الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:36 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الجمعة, 31-مارس-2006
المؤتمر نت - . كتب/يحي على نوري -
إشراقات الدور اليمني في الصومال
من النادر أن نجد دور دبلوماسي إقليمي قادر على التدخل الإيجابي في مشكلات الإقليم دون أن تكون لهذا الدور أية أجندة أو مصالح خاصة به يحاول الاستغلال لهذه الصراعات باتجاه تحقيقها، وبغض النظر عن الآثار والتداعيات الخطيرة التي قد يحدثها مثل هذا التدخل. وتلك مسألة يدركها المتابعين والمهتمين للعديد من الصراعات الإقليمية سواءً كانت هذه الصراعات على مستوى عدة دول أو على مستوى دولة واحدة تعاني من الصراعات والتشرذم حيث يعزي هذا المهتمين والنقاد تعاظم هذه الصراعات للتدخلات السافرة لدول هذا الإقليم والتي طالما تؤدي من وجه نظرهم إلى توسيع دائرة الصراع في دولة ما وأضافت إليها مشكلات جديدة وعويصة تجعل من إيجاد الحلول الناجحة لها بعيده المنال.
وما نريده من خلال هذا المدخل إلى موضوعنا هذا هو أن الدبلوماسية اليمنية إزاء الصراع المحتدم في الصومال منذ سنوات قد أستطاعت أن تحقق الأسلوب النادر الذي أشرنا له في مستهل موضوعنا هذا وأن تقدم من خلال تعاملها مع الشأن الصومالي إلى النموذج المثالي للتعامل المسؤول مع القضية الصومالية في إطار من الإدراك الكامل لأهمية تعزيز عرى الأمن والإستقرار في هذا القطر العربي والعمل الصادق مع كافة القوى والفعاليات الصومالية باتجاه الحل الذي يرضي كافة هذه الأطراف وبما يساعد على إيجاد أرضية قوية وصلبة لإنطلاقةأكثر رحابة للأشقاء الصوماليين نحو المزيد من الحوار المسؤول القادر على إخراجهم جميعاً من نفق الصراع والتطاحن.
ولكون التعاون اليمني مع المسألة الصومالية قد إنطلق من هذه الأسس فإنه ليس من الغريب أن نجد هذا الدور قد حضي بإهتمام كبير من قبل العديد من القيادات الصومالية والشخصيات السياسية العربية والأجنبية وكذا من قبل المهتمين والنقاد السياسيين بالشأن الصومالي والذين حرصو كل الحرص على التعبير الصادق عن عظمة الدور اليمني في الصومال وقدرته على إحداث حراك فاعل لدى مختلف الفصائل الصومالية بإتجاه تعزيز الحوار فيما بينها، وتمكينها من الإتفاق حول العديد من الموضوعات العالقة على صعيد الجهود اليمنية الراهنة نحو بناء الدولة الصومالية الحديثة المعبرة بمؤسساتها الدستورية عن أمال وتطلعات كافة الفصائل الصومالية في بلوغ غداً يستند للأمن والسلام الإجتماعيين كضمانة حقيقية لبناء الصومال الجديد القائم على التنوع السياسي والمستند لأسس وقواعد دستورية تمثل خلاصاً وحيداً لهم من ويلات الصراع والتطاحن.
ولا ريب أن وقفة هنا أمام ما يقوله ويحلله ويعرض له المحللون السياسيون في العالم العربي وخارجه عن الدور اليمني في الصومال من شأنه أن يجعلنا نقف أمام العديد من الإشراقات التي تعكس عظمة الدور الإيجابي اليمني في الصومال.
حيث نجد هؤلاء المهتمين يرجعون أسباب نجاح الدور اليمني في الصومال إلى عددٍ من الإشراقات التي تمثل دروساً حقيقة في المسئولية الوطنية والقومية للدبلوماسية اليمنية وعلى مستوى كافة القضايا التي تتعامل معها اليوم.
ويرى هؤلاء المهتمون أن من ابرز هذه الإشراقات للدور اليمني تتمثل في ان الدبلوماسية اليمنية قد حرصت وبفضل التوجهات الحكيمة لقائد المسيرة اليمنية فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهوريةـ إلى كونها قد أتخذت موقف الحياد والنظر بكل أطراف الصراع الصومالي من منظور واحد دون أي تمييز لأي طرفٍ ما مهما كانت قوته وفعاليته على مستوى الساحة الصومالية، كذلك هناك إشراقة أخرى يشار إليها بالبنان من قبل السياسيين والنقاد تتمثل في أن رؤية الدبلوماسية اليمنية لكيفية الخروج من نفق الصراع الصومالي هي أنها تؤمن كل الإيمان ان هذا الخروج يجب أن يتم من خلال المشاركة الفاعلة لكافة أطراف الصراع في الصومال بإعتبارها الأكثر دراية وفهماً عن غيرها بمتطلبات الواقع الصومالي .
وهذا يعني أن الدبلوماسية اليمنية كانت ولا زالت متمسكة بمبدأ العلاج للقضية الصومالية من خلال هذه المشاركة الصومالية وهو أمر يُعبر عنه فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية عند كل مناسبة تسنح له الحديث عن الشعب الصومالي أو عند إلتقائه بالعديد من القيادات الصومالية والتي تجد في صنعاء مكاناً أمناً لشرح وإستعراض موقفها إزاء مجمل قضايا الصومال، كذلك تعبر عنها دعوات الأخ الرئيس الصريحة الواضحة لكافة القيادات الصومالية إلى الحوار المسئوول للوصول من خلاله إلى العلاج الناجع المعبر عن إرادة الشعب الصومالي بإعتباره صاحب المصلحة الحقيقة الأولى في بلوغ صومال ديمقراطي موحد يرتكز في توجهاته في إطار من الظمانات الحقيقية وفي تناغم من التناغم المقتدر مع كافة المعطيات والتحولات الراهنة والمتسارعة .
واشراقة أخرى من إشراقات الدبلوماسية اليمنية تتمثل في كونها قد حرصت وبمجرد أن تمكنت من تحقيق خطوات مهمة ومتقدمة على صعيد رأب الصدع في الصومال على العمل على تقوية وتفعيل أدى دولته الجديدة ومحاولة إدماج حراكها هذا مع الحراك السياسي والاقتصادي والإجتماعي على صعيد دول المنطقة وهذا ما عبرت عنه بوضوح عملية إنضمام الصومال بجهود يمنية إلى مجموعة دول تجمع صنعاء والذي شهدت قمته الأخيرة في العاصمة الإقتصادية والتجارية عدن العديد من إتفاقات التعاون الإقتصادي والتجاري وهي إتفاقات يرى المحللين والمهتمين بالشأن السياسي العربي والصومالي بخاصة أنها ستعمل على تعزيز أداء الدولة الصومالية الجديدة وجعلها أكثر قدرة على مواكبة التطورات المحلية والإقليمية والدولية كما أعتبرو المحللون هذا الإنظمام بمثابة خطوه مهمة ستتيح للدولة الصومالية المزيد من التعاون والتنسيق مع كافة دول الجوار وخاصة على صعيد مختلف الموضوعات المرتبطة بالشأن الصومالي وتأمين عملية الانتقال للدولة الصومالية الجديدة إلى مناخات أكثر رحابة من الأداء القادر على الحفاظ على الهوية والشخصية الصومالية ووضع حداً لكافةمظاهر التوتر التي دفع الصوماليون الكثير من إمكانياتهم بسببها .
وإشراقة أخرى لدبلوماسيتنا اليمنية تتمثل أيضاً وبحسب ما يؤكده العديد من المهتمين والمختصين بالشأن السياسي فيما أخذته الدبلوماسية اليمنية على عاتقها مسؤليه القيام به في مختلف المحافل الإقليمية والعربية والدولية والتي كان أخرها مؤتمر القمة العربية المنعقدة في العاصمة السودانية الخرطوم حيث لا زال الدور اليمني يواصل بإهتمام بالغ خدمة الشعب الصومالي من خلال التعبير عن القضية الصومالية عبر مختلف القنوات والدعوة الصريحة لمختلف الدول إلى ضرورة تعزيز قنوات الإتصال والتواصل مع القيادة الصومالية بالصورة التي تكفل إيجاد دور فاعل للمجتمع الدولي في دعم الأشقاء وتمكينهم من تجاوز مختلف الصعوبات والعراقيل التي تعترض مسيرة جهودهم الهادفة لإنتقال بالصومال إلى غدٍ أكثر إشراقاً .
تلك هي أبرز ما أمكننا أن نجمعه من إشراقات للدبلوماسية اليمنية أزاء الأشقاء في الصومال وهي إشراقات تضاف إلى رصيد قيادتنا السياسية وعلى رأسها فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والحافل بالإنجازات والمبادرات الحضارية مع مختلف القضايا التي تعاملت معها الدبلوماسية اليمنية بثقة وإقتدار كبيرين وبأسلوب حضاري سواءً كانت هذه القضايا متصلة بالشان المحلي أو متصلة بشان دول الجوار وجميعها مثلت إنجازات حضيت جميعها بإحترام وتقدير المجتمع الدولي الذي بات اليوم أكثر إستيعاباً وفهماً للمواقف اليمنية وأكثر حرصاً على دعمها بإعتبارها تمثل ضمانات حقيقية لتعزيز الأمن والسلام العالميين بالإضافة إلى إعتبار المجتمع الدولي لهذه الإنجازات قد مكنت القيادة السياسية اليمنية من تشكيل أرضية قوية وصلبة هيأت لليمنيين المزيد من الإنطلاق نحو أفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعززت كل ما تمثله من قيم ومثل ديمقراطية والتسامح و المشاركة الشعبية الواسعة في بناء الحاضر اليمني على اسس سليمة تتطلب معها دوماً المزيد من الوقوف المسؤول للمجتمع الدولي لتعزيز مسيرة اليمن بإعتبار دعم هذه المسيرة يُعد دعماً للأمن والسلام العالميين الذي ضربت الدبلوماسية اليمنية لإجلها أروع صور التعامل الحضاري إبتداءً من تعاملها المسؤول مع قضية جزيرة حنيش والتوصل عبر الحوار المسؤول إلى إتفاقات سلام حدودية مع الأشقاء في كلٍ من عمان والسعودية، ناهيكم عن إنجازاتها العظيمة على صعيد الديمقراطية وبناء مؤسسات الدول اليمنية الحديثة المنيعة والحامية لشعبنا من أي أنزلاق إلى متاهات الصراع والتطاعن وفي إطار من الرؤية الثاقبة لحقائق التاريخ والجغرافيا.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر