الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:57 م
ابحث ابحث عن:
ثقافة
السبت, 06-مايو-2006
المؤتمر نت - الكاتبة منى وفيق بقلم / منى وفيق -
منى وفيق تكتب لـ(المؤتمرنت): دعوا صنعاء تنتصر للشعر مجدداً في ملتقى ثالث
وانتصرت صنعاء للشعر ..استضافته مرة ثانية ، كريمةً كانت ، أهدتنا وردة شمس وشالا من الفلّ قبل أن نترك لها القصيدة...رامبو قال أنه سيتوقف عن الشعر ليبدأ الحياة ، في صنعاء أنت فعلا تتوقف عن الحياة لتبدأ الشعر..!
قبل أن أغادر إلى صنعاء لتغطية فعاليات ملتقاها الثاني للشعر الجديد لصالح موقع هداية نت ومجلة غزالة الليبية ، توجست من أن يفسد علي عملي الصحافي متعة سرقة التوت الأخضر من جيوب صنعاء .. لكنني كنت واهية جدا..صنعاء مدينة الأرواح الستة، روح للحياة وروح للألم وروح ثالثة للنزق ورابعة للحب وخامسة للدهشة وسادسة للتصوف ..والشعر كان محجّ الأرواح الستة في ملتقى صنعاء الثاني!!
بعيدا كل البعد عن التملق الذي لا أحسنه لسوء الحظ ، كنت قد أخبرت عددا من الطلاب اليمنيين في الرباط أنني أعتز كل الاعتزاز بخالد الرويشان وأعتبره من الكوادر الثقافية الناجحة في البلاد العربية.أظن جازمة أن إصرار الرجل على إقامة ملتقى للشعر الجديد هو الأول من نوعه لخطوة جديرة بالتقدير والإعجاب أيضا! أغبط خالد الرويشان كثيرا على حب المحيطين به ، هؤلاء الذين يتمنون لو يغسلون قلب الوزير الشاب من كل دمعة و يدعون الله لو يأخذ كل فرحهم إليه!
بكل أسف ثمة أشخاص اعتادوا أن يفرغوا كل جميل من محتواه لا لشيء إلا لأنه لم يناسب رهانهم الخاص على سبيل المثال ، لذا ماكنت لأتفاجأ من ردود الفعل التي هاجمت الملتقى وهاجمت المشاركين فيه ، أي نعم ماكنت لأتفاجأ ولا لأرتاح إن لم يحصل هذا ، فشنّ الهجوم على الملتقى الشعري ولو كان فارغا و جاحدا فهو صحي جدا ويؤكد نجاح هذا الملتقى بكل المقاييس!
أحد الصحافيين اليمنيين سألني عن إحساسي بالملتقى وماذا يعني لي تزامنه مع الاحتفالات بالوحدة اليمنية ، قلت له أن الملتقى هذا أتى بوحدة عربية ، بوحدة إبداعية ، بوحدة شعرية تألق فيها الشعر العمودي جنبا إلى جنب مع قصيدة النثر مع شعر التفعيلة .. أتى بوحدة إنسانية كونية أحسستها بقوة أيام الملتقى .. إذاك تساءلت عن جدوى الأدب ، الأدب الذي يحقق ماهيته ورهانه الأكبر حين يجعلك تتواصل مع كل هذه الذوات المبدعة التي حلقت فراشات ضوء لا تحترق في سماوات الشعر ..!
ملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب كان المنتصر الأكبر حقيقةَ ، كان كرنفالا شعريا ممتعا رغم كل شيء ، فهذا وذاك والآخر بتجربة شعرية جديدة تستحق فعلا الاهتمام والتنويه والتقدير ، و الأخرى تبدع نصا حقيقا يجعلك تغفل عن نقابها حيثُ المَلكة الشعرية عارية أمامك تغويك وتجعلك مأخوذا بها ، أما ذاك وغيره فتعجب من كونك لم تستأ كل الاستياء من أخطائه اللغوية والفنية حتى أنك قد تنهر التساؤل داخلك إن كان ما يقوله شعرا أم شعيرا..
قد نسأل صنعاء أن تظل متسامحة وحانية كما هي ، لكننا نأمل شيئا من الغربلة لبعض المشاركين الذي لا يمتّون للشعر بصلة لا من قافية ولا وزن ولا صورة شعرية ولاهم يحزنون!! أثق أن الغربلة ولا شك ستقي مدير الجلسة والشاعر تآنيا كثيرا من الحرج، فلا مدير الجلسة سيشتغل شرطي مرور اتجاه القصيدة القادمة ولا الشاعر سيرمق نصها الذي لم يُقرأ بحسرة.. !!!!
ملتقى صنعاء للشعراء الشباب تجربة تستحق كل الاحتفاء فهي بادرة متفردة وناجحة ،أتمنى أن تحذو كل وزارات الثقافة العربية حذو مثيلتها اليمنية ..علّنا ننتصر للشعر أكثر ، للإبداع أكثر ، للمثقف أكثر ، للإنسان أكثر!!!!
في ملتقى صنعاء لم تكن لتكترث أيهم كان الأكثر أهمية ، الضيوف أم المشاركون ، فالكبير كبير بإبداعه و إنسانيته أولا وأخيرا!
هنا أتذكر قيمة يمنية كبرى لا يكتمل مهرجان صنعاء دونها !! طبعا هو الكبير نصا وشخصا عبد العزيز المقالح ، هذا الأب الروحي للملتقى وراعيه الأجمل بفكره وإنسانيته وتواضعه ومحبته ،هذا الإنسان الذي كان هناك ليؤكد على أن الكبار كبار لا بوصايتهم بل بمقدرتهم على الاستيعاب والاحتواء !!
أنّى لنا أن ننسى لحظات تكريم كمال أبو ديب الذي ظل وفيا لسيجارته حتى وهو فوق منصة التكريم..أنّى لنا أن ننسى لحظات الفرح والشعر والحزن والحنق التي تقاسمناها .. أنّى لكم أن تنسوا لحظات الرحلة إلى المحويت .. أنّى لهم أن ينسوا احتفاء المقالح و مداخلات حلمي سالم و صلاح فضل ومحمد عبد المطلب و إلقاء ميسون صقر ومشبوهي صالح قادربوه ..أنّى لي أن أنساك يا صنعاء وأنسى أمسيتي القصصية في بهو فندق "حدة رماد".أنّى لكم ولهم ولي كل ذلك؟!
مدينة وممتنة أنا لملتقى صنعاء الثاني بالكثير فلولاه ماكنت لألتقي برفاق الكلمة ،بأصدقاء شاركتهم على مدى السنتين و أكثر الكثير من الهموم الإبداعية و الحياتية ، الكثير من الفرح و العدم ، الكثير من ذواتهم!!
صنعاء أم عربية لا يعنيها وصول قصائد أبناءها / شعراءها سن الرشد ، لذا اطمئني تماما ، هي ستتابعهم عن كثب و إن انتهى الملتقى ... كذا همست قارئة ورق إلكترونية على النت...
هل أكون حالمة إذا تمنيت أن يشمل الملتقى القادم أو الذي يليه كل المدن اليمنية لا صنعاء وحدها فيكون احتفالا يمنيا كبيرا؟؟ هل أكون حالمة إذا منيت النفس أن تتحفنا صنعاء بملتقى للشعراء الشباب في كل العالم..دعونا نحلم .. دعوا صنعاء تنتصر مجددا للشعر في ملتقىً ثالث!
صنعاء ، لك يا مدينة الفل و البياض الأخضر أهدي نص لوركا " حقيقة الأمر" :
ما أعظمه من جهد
أن أهواك كما أهواك

بسبب هواك
تعذبني الأنسام وقلبي
تؤلمني قبعتي

من مني يبتاع وشاحي هذا
وحزني ذاك وقد صيغ من الكتان الأبيض
كيما يجعله مناديل

ما أعظمه من جهد
أن أهواك كما أهواك




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر