جميل الجعدبي -
في ذكرى الوحدة (اللُّحمة ) ..
في مثل هذا اليوم من العام 1990م للميلاد توقفت عقارب الزمن لحظة إشراق إجلالاً وإكباراً لبارق يماني لمع وحيداً في جنح ليل عربي حالك الظلمة، ومجداً يمانياً جديداً، ما لبث أن سكن أنصع صفحات التاريخ .
·وفي مثل هذا اليوم، وبعد سنوات وأشهر من المباحثات والاتفاقيات، واللقاءات بين اللجان المختصة في (عدن ) و(صنعاء)،كان لا بد لهذه الجهود من قرار سياسي يقطع دابر التساؤلات المتشعبة في المجلسين آنذاك، ويرمي بكافة الآراء المتخوفة والمتحفظة وراء ظهره متجها صوب تحقيق حلم الوحدة.
"أنا ذاهب إلى عدن.. فمن أراد أن يلحق بركب الوحدة والديمقراطية فليتبعني إلى هناك." هكذا حسم فخامة رئيس الجمهورية وصانع الوحدة بقاعة مجلس الشورى في صنعاء أي شك أو جدل يحول دون تحقيق الوحدة .. وهكذا سد الطريق، أمام أي نقاش يفتعل حول مصير محتوم وقدر مؤجل، وحلم طالما راود اليمانيين داخل الوطن وخارجه.
·قال عنها الزعيم الشهيد ياسر عرفات يومها إنها (لُحمة) ووقف العالم انبهاراً بهكذا إرادة سياسية وهكذا إنجاز عظيم. فتغنى بها الشعراء".. وتراقصت لها القلوب.. وزغردة لها الحناجر.. وتسابقت دموع أبناء السعيدة يومها فرحاً وابتهاجاً بتحقيق أغلى أحلامهم.
·واليوم ونحن أبناء الوطن اليمني نوقد الشمعة الـ(17) من عمر وحدتنا المباركة، وإنجازنا التاريخي العظيم لا نملك غير الالتفاف حول قيادتنا السياسية والشرفاء لوضع هذا المنجز الذي نفتخر به في حدقات عيوننا، رافعين هاماتنا اعتزازاً وفخراً بما تحقق لهذا الوطن من مكاسب ومنجزات خلال الـ(16) من عمر الوحدة المجيدة.
·واليوم.. وقطار خيرات الوحدة ومشعل أفراحها يتنقل من صنعاء إلى عدن، ومن سواحل البحر العربي شرقاً إلى سواحل البحر الأحمر لتعم خيراته أرجاء الوطن الواسع في السهول والجبال، والوديان، والصحاري تنمية ونهضة أرقاماً وشواهد،، لا نملك غير تجديد العهد والوفاء لقائد المسيرة وربان السفينة المشير علي عبدالله صالح بالحفاظ على مكاسب الوحدة وصون مسيرتها والانطلاق بخطى ثابتة نحو غد أكثر إشرقاً.
·واليوم ويمننا على أعتاب استحقاق ديمقراطي هام.. ووطنا يعيش حراكاً سياسياً غير مسبوق لإضافة لبنة أخرى على بنيان المسيرة الديمقراطية والتعددية سيراً نحو إرساء مبدأ التداول السلمي للسلطة.. وفي ظل تهافت بعض القوى السياسية والأصوات النشاز خارج الوطن، من خلال ما يصدر عنهم من ممارسات وأقاويل تمس بالوحدة ومسيرتها.. لا نملك غير تذكيرهم بأن أحفاد سبأ وحمير وتبع اليوم لن يسمحوا مطلقاً لفئران الهدم بالعبث وراء جدران وأعمدة وحدتهم الراسخة رسوخ شمسان ونقم.. أبداً لن يسمحوا لفئران الخراب أن تكرر ما فعلته بالأمس على جدار سد مأرب في غفلة من التاريخ..