الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:09 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 30-مارس-2006
محمد علي سعد -
نجاح قمة الخرطوم.. والبقية على القادة العرب
نستطيع القول بثقة أن أعمال القمة العربية الثامنة عشرة والتي احتضنتها العاصمة السودانية الخرطوم قد حققت النجاح المرجو منها، وفقاً لما جاء في بيان الخرطوم والقرارات الصادرة عن القمة، والتي اختتمت أعمالها اليوم الأربعاء (29) مارس 2006م وشهدت غياب لافت لمعظم الزعماء العرب عن جلسة اختتام القمة التي عقدت صباح اليوم.
وبحسب المعلومات الواردة عن القمة العربية فإن إعلان الخرطوم قد تطرق إلى تأكيد مبادرة السلام العربية والإشادة بالانتخابات الديمقراطية النزيهة في فلسطين، والدعوة إلى احترام خيارات الشعب الفلسطيني، وتأييد سعى السلطة الفلسطينية للحفاظ على الوحدة الفلسطينية.
كما أكد الإعلان احترام سيادة العراق، وضرورة سرعة تشكيل حكومة عراقية، وإدانة استهداف الأماكن المقدسة فيه.
وطالب الإعلان بالتضامن مع لبنان وسيادته وحقه في المقاومة، ودعا إلى استكمال التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وأعرب عن التضامن التام مع سوريا إزاء العقوبات المفروضة عليها.
وفي الشأن السوداني دعا إعلان الخرطوم الأطراف السودانية المشاركة في محادثات السلام حول دار فور إلى مضاعفة جهودها للتوصل إلى اتفاق في الإقليم في إطار الاتحاد الأفريقي.
كما رفض الإعلان الإساءة والتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم وأدان أي مساس بالأديان داعياً الأمم المتحدة إلى سن تشريعات تُحّرِم المساس بالمقدسات الدينية.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها العرب رفض خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة "أيهود أولمرت" لرسم حدود إسرائيل من جانب واحد.
وكان من أبرز القرارات التي اتخذها العرب في قمتهم رفض القادة العرب خطة زعيم حزب كاديما الإسرائيلي" أيهود أولمرت" لرسم حدود إسرائيل من جانب واحد، وينص القرار الذي أعتمده القادة على " رفض الحلول الجزئية والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل أو تعتزم القيام بها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م بما فيها القدس".
ويعتبر أن إسرائيل تحاول من خلال هذه الإجراءات "استباق المفاوضات على قضايا الوضع النهائي ورسم الحدود لإسرائيل من جانب واحد بما يلبي أطماعها التوسعية ويجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".
كما قررت القمة العربية تخصيص مبلغ (150) مليون دولار " كمساهمة عربية في تمويل القوات الأفريقية العاملة في دار فور خلال الستة أشهر القادمة". ويؤكد القرار الذي اعتمده القادة العرب " على مواصلة الاتحاد الأفريقي جهوده وإنجاز مهمته في معالجة أزمة دار فور خاصة رعايته الوساطة السياسية ودعمه مراقبته لوقف إطلاق النار، والتأكيد على أن إرسال أي قوات أخرى إلى الإقليم يتطلب موافقة مسبقة من حكومة السودان " وينص على " مطالبة الدول العربية تقديم الدعم المالي والمادي لبعثة الاتحاد الأفريقي في دار فرو لتمكينها من الاستمرار في مهامها ومطالبة الدول العربية بتعزيز مشاركتها في قوات الاتحاد الأفريقي في إقليم دار فور.
يذكر أن حوالي سبعة آلاف جندي يشكلون قوات الاتحاد الأفريقي وينتشرون في دار فور منذ عام 2004م وهي تمول بشكلٍ كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والاتحاد الأوروبي.
ولبنانيا - أكد القادة العرب " دعم لبنان في سعيه لاستعادة مزارع شبعا" وأكدوا أن "المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه" . وينص القرار الذي اعتمدته القمة على " دعم لبنان في سعيه لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل كما يقضي قرار مجلس الأمن رقم (425) لسنة 1978م".
