المؤتمرنت -
تلفزيون في جيبك .. عام 2009
يتوسع سوق الاجهزة المحمولة والجوالة التي تعرض الشرائط المصورة وبرامج التلفزيون، ولكن يبدو ان وضع جهاز تلفزيون في كل جيب لن يحدث بين ليلة وضحاها، بعد ان قامت هيئة من الخبراء الصناعيين بتفحص التعقيدات التي ترافق مثل هذا الامر في ندوة «آي هوليوود» خلال المؤتمر الوطني لـ«جمعية المذيعين (NAB) الاميركيين 2006» منتصف الشهر الماضي في لاس فيغاس.
وقد تراوحت القضايا والتعقيدات بين حجم المحتوى ونوعية الصوت والصورة بالنسبة الى الافلام ذات الطول الكامل وإدارة الحقوق الرقمية DRM . ولا ننسى الاختلافات بين اجهزة الهواتف التي صممت على مستويات ومقاييس متضادة ومختلفة مثل MediaFLO و DVB-H . ويحتاج الهاتف الجوال الى شرائح الكترونية تمكن الشركات التي تقدم خدماته القيام بالبث المتعدد نحوه مثل الاشارات التلفزيونية بدلا من البث من نقطة الى أخرى.
* بث هاتفي
وقد صمم المحتوى (مضمون البث) لأجهزة التلفزيون ذات الشاشات الكبيرة العالية الوضوح بشكل يختلف عن تلك المطلوبة في الهاتف الجوال. وعندما يكون الفيلم، أو لعبة الفيديو ذاتها مصممة للتلفزيون العالي الوضوح، تكون اللقطات والمشاهد عريضة خلافا لأجهزة الهاتف الجوال التي تتطلب زوايا ضيقة. لكن المشكلات لا تنحصر بالحجم واللقطات كما يقول بوب زيتر نائب الرئيس التنفيذي وكبير المسؤولين التقنيين في شركة «إتش بي أو» HBO الذي مضى يقول «إن البرامج الخاصة بشركته «إتش بي أو» تظهر مجالا واسعا من الصور المظلمة والبراقة التي لا تترجم جيدا بالنسبة الى البيئة الجوالة المتنقلة التي هي من طبيعة الهاتف الجوال. لذا فقد أجرينا تجربة عن طريق عرض فيلم «ديد وود» على هاتف جوال. ولم يظهر شيء من المنظر الذي يتحلق فيه الجميع حول نار المخيم سوى بعض الومضات الضوئية».
ويشكل الصوت تحديا آخر أيضا، إذ يعتقد البعض أن الصوت، لا الفيديو، من شأنه أن يعزز مضمون ومحتوى الهاتف الجوال، «فالفيديوات (العروض المصورة) الموسيقية ستعمل هنا، نظرا الى أن الموسيقى هي أمر ثانوي، والصوت هو الامر الجوهري»، كما نقل موقع «تك ويب» الالكتروني عن سول بيرمان الشريك في «غلوبال أند أميركا بيزنيس ستراتيجي»، وهي شركة استشارية للتجارة في الانترنت مع «تيك ويب» التابعة لشركة «آي بي إم». ومن الامور التي سيمكن تنفيذها بنجاح، اللقطات الرياضية المهمة والبارزة، وليست المباريات ذاتها.
وتقوم شركة «إتش بي أو» بتشغيل مجموعة واسعة ديناميكية من الاصوات التي لا تعمل جيدا على الهاتف الجوال، أي انها لا تقدم الى المستمع بشكل جيد. وقد يكون الحل في إعادة تصميم الهاتف الجوال. وأدى النقاش الدائر حول ذلك الى قيام زيتر الى الالتفات الى بوب شالو من شركة «نوكيا» للهواتف الجوالة، الذي كان جالسا قربه في ندوة لاس فيغاس ليقدم له النصيحة التالية: «ليس من المناسب ابدا أن يأتي الفيديو من مقدمة الجهاز والصوت من مؤخرته»، فضحك بوب شالو وأجاب «سنقوم بإصلاح ذلك قبل نهاية هذا المؤتمر».
* هاتف تلفزيوني
وسيجري شحن الهاتف الجوال «نوكيا إن 92» الجهاز الاول المتكامل بتقنية «دي في بي ـ إتش» من سلسلة أجهزة «إن» N المصممة لمراقبة البرامج التلفزيونية المذاعة الى الاسواق الاميركية في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، في الوقت الذي تقوم الشركات الناقلة أو المقدمة للخدمات بإنشاء شبكات «جي 3». أما في أوروبا فقد بدأ شحنه اليها في العام الماضي.
وثمة مشكلات أخرى، وهي أن أغلبية محتوى الوسائط الاعلامية لا تتوافق جيدا وبسهولة مع منصات الهاتف الجوال. وهذا التخبط وفر فرصة لتقديم أفلام سينمائية ولقطات وأفلام كارتون ومشاهد فيديوية موسيقية من فنانين كانوا قد منعوا من عرض إنتاجهم في الصالات الكبرى والمحطات التلفزيونية وغيرها. ويعتقد أليان فيرناندو ـ سانتانا كبير موظفي التسويق في «إنفيفيو إنك» أن البث التلفزيوني وغيره على الهواتف الجوالة سينتج نموذجا جديدا من الاعمال التجارية ووسيلة أخرى لجني العائدات بالنسبة الى منتجي الافلام المستقلين ومؤلفي المحتوى ومقدمي خدمات الانترنت.
ويتعامل جمهور التقنيات العالية بشكل جيد معها، ويكونون أكثر تساهلا لدى التعامل مع البيئات الجوالة التي تعني عادة انقطاع المكالمات، والأعطال الفنية المبدئية، كما يقول فيرناندو ـ سانتانا. ويبدو أن الاحتمالات عالية جدا بالنسبة الى الخدمة الجديدة هذه، فإذا سارت الامور على ما يرام، فان نحو 15 مليون زبون اميركي سيشاهد البرامج التلفزيونية على هواتفهم الجوالة في حلول العام 2009 انطلاقا من العام الحالي، حسب تقديرات مؤسسة «ئي ماركتر إنك». وتتوقع مؤسسة الابحاث هذه قيام 100 مليون مستخدم في العالم بالحصول على خدمات الفيديو المذاعة، سواء المدفوع ثمنها، أو التي ترعاها شركات أخرى في نهاية العام 2009.
ويعتقد روبرت شان المدير في شركة «فيريزون وايرليس» أن الزبائن باتوا جاهزين للخدمة الجديدة، فقد دفعت شركته بشريط طوله 20 دقيقة الى المشتركين على سبيل التجربة التي أظهرت أيضا أن المستهلكين مستعدون لمشاهدة أفلام سينمائية بطول ساعة على هواتفهم الجوالة سواء كانوا في المطارات ينتظرون إقلاع طائراتهم، أو جالسين في الحافلات أثناء تنقلهم من مكان الى آخر. ويوافق على ذلك مارك ثايم مهندس عمليات وسائط الاعلام في المؤسسة القانونية العالمية «وينستون أند سترون» الذي قال إنه قد لا يراقب فيلما سينمائيا كاملا، لكنه يود الحصول على آخر الاخبار الرياضية، «وذلك يعتمد على مدى ضجري». قال هذا وكان يراقب فيلما طويلا سجل بسعة 2 غيغابايت بواسطة بطاقة غرافيكس «نفيديا» ويعرض على ملف MPEG-4 على هاتفين جوالين هما «سوني اريكسون» و«موتورولا رايزور». وكلاهما لا يتوفران حاليا في الولايات المتحدة.
وفي الاسبوع الماضي قامت «باناسونيك» و«ماتسوشيتا إلكترونيك» و«أي بي إم» بإطلاق جهاز تسلية يمكن مستخدميه انزال المحتوى الفيديوي من صور وأصوات من الانترنت وتسجيله على بطاقات ذاكرة «إس دي» وتشغيلها على أجهزة مثل الهواتف الجوالة.
«الشرق الأوسط»