فيصل جلول -
جلول يكتب عن الحديدة و' كليرستريم ' ومطبخ ' الشاطر' وبورجي
حسنا فعل اليمنيون باختيار الحديدة عاصمة للعيد السادس عشر لوحدتهم الوطنية فهذه المدينة تستحق كغيرها من المدن اليمنية أن تكون محطة استقطاب لأضواء كثيفة تسلط في هذه المناسبة على حدث تاريخي، غير وما زال يغير وجه اليمن كما تستحق كغيرها من المدن أن يجتمع فيها كل اليمن وضيوفه والناظرون إليه بعين الإعجاب والعطف من بلاد العرب ومن العالم بأسره.
ولعل اختيار الحديدة للاحتفال بعيد الوحدة يحمل معاني أضافية أخالها في خلفية هذا الخيار ومن أبرزها القول لمن يرغب أن ضفة البحر الحمر اليمنية تعيش استقرارا بسبب الوحدة بعد طول احتراب وان المقلب الآخر لهذا البحر يعاني مآسي وحروباً ومحاولات تشطير وقسمة بسبب الانقسام.
من الحديدة عاصمة العيد السادس عشر يمكن النظر إلى أحوال العراق التي تنتقل في ظل الاحتلال من سيء إلى أسوأ ومن تشطير إلى تشطير و منها يمكن المقارنة بين تدبير يمني فالح كان في أساس الوحدة وفي حمايتها وفي نشر الاستقرار في أرجاء بلادها وبين عدوان أجنبي غاشم حطم بلداً موحداً عريقاً متقدماً واعداً. من الحديدة يمكن التلويح بعلم الوحدة لليائسين والمستسلمين لمصير تشطيري لم يكن يوماً مفيداً لا للبشر و لا للحجر في هذا البلد العريق.
حسنا فعل اليمنيون باختيار الحديدة عاصمة لعيدهم في عالم عربي أريد له أن يكون مختبر الفوضى الهدامة يتربص في ظلها الواحد لنفسه ويستحضر في ظلها الواحد نتفا من تاريخه ليناقض به نفسه ويلطم به وجهه وليرى في هذا الوجه ألف سبب مفتعل وألف بشاعة مفتعلة وليفصم جسده عن جسده كي يرضى الغزاة ويواصلون فعل وحدتهم الهجين على جسدنا المشلع.
في حديدة العيد السادس عشر سيقول اليمنيون للمرة السادسة عشرة لمن يرغب: الوحدة هي الأصل والتشطير هو أم المصائب. أما البرهان فهو ماثل لكل ذي بصيرة على ضفتي البحر الأحمر.
مطبخ الشاطر ـ بورجي.
"مطبخ" الشاطر ـ بورجي منسوب إلى رئيس تحرير صحيفتنا الزميل علي الشاطر ونائب رئيس التحرير الزميل عبده بورجي.يستخدم البعض هذا الوصف للحديث ليس عن مطبخ للتحرير كبقية مطابخ التحرير في صحف العالم وإنما للإشارة إلى مواد صحافية مفترضة تعد في هذا "المطبخ" ثم تنشر في وسائل إعلام مختلفة داخل وخارج اليمن.
اعرف الزميلين علي الشاطر وعبده بورجي منذ أكثر من عشرين عاما قبل وبعد أن باشرت الكتابة في هذه الصحيفة منذ ثلاثة أعوام واعترف أنني خلال كل تلك السنوات لم احصل على معلومات مفبركة أو خاصة من هذا "المطبخ" إلا مرة واحدة عندما عرفت قبل غيري من الزملاء بفارق ثلاثة أيام اسم رئيس وزراء كان سيعين للتو وقد أشفق الأخوة على حالي لأنني راهنت مع أحد رجال الأعمال اليمنيين على غيره وخافوا أن أخسر الرهان لمعرفتهم أن شريكي في المراهنة هو من النوع الذي لا يتساهل إطلاقا في تنفيذ بنود شرط كسبه.
أشرت إلى تجربتي الخاصة مع هذا "المطبخ" وأتحمل مسؤولية كل حرف في هذا النص كما عادتي في غيره للحديث عن استفتاء أجراه معهد تنمية الديموقراطية في اليمن حول الانتخابات الرئاسية المقبلة و المشرف على الاستفتاء يبتعد سنوات ضوئية عن مطبخ «26سبتمبر» وعن توجهاتها وبالتالي من الصعب أن تنسب نتائج الاستفتاء إلى الزميلين بأية صورة من الصور.
ورد في الاستطلاع أن مدينة عدن حلت في طليعة المدن اليمنية التي تطالب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بالعدول عن قراره بعدم ترشيح نفسه وعينته مرشحاً للإجماع الوطني.قبل هذا الاستفتاء كنت قد سمعت إشاعات وأخباراً مهولة منسوبة إلى بعض المطابخ المحلية عن مزاج العدنيين ومواقفهم السلبية من الوحدة وكنت غير قادر على التحقق منها فإذا بالمعهد المذكور يميط اللثام عن حقيقة ساطعة لا تتحمل التأويل السلبي مفادها أن عدن تقف على رأس المدن اليمنية الوحدوية.
وإذا كان صحيحاً أن استطلاعات الرأي لا تصنف في باب العلوم المحضة كالرياضيات والفيزياء وبالتالي تنطوي على نسبة من الخطأ تقدر عادة بين 2 الى 4 او 6 في المئة في أقصى الحالات فان النسبة الباقية الخارجة من عدن عالية الهامة وقد حطمت كل أرقام اليأس والقنوط والتهويل التي كانت تنقلها الشائعات خلال السنوات بل الشهور القليلة الماضية وما يزيد في أهميتها أن أحداً لن يجرؤ على تصديرها من المطبخ الإفتراضي المنسوب لرئيس تحرير «26سبتمبر» ونائبه.
لو كنت يمنياً واملك أسطولا جوياً لأرسلته إلى عدن فجر العيد السادس عشر كي يرسم في سمائها عبارة :صباح الخير يا رائعة الجمهورية اليمنية.
"كليرستريم"
"كليرستريم" اسم يعود لمؤسسة مصرفية ناشطة في دوقية لوكمسبورغ قفز إلى صدر الصفحات الأولى في فرنسا وأوروبا بعد أن أصبح عنوانا لفضيحة مدوية في باريس من بين أبطالها رموز النظام الأبرز في الموالاة والمعارضة فضلا عن قاض عرف بنزاهته ومواظبته على ملاحقة طرائده حتى النهاية.مختصر الفضيحة أن الرئيس الفرنسي ووزيره الأول أمر بتحقيق سري لكشف تورط وزير داخليته المرشح لرئاسيات العام المقبل في إيداع حساب مصرفي في المؤسسة المذكورة تهربا من الضرائب وبالتالي القضاء على حظوظه بالفوز بقصر الأليزيه ورفع حظوظ رئيس الوزراء وخليفة الرئيس
المفترض في التنافس على الكرسي الرئاسي.
المتسبب في كشف الفضيحة جنرال سابق في المخابرات الفرنسية الخارجية كان قد أزيح من وزارة الدفاع بطريقة اعتبرها غير لائقة.
على هامش الفضيحة كشفت صحيفة "لوكنار انشينيه" الأسبوعية الساخرة أن رئيس الجمهورية يحتفظ بحساب مصرفي سري في احد البنوك اليابانية بيد أن الرئيس نفى بقوة هذه التهمة كما نفى اتهامات أخرى ومثله فعل رئيس وزرائه ناهيك عن شخصيات عديدة وردت أسماؤها في لائحة متعاملي البنك المذكور دون أن يؤدي النفي إلى طي هذه الصفحة ذلك أن المعارضة استندت إليها قبل يومين عندما تقدمت ببيان لسحب الثقة من الحكومة وإسقاطها دون أن تتمكن من ذلك بسبب سيطرة الأغلبية اليمينية على مقاعد الجمعية الوطنية.
تقدم "كليرستريم" دليلاً جديداً على أن الفساد عابر للحدود والقارات وشامل أيضا للأنظمة المصنفة في خانة التقدم والتي تبدو في هذه الحالة كطبيب يداوي الناس وهو عليل." بعد "كليرستريم" في فرنسا وكارثة "كاترينا" الطبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية وفضائح "غوانتانمو" و"أبوغريب" وغيرها ثمة سؤال يطرح نفسه بإلحاح:ما الذي تفعله جيوش "الديموقراطية" و "الشفافية" و" حقوق الإنسان " في بلداننا أليس حريُُ بها أن تكرس كافة جهودها لمعالجة تلك الأمراض في بلدان المنشأ
26سبتمبرنت