كما يؤكد القرار "دعم اتصالات الحكومة اللبنانية لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتحديدها وفق الإجراءات والأصول المتبعة والمقبولة لدى الأمم المتحدة مع التأكيد أن المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية.
وفي الشأن العراقي-دعاء القادة العرب إلى "سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تمهد الطريق لخروج القوات الأجنبية من أراضيه". ونص القرار الذي اعتمدته القمة على " ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وتحفظ وحدة العراق شعباً، وأرضاً، وتمهد الطريق لخروج القوات الأجنبية من أراضيه".
ويؤكد القرار " الدور العربي في أي مشاورات حول مستقبل العراق، ودعم الدور الذي تقوم به الجامعة العربية لتحقيق الوفاق الوطني العراقي، وأن تكون أي مشاورات حول العراق هي لخدمة شعبه ومصالحه الوطنية.
وكانت المملكة العربية السعودية قد اعتذرت عن استضافة القمة العربية القادمة العام المقبل التي كان من المتوقع إقامتها في الرياض.
وأعلن وزير العمل السعودي غازي القصيبي في الجلسة الختامية للقمة عن القرار، دون أن يشرح الأسباب الكامنة وراء اتخاذه.
ويقول مراسلون إن رفض السعودية لاستضافة القمة يشير إلى احتمال انقسامات داخل جامعة الدول العربية، وأنه يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الدول الأعضاء تتعامل بجدية مع القمم السنوية.
وقالت المملكة العربية السعودية إن على مصر أن تستضيف القمة المقبلة.
وقد جددت قمة الخرطوم ولاية جديدة للأمين العام للجامعة لعمرو موسى كأمين عام للجامعة للسنوات الخمسة القادمة، وقد حظي اقتراح تجديد ولاية عمرو موسى كأمين عام بالإجماع .
بقي أن نقول:
كان لبلادنا وبقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صاللح رئيس الجمهورية دوراً رئيسياً وهاماً من أجل الانعقاد الدوري للقمم العربية، وأن تقام كل عام في عاصمة عربية بحسب أحرف الهجاء، وهو أمر تحقق وبدأت القمم العربية تُنظم بعد أن مر زمن عليها، وعلى الجامعة العربية أصبح فيه أمر الدعوة لانعقاد قمة عربية أمراً يدخل في خانة المستحيل.
اليوم وبعد أن تحقق هدف انتظام عقد القمم العربية والذي كان لبلادنا في تحقيقه الدور الأهم.. نجد أن الإشكالية لم تكن منذ البدء عند الجامعة كهيئة إدارية تقود العمل العربي، لكن الخلل كان لا يزال يتمثل في أمرين أولهما مسألة الالتزام الشامل والتعاون الإيجابي الواجب أن يظهره القادة العرب إزاء الجامعة العربية والقمم التي تعقد لأنه وبسبب تزايد الغياب للقادة العرب عن حضورهم للقمم يسهمون في إضعافها. وثانيها يكمن في الضرورة القصوى لتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها في القمم العربية وذلك من قبل الأنظمة العربية الواجب عليها تنفيذ قرارات القمة والوفاء بالتزاماتها تجاه ما تم الاتفاق عليه.
وعليه فإن أمر انتظام عقد القمم العربية والذي كان في زمن معين يُعد من المستحيلات فالحمدلله أن هذا الأمر تم تحقيقه بنجاح وأصبح المستحيل ممكناً فهل نأمل بأن يتفاعل القادة العرب مع القمم العربية ومقرراتها من خلال الحضور والالتزام والتفاعل الإيجابي والإيفاء بالالتزامات والتعهدات التي تم اتخاذها في تلك القمم.
نأمل أن لا نرى زمناً يكون فيه القادة العرب هم من أجهضوا العمل العربي وواد أحلام شعوبهم بالتضامن والعمل العربي المشترك.
والخلاصة: نجحت قمة الخرطوم في الانعقاد والقرارات الصادرة عنها. فهل ينجح القادة العرب في تحويل قرارات قمة الخرطوم إلى أفعال ؟.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر