الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:50 ص
ابحث ابحث عن:
ثقافة
الخميس, 30-مارس-2006
المؤتمر نت - الاديب عبد الباري طاهر المؤتمرنت - عبدالله السالمي -
عبد الباري طاهر: التجديد الديني بدأ في اليمن.. والفكر اختزل في الأدب
أتيت الأستاذ عبدالباري طاهر ومن حولي شكوك تصور لي المشهد الثقافي اليمني خالياً من الفكر والمفكرين، إلا من حضور باهت كضوء في نهاية النفق.. اخترته لأثير معه قضية بهذا الحجم يدفعني الإحساس بأنني سأجد عنده اليقين الذي لا يرد للآخر تشكيكه ويثبت له بطلانه فحسب، وإنما يعيد للذات ثقتها بقدراتها الإبداعية ومقوماتها الفكرية وموروثها الحضاري.
وبقدر ما أبان حديثه عن إسهام فكري رائع لأعلام يمنيين بارزين فإنه لم يخف قلقه الواضح من حالة الفوضى الثقافية كسمة طاغية على فصول المشهد الراهن لا تجعل الفكر في سلم أولوياتها ولا يكاد يحظى لديها بشيء من الإجلال.
عبدالباري طار" الذي يعتبر نفسه صحفياً وكاتباً أدبياً، أكثر من أي شيء آخر حين تقرأ له أو تسمع إليه تدهشك ثقافته العميقة وفكره المستنير فلا تملك إلا أن تقف إكباراً لتواضعه الجم الذي يتجلى في إصراره على وصف نفسه بأقل من مستواه الفكري والثقافي وهو المثقف والمفكر والفيلسوف.
• لنبدأ من مقولة الدكتور علي حرب التي زعم فيها أنه لا يوجد مفكر في اليمن له مشروع فكري كالأنصاري والجباري وأركون.. ما رأيك؟
- هذا حكم جائر إلا إذا قصد الدكتور علي حرب الالتزام لمدرسة فكرية معينة كالبنيوية والتفكيك مثلاً لكنك بالعكس تجد مفكرين في اتجاهات مختلفة وطاقات متنوعة، فاليمن غنية بالأدباء والمفكرين حقيقة لا يمكن نكرانها، فمجلة الحكمة في منتصف القرن الماضي ( 38 -45) كانت تقدم فكراً راقياً وعميقاً.. أيضاً إنسان مثل ا لزبيري وإن كان أديباً وشاعراً لكنه مفكر سياسي عظيم، وكذلك النعمان وعشرات من المفكرين كأحمد المطاع والموشكي، والعزب والحورش والبراق وأحمد الوريث.. القول إنه لا يوجد مفكر في اليمن ليس بالدقيق والصحيح، فمثلاً ماذا نسمي إنساناً بقامة عبدالله عبدالرزاق باذيب إلا أنه إنسان مفكر.. قد يكون علي حرب غير مطلع أو قد يكون في حكم محاولة التفكير بلون واحد أو وجهة نظر واحدة وهذا ليس بصحيح، ففي اليمن عشرات المفكرين.
ولكن ينبغي الإشارة إلى ملاحظة مهمة في اليمن عبر التاريخ وهي أنها منطقة معزولة واليمنيون تواصلهم مع العصر ضعيف، فمن هنا المفكر أو الأديب أو الكاتب أو الصحفي في لبنان ينتشر في المنطقة كلها وفي مصر خاصة فإنه يستطيع أن يصل إلى المنطقة كلها، وإلى حد ما يصدق هذا القول في المغرب وبلاد الشام والعراق.. ولكن المفكر والأديب في اليمن مغمور لا يجد الاهتمام الكافي من الدولة والمجتمع بحيث يكون دائماً في عزلة بعيداً عن الأضواء.. وهذا ما شكا منه في زمن مضي نشوان الحميري وهو الكاتب والمفكر الكبير وغيره، فقد شكوا كثيراً أن كتاب اليمن لا يكتب لهم من الذيوع والشهرة والانتشار ما كتب لزملائهم فهذه المسألة تاريخية ولا تزال قائمة حتى اللحظة.
• لنحدد القضية.. فقد يكون الدكتور علي حرب على خطأ إذا زعم أنه لا يوجد مفكر في اليمن ولكن هل هو مجانب للحقيقة إذا اعتبر أنه لا يوجد فكر يتزعم مدرسة فكرية متكاملة؟
- مسألة المدارس لا أستطيع القول: إن علي حرب نفسه مدرسة ولا الجابري والانصاري وحسن حنفي.. فهؤلاء ليسوا مدارس وإنما مشارب واتجاهات فكرية وثقافية وليست بالمدارس.. مسألة مدرسة مسألة صعبة جداً، أن يكون مفكراً ذا مدرسة كسارتر مثلاً يمثل المدرسة الوجودية لأنها مدرسة في الفلسفة حقيقة، ومثلاً جارودي فإنه يمثل مدرسة وينتمي إلى مدرسة التجديد الماركسي مسألة معروفة، وعشرات من المفكرين الأوروبيين أتوا من مدارس، وكذلك أسسوا مدارس وأوجدوا تحولات فيها، ولذلك يصدق اعتبارهم كمدارس، ولكن الدكتور علي حرب – مع أنه مفكر جيد وثقافته عميقة ويمثل تحولات تجديدية في الفكر النقدي والفلسفي – لكن لا تقول عنه مدرسة لأن المدرسة مسألة صعبة جداً.
• حتى لا يذهب بنا الحديث بعيداً عن المشكلة محلياً.. أشرت إلى أن المسألة قد تكون نوعاً من القصور الإعلامي لم نستطع معه أن نوصل فكرنا وثقافتنا إقليمياً وعربياً وعالمياً؟
- نعم شيء من هذا.
• ولكن هل الذين أشرت إليهم كمفكرين يمنيين لهم اهتمامات تتجاوز القضايا المحلية لسواها أم أنهم أنفسهم لا يتجاوزن الخصوصية المحلية فكرياًَ وثقافيا؟
- أنا لما أر مثلاً كاتباً في قامة الزبيري أو النعمان أرى أنه متواصل مع التجديد في المنطقة العربية والإسلامية كلها، فقد تبنى الثورة في باكستان ودعمها أيضاً ودعم الثورة القومية وتبنى قضاياها، هو ليس فقط مهتماً بالقضايا العربية والإسلامية ونفس الطريقة مع من أشرنا أليهم، مثلاً أنت لَّما ترى العزب في النقد، ترى أنه يقدم نقد آخر ما وصلت إليه تيارات النقد الأدبي في الوطن العربي، ويمتلك منهجاً ورؤية اجتماعية للنقد الأدبي، فرؤيته للنقد واضحة جداً إنها تتناول النقد في المنطقة كلها، وليس في اليمن فقط، فالمشكلة بالنسبة لليمنيين أنه يغلب هذا الطابع من النموذج لدى البشر أنفسهم، أنه يغلب عليهم التواضع والميل للعزلة وعدم حب الظهور والانتشار وهذا يؤثر كثيراً على أعمالهم، أيضاً اليمن دائماً كانت بعيدة عن مركز التأثير كبلاد الشام ومصر، فاليمن ظلت معزولة ولذلك لم يوجد فيها مركز إعلامي يؤثر إلى ذلك المستوى، نرى مثلاً الحضارم ، فالعشرات منهم كابن عبيد الله مثلاً وبامطرف وابن شهاب وسواهم، هؤلاء عاشوا في أندونيسيا في المهاجر الحضرمية. وتركوا آثاراً عميقة جداً.. ولكنهم أنفسهم كأشخاص – مع أنهم قد توفرت لهم ظروف الشهرة والمكانة – ظلوا أميل إلى العزلة، فابن شهاب مثلاً لا يقل مكانة عن حافظ أو شوقي أو صبري ومع ذلك ظل أيضاً هو الآخر مغموراً مع أنه مفكر ومثقف وأديب وشاعر من أهم شعراء القرن الماضي.
• لنأخذ المفكر من ناحية التخصص الدقيق.. تجديد الخطاب الديني مثلاً.. أو التنظير لعلم الاجتماع فهل هناك من برزوا في مثل هذه الجوانب وقدموا فكراً عميقاً بهذا الخصوص يوازي الفكر في بلدان عربية وإسلامية أخرى.. والحديث عن عصرنا الراهن في الأساس؟
- أنت لو تابعت التجديد لدى جمال الدين الأفغاني أو محمد عبده ورشيد رضا لرأيت أن التجديد الديني بدأ في اليمن، بدأ عند أبن الوزير ويحيى بن حمزة، والشوكاني، والجلال، والمقبلي، وواضح جداً أن التفكير والتجديد الديني في فقه الزيدية سابق جداً للتجديد الذي نشأ على يد الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وعشرات من المثقفين والمفكرين الإسلاميين، ودائماً ما أرجع إلى هؤلاء المفكرين اليمنيين، أما علم الاجتماع فليس هناك إلى ألان مجتهدون أو مجددون، والأمر مرتبط بالتعليم فهذه مسائل مدرسية وتربوية وترتبط بالبحث الأكاديمي. فالجامعة المصرية، والجامعة في بلاد الشام مضى عليها عشرات العقود، ولذلك فمن الطبيعي أن يكون التجديد في هذا الجانب في اليمن مبحثاً جديداً، ومع ذلك هناك كتاب مهمون في هذا الجانب، فمثلاً الأستاذ الدكتور جعفر الظفاري لا يقل أهمية عن أي مفكر في المنطقة العربية ومع ذلك فالظفاري مغمور لأنه يعيش في بلدة معزولة كاليمن، وأيضاً الدكتور عبدالعزيز السقاف، والدكتور عبدالعزيز المقالح وعشرات من الأسماء، لكن هؤلاء لم يحظوا بالشهرة ولا بالمكانة لأنه ليست هناك في اليمن وسائل إعلام وأجهزة تبرز مستوى هؤلاء.
• على ذكر الدكتور المقالح فيبدو أنه قد نال حظه من الشهرة فأين يغلب تواجده في الحقل الثقافي؟
- ناقد أدبي، وكاتب سياسي؟
• بالنظر إلى الساحة الثقافة في اليمن حالياً نلاحظ أنها تكاد تختفي الدراسات الفلسفية والبحوث الفكرية لحساب كتابات أدبية سردية وشعرية بحيث غلب على ما قدمته دور النشر في بلادنا مؤلفات من هذا النوع لا تتجاوز صفحاتها السبعين من القطع المتوسط.. أليست أزمتنا أزمة فكر في المقام الأول.
- هذا صحيح. فللأسف الشديد لقد اختزل الفكر كله في الجانب الأدبي.. أقُصيَ الاجتماع والفلسفة، وطبعاً إقصاء هذه العلوم هو امتداد لتأثير قديم يعادي حقيقة العلم والمعرفة ويقبل بشيء من الأدب.. ثم اختزال الأدب في الشعر، وتم التركيز على الشعر فقط وتم فيه تهميش أو إضعاف الجوانب الأخرى القصة.. الرواية.. وللأسف الشديد فالذي حصل في الشعر بعد أن ضيقت الأمور إليه فقط تم اختيار الغث.. فأنت أمامك إصدارات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م نلاحظ أن (75%) بدون مبالغة من الشعر الذي كتب لأسماء لم تُعرف، ولم تُقرأ ولم ينشروا في الصحف والمجلات وغير معروفين كشعراء، وهذا نوع من العبث، وأيضاً في جوانب كثيرة جداً تم نشر الكتاب الذي إما أنه مطبوع أو مختار بعناية فائقة لأنه لا يخدم قضية حقيقية، فهذه حقيقة ملموسة، ولكنك لو نقبت، ففي عدن مثلاً هناك مجلتان، مجلة ا ليمن، ومجلة أخرى يصدرها الدكتور جعفر الظفار، وهذه تقدم أبحاثاً في الاجتماع، في الثقافة وفي الفكر وفي الأدب بمستوى رفيع جداً في هذا الجانب. أيضاً وزارة الثقافة كان لديها قبل الوحدة هناك "الثقافة الجديدة" و"اليمن الجديد"، ودمجتا في مجلة، تم أيضاً غابت هذه المجلة.. وكان هناك مجلة مهمة جداً يصدرها الأستاذ محمد الصغيري " الأكليل" وهذه المجلة الآن توقفت، ومجلة دراسات يمنية لا تزال تواصل صدورها ولكن بكمية محدودة جداً، فهذا الجانب كما تفضلت وأنا اتفق تماماً معك بأنه لم يهتم بالبحث الاجتماعي والفلسفي.. وحتى في الجامعة بدأت تضيق عليها هذه العلوم والمعارف.
• وحتى في النقد الأدبي فالأسماء اللامعة قليلة جداً بالنسبة لما يظهر في الساحة من أسماء أدبية، كتاباً وشعراء، وعلى كل فالغياب في البحوث الفكرية فلسفية ونقدية يشير إلى أن المسألة هي الميل إلى اختيار الأسهل. طالما باستطاعة الواحد أن يسود بياض العديد من الصفحات بكلام لا معنى له.. بخلاف الفكر الذي يحتاج الكثير من الجهد والتعمق والدقة.. فهل في كلامي هذا شيء من الصحة؟
- كلام صحيح.. فالجاحظ يُعرِّف الإبداع بأنه الصبر والدأب والمثابرة.. فالإبداع يحتاج إلى وقت طويل واختمار الفكرة وتتبعها والعودة إلى مراجع لاستقصاء الظاهرة في الحياة ودراستها عبر مراحل تطورها. وهذا يحتاج إلى استقرار مجتمعي ونفسي وسياسي، وأنا اتفق معك تماما. يكون أميل إلى السهولة، إنه يبتسر الفكرة ويرمي بها، هذا أسهل شيء ما تعبر عنه بالمقالة ا لأدبية، والقصيدة.. بينما البحث يحتاج إلى وقت طويل لأنه عمل ليس بالسهل يحتاج إلى مناهج.. وأدارك لهذه المناهج، والتركيز على المادة المدروسة والإحاطة بها من جميع جوانبها.. أنه يحتاج إلى وقت.. ويبدو أنه ليس لدينا الوقت فلذلك نبتسر الفكرة ونقطفها قبل أن تنضج، ولذلك تكون الأعمال - غالباً – ليست مكتملة، فهذا الشيء ملاحظ في حياتنا العامة.. ومن هذا أنت تلاحظ مثلاً الميل إلى الشعر أكثر منه ميلاً إلى الرواية لأن الرواية تحتاج إلى دراسة طويلة وتعمق، فالميل للسهولة هو آفة من الآفات،، وهناك أيضاً من الأسباب أن هذا النوع من الاستسهال يجد الترويج فحين يأتي شاب صغير في أسابيع يكتب ديواناً ويجد من ينشر له ففيه تشجيع على هذا.. وفي الاقتصاد العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة،، والمرض يعدي ولكن العافية لا تعدي.. فمكارم الأخلاق تحتاج إلى صبر وتعلم والتزام وضبط أخلاقي،، بينما الممارسات الخاطئة يمكن الإنسان أن يقع فيها بسهولة، ويكون أيضاً فيه نوع من الإغواء فلما يجد الطريق إلى النشر سيشجع على هذا الاستسهال ويغري أيضاً..
• هل يمكن أن نلحظ سبباً آخر، ما أدري هل سأكون واضحاً في الاستفسار عنه، فالكاتب أدبياً لن يعدم نصه من الدلالة في ذهنية القارئ، إن لم يفترض له دلالات متعددة.. بينما في الفكر ثمة مناهج صارمة لا تتيح التحليق في الخيال، ولذلك فقد يفشل المشتغل في الفكر إن انتهجه بطريقة الكتابة أدبياً وسيعترض عليه في أول الطريق بخلاف ما لو كان شاعراً أو قاصاً لأنه لن يعدم من يتخيل لنتاجه الأدبي دلالات ومعان عديدة. فهل يمكن أن نعد هذا سبباً؟
- الواقع أن هناك شيئاً من الاضطراب والفوضى وعدم الضبط فلو أن هناك اهتماماً بالنقد بحيث توجد لجنة متخصصة لما أمكن لنصوص من هذا النوع أن تمر، لكن المسألة كما قلت لك غياب النقد وغياب الوعي الثقافي بحضوره استسهال مثل هذه الأعمال وطباعتها هو الذي يؤدي إلى هذه الفوضى.. الآن هناك العشرات من الدواوين من النوع الذي يمكنك أن تقرأ الديوان في دقائق ولا تخرج منها بنتيجة، وهذا الديوان في جملته جملة غير مفيدة لا يقول شيئاً ولا يحمل دلالة، وإنما فيه وهم دلالة أما دلالة حقيقية فلا توجد.. ثم إن الشعر الحديث لا ينبغي أن نستسهل النظر إليه فهو أكثر صعوبة، وتعقيداً في قناعته وتركيبه وتفكيكه للنص وفي جمعة بين تيارات مختلفة لأنه في النص الجديد الآن لا بد أن يكون فيه إحاطة ومعروفة بمختلف أنواع الإبداع، وتكون فيه قدرة على الصهر لأشكال من القصة، من المسرح، من الرواية، من السينما، من الفن التشكيلي، فالعملية صعبة.. لكن الذي موجود لدينا لا علاقة له بالشعر، ولا بالكلام العادي أيضاً.
• المنابر الإعلامية التي تقدم المفكر والناقد والباحث والأديب المبدع في اليمن.. هل هي في المستوى المطلوب؟
- لا يوجد لدينا للأسف الشديد منابر إعلامية بهذا الحجم، فصحافتنا كلها ومنابرنا الإعلامية اهتمت بالجملة السياسية، والجملة السياسية الخاطفة، الجملة السياسية الآنية واللحظية، ولم نفكر في الجوانب الأخرى، فمثلاً نادراً ما تلحظ اهتماماً بمشكلات واقعية.. مسألة المياه، الأمن، الاستقرار، الزراعة، الثروات الموجودة، مسألة مستقبل البلاد. فدراستنا كلها قائمة على اللحظة، الاستجابة للحظة واللحظة الضاغطة.. ثم تعبر، ولذلك فصحافتنا ومنابر إعلامنا لا تهتم بهذا الجانب، فعندما تشاهد الصحافة نجد معظمها ليس لديها ملحق ثقافي وأدبي، غير ملحق الثورة، والثقافية في تعز التي نلاحظ أنها ضعفت إلى حد كبير.
نقلاً عن صحيفة (22) مايو




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر