المؤتمرنت -
(عكاظ)الخليج..من التعاون إلى الوحدة
حين عبّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تطلعه إلى وحدة خليجية أكبر وأقوى، فإنما كان يُعبّر عما يتطلع إليه كل مواطن من مواطني دول مجلس التعاون يُدرك متانة النسيج الاجتماعي المشترك لشعوب دول المجلس، كما يُدرك كذلك التاريخ المشترك والذي يقوم على جملة العادات والقيم التي تُوحّد بين المواطنين كافة في دول المجلس الست، على النحو الذي لا تُشكل فيه الأطر العامة للتعاون التي تمّ اعتمادها القدر الذي يتطلع إليه مواطنو هذه الدول، وسط عالم استطاعت تكتلاته الدولية أن تزيل كل الفواصل والعقبات التي تحول دون حركة المواطن فيه، وأن تُعبّر عن التعاون في صيغ كثيرة تبدأ من وحدة العملة والاجراءات الجمركية والقوانين التي تجعل من كل مواطن من مواطني هذه الدول مواطناً في أي دولة أخرى من دول الاتحاد أو التكتل.
تحدث المليك المفدى عن التحديات التي واجهها الخليج، وكيف واجه الخليجيون هذه التحديات بعزيمة رجل واحد، وكيف كان لاتحادهم الدور الأكبر في انجاح مساعيهم وقدرتهم على الوقوف في وجه التحديات.. وضرب -حفظه الله- لذلك مثلاً على ذلك بمجابهة الغزو العراقي للكويت، وهو الحدث الذي كشف عن عمق الروابط بين دول الخليج، فأكد -بالتالي- قدرة دوله على تكوين وحدة واحدة تجمع بين شعوبه وتحقق لهم ما يتطلعون إليه من تعاون وتعاضد.
إن الوحدة الخليجية هي الهدف الذي ينبغي أن تسعى إليه شعوب دول الخليج، ومن شأن هذه الوحدة التي ترتكز على قاعدة أن دول الخليج وحدة واحدة لا تتجزأ، كما قال المليك، أن تجعل الخليج أكثر قوة وقدرة على مواجهات تحديات المستقبل والتكتلات الدولية في مضمار السياسة والاقتصاد والثقافة كذلك.
ومن شأن انضمام اليمن إلى الكتلة الخليجية أن يزيدها قوة وقدرة، وأن يُحقق مزيداً من التعاون والتكامل بين مختلف دول المجلس.
وإذا كانت الوحدة التي تحدّث عنها خادم الحرمين الشريفين مطمحاً لكل مواطن خليجي، فإنها الوحدة التي تتكامل مع بقية الدول العربية والاسلامية. فهي وحدة منفتحة على اطاريها الشاملين العربي والاسلامي، فلا تتجزأ في داخلها، كما لا تنعزل عن سواها، وذلك ما يسعى إليه الخليجيون جميعاً قيادات وشعوباً.
الكاتب/ رأي عكاظ