محمد ملكاوي - بوش الاب بوش الابن، بوش ... مما وصلنا عن الشاعر العباسي الأعمى بشار بن برد ، أنه جلس إليه رجلٌ ثقيل الدم فأطال المكوث، وحين كره ابن برد مقاله و مقامه، أدار له ظهره و ضرط عليه ضرطة، ليظن الرجل في نفسه أنها أفلتت منه، ثم أردف له بشار بأخرى، فقال: أفلتت، ثم أتمها بثالثة، فلم يتمالك الثقيل نفسه من الصمت، و لم يحابي مضيفه بمدح طنها ولا بربرها أو قرقرها ولا كركرها، بل قال يلومه منكرا عليه: يا أبا معاذ، ما هذا؟ فقال: مه، أرأيت أم سمعت؟ قال: لا، بل سمعت صوتاً قبيحاً منكرا، فقال له: مادامت هنا فلسوف ترى، و أنشد:
ربَّما يثقل الجليس وإن كان خفيفاً في كِفَّةِ الميزانِ
ولقد قلت حين وَتَّدَ في البيت ثقيل يُربي على ثهلان
كيف لا تحمل الأمانة أرض--حملت فوقها أبا سفيان
و في الأمثال نجد ضرطت فلطمت عين زوجها كناية عن حالة البؤس التي يتوارى بها المضراط فيرمي غيره بدائها، و في إنجاز الوعد بعد أخذ المواثيق نجدهم قد قالوا في هذا الباب من الضراط مثلا:" الأخذ شريط والقضاء ضريط".
هذا عند كبار أدباء الأمس، مذكورة و مدونة في كتب الأغاني، و الأمثال و قطب السرور، و ذم الثقلاء، و غيرها من نفائس الكتب، لكن غريب الأمر أننا في زمن الكليبات العارية يذوب أدباؤنا حياء من ذكر الضرطة و الفسوة أو الفسية، فحين أردت التأكد من نص بيت:
شهاب الدين أضرط من أخيه و كلا الأخوين فساء.
وجدت الحياء قد أغرق أدباء اليوم، فنقطوا مكان الضراط كناية عنه تخيلوا! أليس من السخافة تنقيطها؟، أم هل من العار أن يضرط إنسان؟ ثم لو نحن نقطنا مكان كل كلمة يستشعر المتهتكون وراء حجاب الحشمة بأنها نابية ولا تليق بالذكر، فكم من الكلمات سنحذف! و لك أن تتخيل ما يحلو لك.... ثم ألا نحتاج عندها لتشفيرة بحجم قاموس!
شهاب الدين المقصود هنا و الذي يحلو الضراط له ولأخيه تحية، ليس بشهاب أو بازي، ولا حتى بقمر الدين أو هلاله، و هو ليس بقمرية ولا يمامة، بل هو السيد جيب الذي يعمل بالدفع الخلفي من والده و أخيه لتأميم الولايات المتحدة كوقف عائلي مأسور لأسرة بوش من الأب إلى الابن إلى روح الحبيب جيب، الذي يريد له القراصنة الجدد أن يقبع على بطن أمريكا حتى تضرط، فتلطم أصدقائها، فيما ليس لشعوب عضرط التي لا تحُل و لا تربُط غير الرجاء بأن يتوب الله عليهم فيريح العالم من شر آل بوش و ناديهم و زبانيتهم، ويجنبنا الخراأأ ب
|