المؤتمرنت / هشام سعيد شمسان -
د ياسين نعمان يخوض تجربة الرواية السياسية
إلى جانب انشغاله بالهم السياسي والحزبي، ينطلق الدكتور ياسين سعيد نعمان، إلى شساعة جماهيريَّة، أكثر عمقاً ورحابة، وذلك من خلال تجربة الكتابة الروائية السياسية الملتصقة بوعي الأمة وثقافتها الديمقراطية، وترتيب أولوياتها: السياسية والاجتماعية والفكريَّة؛ حيث سيطلع القارئ-خلال الأسابيع القادمة- على أول نتاج روائي للدكتور ياسين، تقوم بإصداره الهيئة العامة للكتاب.
الرواية –التي اختار لها الكاتب مسمى (أصل الحكاية)- ترتكز على جملة وقائع وشواهد تاريخية، وسياسيَّة، تتعرّض بالنقد والتحليل، إلى واقع الأمة العربيَّة، والحال الذي آلت إليه الأوطان والزعامات، في ظل واقعيات مستبدة، ومستكينة.. وتفتش الرواية عن مكامن الخلل في الأمة العربية، ابتداءً من العصور الإسلامية الأولى، مروراً بعصور متتالية من الخيبات والانكسارات، ووصولاً إلى حاضر ينفتح على كل أشكال الهزيمة: سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً.
المفارقة الرئيسية كانت في بطل الرواية "عبدالمرتجي"، والذي يجعل منه الكاتب، الشخصيَّة الوحيدة المناطة بلسان الحال، وهذه الشخصية الواسعة الإطلاع، والموسوعيَّة التاريخية، تعمل "بوَّاباً" أيْ حارساً، في إحدى العمارات، وهو ما يفتح للقارئ أكثر من مغزى:
فالبواب، هو شخصيَّة، مراقبة، للداخلين، والخارجين من السكان، وعليه تقع مسئولية التدقيق في كل حركاتهم، وسكناتهم، وفي ذلك إشارة رمزيَّة إلى التاريخ، المعني بحركة البشر، وتسجيل وقائعهم، وأحداثهم بأمانة وموضوعية.
كما جعله الكاتب رمزاً للعادي من الناس، مقابل السياسي المداهن، وفي هذا العادي تسقط مراهنات السياسي، ويصطدم به، ديمقراطياً، واجتماعياً.
من زاوية أخرى تلمح فيه إيحاءً إلى القوة العادلة:
(مع العلم أن حارس العمارة في طبيعة عمله، وفي علاقته بالسكان، لا يختلف كثيراً عن رئيس الدولة في نظام ديمقراطي) (صـ4).
الرواية تنطلق من أمكنة متعددة، قديمة، وحديثة، إلا أن المكان المتحرك الذي ينطلق منه البطل هو (مصر العربية).
وتتألف الرواية من (123) صفحة من القطع المتوسط.