي وجودهم ومصالحهم وتطلعاتهم في غد أفضل تزدهر فيه الحياة في أرجاء وطننا العربي الكبير.
- وبدون الوحدة والاتحاد يصعب الحديث عن أية جدية عربية.